أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال
آخر تحديث GMT18:17:49
 عمان اليوم -

أعربت عن سعادتها بالحرّية وأبدت اقتناعها بأن العلم سلاحها

أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال

الطفلة الفلسطينيّة ملاك الخطيب
رام الله ـ ناصر الأسعد

تستعيد الطفلة الفلسطينيّة ملاك الخطيب (14 عامًا)، حياتها الأولى، بعدما أجبرت على التعامل مع واقع أكبر من عمرها، إذ قضت 45 يومًا في السجون الإسرائيلية، كأصغر أسيرة اعتقلها إسرائيل طيلة فترة احتلالها للأراضي الفلسطينية، وأفرج عنها الجمعة الماضي.

وبدأت الصغيرة تنام وقتًا أطول في الصباح، بعدما تعودت أن تستيقظ مبكرًا كل يوم كي تخضع لفحص العدد الأمني، وتتناول أي طعام تتمناه، تدرس وقتما تشاء، وتلعب وقتما تشاء، وترد الصباحات على والدها ووالدتها وأشقائها. لكنها كبرت كثيرًا في شهرين، أسرع مما أراد لها أهلها ذلك.

وتحولت ملاك إلى "نجمة"، وهي تقابل يوميًا المئات من المهنئين، وعشرات الصحافيين وبعض المسؤولين، الذين يخوضون معها عادة نقاشات في السياسة وظروف الاعتقال وحالة الأسرى الذين خلفتهم وراءها، وكيف عاشت أقسى الساعات في حياتها، فيما يحول لها والدها بين الفينة والأخرى هاتفًا جديدًا من أحد المهتمين.

وتمكنت ملاك، الأحد، من زيارة مدرستها في بلدة بتين القريبة من رام الله، حيث عانقت المعلمات وصديقاتها، مثل ضيفة كبيرة، كانت تلاحقها الكاميرات خطوة بخطوة.

وأعربت ملاك، في تصريح صحافي،  عن سعادتها بالعودة إلى أهلها، ومدرستها وصديقاتها، بعد 45 يومًا من الاعتقال. وتذكرت يومها الأخير في المدرسة قبل الاعتقال، إذ فاجأها جنود إسرائيليون، على الطريق، يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد نهاية يوم دراسي طويل، وهم يعتقلونها بالقوة بتهم إلقاء الحجارة.

وأكّدت ملاك "لقد اختطفوني بالقوة. ضربوني وحولوني إلى التحقيق، بتهمة إلقاء الحجارة.. وهي تهمة غير صحيحة".

وروت ملاك كيف أنّ 4 جنود إسرائيليين حاصروها وألقوها أرضًا، ثم قيدوها بالقوة وألقوا بها في سيارة عسكرية، نقلتها إلى مركز تحقيق "بنيامين"، حيث خضعت لاستجواب قاس، استمر أكثر من ساعتين، ومن هناك إلى سجن "هشارون" النسائي، قرب تل أبيب. وأضافت "لا أعرف كيف أصف الاحتلال لكن أقول فقط: الله على الظالم".

وأردفت "لقد عرفت معنى المعاناة، جربت الإهانة والبرد والقلق لكنني لم أخف منهم، كنت فقط حزينة على أهلي وصديقاتي، وكنت خائفة ألا أراهم مرة أخرى".

وأشارت ملاك، إلى أنها ورفيقاتها كن يعانين من نقص الطعام، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، والحرمان من زيارة الأهالي. وأضافت "لقد عاملوني كأني كبيرة.. مثل كل الأسيرات". وتابعت "لم يراعوا أبدًا أني ما زلت طفلة".

وتتذكر ملاك كل كبيرة وصغيرة في السجن، وكيف أنها لم تصدق نفسها وهي تنظر إلى الفضاء الواسع بعد الإفراج عنها.

وتستعد ملاك الآن للانتظام في دراستها من جديد وتعويض ما فاتها من دروس.

وقررت ملاك أن تلتحق بمدرستها مجددًا، الأحد المقبل بحسب اتفاق مع مديرية التربية والتعليم. وأكّدت ملاك أنها "بعد تجربة السجن قررت أن تدرس الحقوق لتدافع عن جميع الأسرى والأسيرات وتقف في وجه الاحتلال".

وتمنت ملاك على كل الأطفال من عمرها أن يهتموا أكثر بالتعليم. وأضافت "أقول لأصدقائي بأن التعليم هو سلاحنا لمواجهة الظلمة".

يذكر أنه، لأسابيع تنقلت ملاك من السجن إلى محكمة إسرائيلية قبل أن تحكم عليها بالسجن شهرين، مع غرامة مالية قدرها 1500 دولار، وشاهدت في الطريق كيف يضرب الجنود أطفالاً أسرى آخرين، وظل ذلك عالقًا في ذهنها. وقالت ملاك بأنها تتمنى للأطفال الذين شاهدتهم الآن الحرية مثلما نالتها هي.

وسلطت حادثة ملاك الضوء أكثر على ملف الأسرى الأطفال في السجون الإسرائيلية.

وأكّد رئيس هيئة الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع أنَّ "إسرائيل اعتقلت، منذ عام 2000، أكثر من 10 آلاف طفل فلسطيني"، داعيًا إلى "رفع جميع قضايا الأسرى أمام المحاكم الدولية".

ويعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.

وتستند إسرائيل إلى نظام قضائي خاص، وأوامر عسكرية من بينها الأمر العسكري رقم 132، الذي يعتبر كل من يتجاوز 16 عامًا، شخصًا ناضجًا، والأمر العسكري رقم 1500 الذي يجيز اعتقال أي مواطن فلسطيني، بصرف النظر عن عمره، لمدة 18 يومًا، دون عرضه على محكمة، ودون السماح له بمقابلة محاميه.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال



GMT 19:24 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

بيل كلينتون يُطالب بايدن بعفواً استباقياً لزوجته هيلاري

GMT 17:24 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab