القاهرة- عمان اليوم
وضعت الإمارات العربية المتحدة مسبار "الأمل" الإماراتي في المدار حول كوكب المريخ، بعد فترة ترقب بدت طويلة قام خلالها المسبار بمناورة حرجة.
ويعد المسبار، المركبة الأولى من ثلاث ستبلغ الكوكب الأحمر هذا الشهر.
وأطلقت الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في تموز/يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من مركبات الاستكشاف إلى مدار الكوكب الأحمر أو إلى سطحه علمًا أنه الأكثر استقطابًا للاهتمام في المجموعة الشمسية.
وبعد وضع مسبار "الأمل" حول المريخ، صارت الدولة الخليجية الثرية التي تحتفل هذا العام بذكرى ولادتها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ بينما ستصير الصين السادسة في اليوم التالي.
ومع إعلان نجاح المهمة، أضاءت الإمارات معالمها ومن بينها برج خليفة وبرج العرب باللون الأحمر ليلاً.
واحتفاءً بهذه اللحظة التاريخية، عُرضت صور قمري المريخ (فوبوس وديموس) في سماء دبي، لإتاحة "رؤية ما يراه المسبار"، وفق المكتب الإعلامي في دبي.
وبسبب التدابير المتخذة لاحتواء كوفيد 19 تم الحد من التجمعات، لكن المواطنين عبروا عن فرحتهم على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون.
وأكد حاكم دبي ونائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن بلاده تحاول بناء أنموذج للتنمية يؤكد للشباب العرب "أننا أبناء حضارة".
وقالت سارة الأميري رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ووزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة: "نحن كأمة فتية فخورون بأننا صرنا قادرين على تقديم مساهمة ملموسة في فهم المريخ إلى الإنسانية".
وهنأت وكالة ناسا التي يتجه روبوتها الجوال برسيفرنس إلى المريخ حاليًا الإمارات، مستشهدة بقول المتنبي أحد كبار شعراء العرب: "إذا غامرت في شرف مروم، فلا تقنع بما دون النجوم".
بدأت مناورة مسبار "الأمل" للتموضع في المدار التي استغرقت 27 دقيقةً عند الساعة 15,30 ت غ، أو 19,30 بالتوقيت المحلي.
وتعين على المسبار أن يدور ويبطئ مساره حتى يدخل في مجال جاذبية الكوكب، في عملية استخدم فيها ستة محركات للدفع العكسي (دلتا في) ليقوم ذاتيا بخفض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.
وتستهلك العملية المعقدة نصف وقود المسبار، كما يستغرق وصول إشارة من مسبار "الأمل" إلى الأرض 11 دقيقة.
وقال عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ لوكالة فرانس برس، إن "هذا المشروع يعني الكثير للدولة والمنطقة ومجتمع العلم والفضاء العالمي".
وأكد أن "الأمر لا يتعلق بالوصول إلى المريخ، إنه أداة لهدف أكبر بكثير. أرادت الحكومة رؤية تحول كبير في عقلية الشباب الإماراتي لتسريع إنشاء قطاع علوم متقدمة وتكنولوجيا في الإمارات".
وفي حين أنّ هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام.
ويستخدم المسبار ثلاث أدوات علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ بإرسال المعلومات إلى الأرض في أيلول/سبتمبر 2021.
علماً أن الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية كانت وحدها؛ نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.
وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، "تياونوين-1" الصيني و"المريخ 2020" الأمريكي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلاً من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوم
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك