بدأت في بريطانيا حملات واسعة للحد من تناول النساء الحوامل للمشروبات الكحولية، لاسيما بعد إصابة عدد من الأطفال بمتلازمة "الكحول الجينية"، الأمر الذي دعا المحامين إلى وصف النساء اللاتي يشربن الخمور بـ"المجرمات"، مؤكدين أنَّه يمكن رفع دعوى قضائية ضدهن.
يأتي ذلك في أعقاب ولادة طفلة معاقة نتيجة إفراط والدتها في شرب الكحول، ويؤكد المحامون أنَّها ارتكبت جريمة عنيفة، حيث كانت تشرب نصف زجاجة من "الفودكا" وثماني علب من "البيرة" القوية يوميًا.
وأوضح الأطباء أنَّ الكحوليات عمومًا مادة ضارة بالجنين، وهذه الحالة يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى بالنسبة إلى الأمهات الحوامل، فيما طالبت محكمة الاستئناف البريطانية بقانون يقر بعدم قانونية شرب الكحوليات أثناء فترة الحمل.
فيما رفع محامون قضية على امرأة مدمنة على شرب الكحوليات خصوصًا "الفودكا" وعلب "البيرة" القوية، يوميًا، كانت تبلغ من العمر 17عامًا عندما ولدت طفلتها الثانية البالغة الآن 6 أعوام، مصابة بمتلازمة "الكحول الجينية" نتيجة شرب والدتها الكحوليات، وحال نجاح القضية، فهناك أكثر من 80 إجراء بحق أمهات تسبّبن في إعاقة أطفالهن.
وطالب محامي الطفلة الذي رفض الكشف عن اسمها لأسباب قانونية، القضاة بالحكم لصالحها والحصول على تعويض بعد أن ولدت باضطرابات متعلقة بالكحول، وحال نجاح الاستئناف يمكن أن يُهدّد ذلك بتجريم سلوك النساء الحوامل، وفقا لدائرة الحمل الاستشارية البريطانية وحقوق الميلاد.
وبعد جلسة استمرت يومًا كاملًا، أكد القضاة أنَّ المحكمة ستأخذ وقتًا للنظر في القضية واتخاذ القرار، وقيل للقضاة "إنَّ الأم كانت تشرب كميات هائلة من الكحول في فترة الحمل بالطفلة".
وأوضح محامي الطفلة جوي فوي، أنَّ تلك الكمية تعادل 40- 57 وحدة كحول يوميًا، فيما كانت المبادئ التوجيهية الصادرة عن المعهد الوطني للصحة والرعاية، تؤكد أنَّ 7.5 وحدات قد يضر بالجنين.
وأضاف فوي، "كانت الأم واعية بمخاطر الاستهلاك المفرط للكحول أثناء الحمل، ولكنها كانت نهمة مما شكَّل ضررًا على الجنين، وتوقعت وقوع الضرر ولكنها أخذت بالمخاطرة".
بن كولينز، والذي طلب من السلطات رفض قضية الطفلة، وقال للقضاة "هناك تضارب في الأفكار حول ما يشكل خطرًا أولًا، ليس فقط من حيث الشرب ولكن التدخين والغذاء، فحال أكلت الأم الجبن غير المبستر أو البيض النيء مع العلم أنَّ ذلك يشكل خطرًا على الجنين، يمكن أن تجد نفسها متهمة بجريمة".
اضطرابات الطيف الجنيني بسبب الكحول هو مصطلح يصف الإعاقة والمشاكل السلوكية التي يعاني منها الأطفال نتيجة شرب أمهاتهم للكحول أثناء الحمل، ويعاني الأطفال من مشاكل سلوكية مثل فرط النشاط وصعوبات التعلم والصرع، كما أنَّ ملامحهم الجسدية واضحة، حيث الأنف الأفطس والوجه المسطح والعيون المتباعدة، شدة المشكلة تعتمد على كمية شرب الأم، ولكن التشوهات تبقى معهم طوال الحياة.
يُشار إلى أنَّ محكمة الاستئناف البريطانية، أصدرت حُكمًا تاريخيًا بإدراج تناول المشروبات الكحوليّة أثناء الحَمل ضمن قائمة الجرائم الجنائية.
فيما يسعى مجلس شمال غرب إنكلترا إلى الحصول على تعويض بعد إصابة الطفلة بـ"تأخر النمو بعد تناول والدتها الكحول أثناء حملها وبعد ولادتها"؛ لكن المحكمة أجّلت النظر في القضية، بهدف دراستها على نحو واسع لإصدار الحكم النهائي ونوع العقوبة المستحقة على الأم.
أرسل تعليقك