برلين - عمان اليوم
شاركت المبتكرة فاطمة بنت فهم بن سعيد المقبالية ممثلة لسلطنة عمان في مسابقة مختبر الجدران المتساقطة ببرلين لعام 2021 عن مشروعها "كسر جدار التحلية المكلفة من خلال دمج خلية ميكروبية مع محطة التناضح العكسي" إذ بلغ عدد المشتركين 75 متسابقًا من مختلف دول العالم.
وقالت فاطمة المقبالية في تصريح لـ"عمان" عن مشروعها: إن فكرة الخلية الميكروبية عبارة عن أكسدة مياه الصرف الصحي بواسطة تحفيز الكائنات الحية الدقيقة التي تطلق الإلكترون من عملية التفاعل الانودي، وسوف يستهلك هذا الإلكترون داخل الكاثود وهذه الظاهرة تجعل الأنود والكاثود يتجاذبان، حيث تجذب هذه القطبية أيونات الملح (صوديوم كلورايد NaCL) باتجاه الكاثود والأنود، وبالتالي ستتم تحلية مياه البحر في غرفة التحلية، وتحدث كل هذه العملية باستخدام الكائنات الحية الدقيقة الصديقة للبيئة، لذا فهي لا تحتاج إلى أي طاقة كمصدر إضافي.
وأضافت: كوني مهندسة أشعر بالمسؤولية لإيجاد حلول للمشاكل من الجانب الهندسي وفي نفس الوقت يكون صديق للبيئة، فالماء حاجة مهمة للبشرية، وكوني من سلطنة عمان المصنفة عالميًا أنها من الدول التي تعاني من شح المياه فقد حفزني ذلك على العمل في هذا المجال فالهدف الرئيسي هو توفير مياه الشرب بأسعار معقولة، والتقليل من حمل التناضح والضغط والطاقة المستهلكة في التناضح العكسي، حيث إن الخلية المبتكرة لا تحتاج إلى طاقة ولا ضغط وفي الوقت نفسه تعمل على تقليل ملوحة مياه البحر قبل الدخول إلى محطة التناضح العكسي.
وأشارت إلى أن أبرز النتائج التي خرج بها المشروع تكمن في استخدامنا برنامج دولي WATER APPLICATION VALUE ENGINE (WAVE) لمقارنة الفرق في تحلية المياه عند وجود الخلية المبتكرة كمرحلة معالجة مسبقة وبعدم وجودها في التناضح العكسي، وفعلاً كان هناك تأثير كبير من حيث الطاقة والكهرباء والغشاء المستخدم فكانت الطاقة بدون استخدام الخلية تقريبًا ما يعادل (6.22 kWh/m³) وعند استخدام الخلية كمرحلة معالجة مسبقة استطعنا تقليل الطاقة المستهلكة في المحطة إلى (1.23kWh/m³)، وأيضا استطعنا تقليل ملوحة المياه التي تدخل في محطه التناضح العكسي من (38.000mg/L) الى (8.000mg/L) وبهذه الطريقة فإن هذا التكامل سيوفر المال والطاقة ويزيد من عمر الغشاء، ونتيجة لذلك فإن المحلول الملحي الذي ينتج من محطة التناضح العكسي لديه ملوحة أقل وسيساعد البيئة في النهاية ليس فقط من حيث الطاقة أيضًا من حيث التأثير الجانبي لمحطة التناضح العكسي فأعتقد أن هذه الخلية نستطيع اعتبارها كحل لهذه المشكلة.
وعبرت عن فخرها بتمثيل السلطنة في هذا المحفل العالمي وأكدت أنها محظوظة بالحصول على هذه الفرصة المثرية مثمنة شكرها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمنحها الوجود في برلين بين كوكبة من العلماء.
ويعد مختبر الجدران المتساقطة منتدى عالميًا لعرض الأفكار الابتكارية والمشاريع البحثية من مختلف المجالات، ويهدف المنتدى إلى بناء وتعزيز العلاقات بين الباحثين والأكاديميين المتميزين وبين رواد الأعمال والمهنيين، وعرض كفاءات الجيل القادم من الباحثين المتميزين في سلطنة عمان وشغفهم وتنوع مجالاتهم، وتكشف فرصة المشاركة السنوية في هذا المنتدى عن حصول المشارك على الإلهام والابتكار ولقاء العقول النيرة من مختلف التخصصات على مستوى العالم، كما يوفر المختبر فرصةً ممتازةً للحصول على اتصال مع هؤلاء العلماء والمهنيين الطموحين، وترمز مسابقة مختبر الجدران المتساقطة إلى سقوط جدار برلين ودور العلم والعلوم والإنسانية في إلغاء الحواجز بين الأمم.
إذ تقوم فكرة المسابقة على تقديم فكرة المشروع البحثي أو خطة العمل أو المشروع التجاري أو المبادرة الاجتماعية أو النموذج الابتكاري أو المبادرة الريادية في عرض تقديمي (باوربوينت) في زمن قدره ثلاث دقائق فقط لكل مشارك، والسعي إلى إقناع لجنة التحكيم عالية المستوى التي تضم خبراء من الأوساط الأكاديمية والمؤسسات البحثية ورجال الأعمال بأهمية الفكرة وبمشاركة علماء وخبراء ذوي مستوى عال في النقاشات المختلفة، وتتمحور نوعية الأفكار المدعوة للمشاركة في هذه المسابقة في جوانب الابتكارات أو البحوث العلمية أو المشروعات الريادية المتصلة بقضايا الوقت الراهن، ويعتمد تقييم كل عرض على ثلاث فئات، وهي الجدة والحداثة، والأهمية/ الأثر، وكذلك تقييم أداء المتسابق.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك