أنجليلا ميركل تقف وحدها في مواجهة قضية اللاجئين السوريين
آخر تحديث GMT14:44:24
 عمان اليوم -

الأوساط السياسية تنتقد الترحيب بالمهاجرين وتعده خطأ

أنجليلا ميركل تقف وحدها في مواجهة قضية اللاجئين السوريين

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أنجليلا ميركل تقف وحدها في مواجهة قضية اللاجئين السوريين

أنجليلا ميركل
دمشق - نور خوام

احتلت صورة الطفل السوري الذي غرق على سواحل اليونان عناوين الصحف الأوروبية، ولكن كلمات التعاطف من السياسيين لم تترجم إلى أفعال، إلا أن صوتًا واحدًا لم ينخفض طوال فترة أزمة اللاجئين، وهو صوت المستشارة الألمانية انجيلا ميريكل وهي تردد "سنتعامل مع الأمر".

وانخفضت شعبية ميركيل بسبب موقفها من الأزمة، إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2011، ولأول مرة يبدو أن منصب المستشارة لم يعد بأمان، ولكن هذا لم يثنها عن رأيها، وعبّرت أن ألمانيا ستستمر باستقبال اللاجئين، فيما تستمر أعداد طالبي اللجوء هناك بالارتفاع.

وأحدث هذا الكثير من النقد في الأوساط السياسية الألمانية، معتبرين أن هذا الترحيب باللاجئين كان خطأ، وهدد زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر بأنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد قرار مريكل، وذهب البعض بوصف موقفها بنهاية مستقبلها السياسي.

وبعد أسابيع من المفاوضات، استطاع الائتلاف الألماني التوصل إلى اتفاق حول قضايا اللاجئين، فسحبت المستشارة خططها المتعلقة بمناطق العبور، وهذا يعتبر فوزًا للحزب "الديمقراطي الاشتراكي"، ولترضي الجناح اليميني في حزبها، اضطرت إلى تسريع إجراءات ترحيل اللاجئين لأسباب اقتصادية، في حين أن بعض اللاجئين سينتظر لمدة عامين قبل أن يسمح لأسرهم بالدخول إلى ألمانيا.

وفي المقابل، حافظت ميريكل على موقفها الأهم، في أنه لن يكون هناك حد أعلى لعدد اللاجئين الذي ستستقبلهم ألمانيا، مبقية على سياستها بالترحيب باللاجئين، فميركل معروفة بالفوز دائمًا، سواء حول الأزمة اليونانية، أم في إنقاذ اليورو.

وتعتبر أزمة اللاجئين الحدث الأكبر في أوروبا، مع تهديد بقرب حدوث أزمة إنسانية إذا ترك اللاجئون بين السماء والطارق، وعلى قارعة الطريق في شتاء أوروبا، وسيستمر عشرات الآلاف من اللاجئين ممن فرو من الحروب في الشرق الأوسط بالتدفق نحو أوروبا، وتبقى خيارات أوروبا بين فعل ما هو ضروري لإنقاذ أرواح الناس، أو إدارة ظهرها لهم، وحتى الآن تقف ميركل وحدها في موقفها الداعم لإنقاذ اللاجئين، متفوقة بذلك على كل الزعماء الأوربيين.

وتلقت ألمانيا في ظل هذه الأزمة نصف طلبات اللجوء السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا، أي حوالي 24 ألف طلب، وهو ما يعادل 12 ضعف الطلبات التي تلقتها بريطانيا، وستكون كارثة فعلًا، لو انتهجت ألمانيا نهج بريطانيا أو هنغاريا في إقامة أسوار لمنع وصول اللاجئين، وستترك مئات اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في العراء في جميع أنحاء أوروبا بلا مأوى ولا غذاء ولا صحة.

وتتخذ هذه الأزمة أبعاد أخرى يمكن أن تؤثر على الهوية الأوروبية الإنسانية، فأوربا بنت نفسها بعد الحرب العالمة الثانية على مبادئ وقيم الحرية والمساواة والتضامن والسلام والرخاء والكرامة الإنسانية، وتعتبر أزمة اللاجئين امتحانًا لمدى تطبيق هذه المبادئ، ومن المفروض أن يكون التنوع  في الثقافات والتقاليد واللغات إثراء للقارة العجوز، ولكن يبدو أن أوروبا ستعاني من انعزالية وتخبط في محاولة منها لإرضاء مشاعر معادية للاجئين.

وتصنف أزمة اللاجئين الحالية بأنها الأكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقيل إنها التحدي الأكبر الذي تواجهه أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، ويعتقد البعض بأن سياسة ميريكل الترحيبية باللاجئين فتح الباب على مصراعيه، وأنها هي من صنعت هذه الأزمة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنجليلا ميركل تقف وحدها في مواجهة قضية اللاجئين السوريين أنجليلا ميركل تقف وحدها في مواجهة قضية اللاجئين السوريين



GMT 19:24 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

بيل كلينتون يُطالب بايدن بعفواً استباقياً لزوجته هيلاري

GMT 17:24 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab