قررت مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل، في خطوة تستهدف دعم الأسعار التي شهدت في الربع الثالث أول خسارة فصلية منذ عامين. وتعد التخفيضات الكبيرة التي أقرتها مجموعة "أوبك+" هي الأكبر منذ 2020، جاءت على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول المستهلكة لضخ المزيد من النفط في سوق يراها الغرب بإنه تعاني بالفعل من "شح الإمدادات".
وتشير التقارير إلى أن خفض "أوبك+" سيؤدي إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا بعدما كانت 120 دولارا قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار. وبعد القرار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من واحد دولار أو 1.2 بالمئة إلى 92.91 دولار للبرميل، كما زادت كذلك العقود الآجلة للخام الأميركي 88 سنتا، أو 1 بالمئة إلى 87.40 دولار للبرميل.
وفي أول رد من الولايات المتحدة على قرار "أوبك+"، قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض، إن "أميركا بحاجة إلى أن تكون أقل اعتمادا على أوبك+ والمنتجين الأجانب للنفط".
وفي وقت سابق، اعتبر محللو مجموعة يو.بي.إس، أن قيام "أوبك+" بخفض إنتاج النفط أمر ضروري لوقف تراجع الأسعار في ظل المخاوف من الركود وارتفاع الدولار. وقالت "يو.بي.إس" في مذكرة "من المرجح أن يؤدي غياب تحرك من جانب التحالف لسحب براميل من السوق إلى مزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط".
وأضافت "يتعين على التحالف أن يعلن خفضا للإنتاج بما لا يقل عن نصف مليون برميل في اليوم خلال الأيام المقبلة". وفي نفس السياق، عبر "جيه بي مورغان" في وقت سابق من الشهر الجاري عن اعتقاده بأن "أوبك+" قد تحتاج إلى التدخل بخفض ما يصل إلى مليون برميل يوميا "لوقف هبوط الأسعار وإعادة تنظيم الأسواق الفعلية والورقية التي يبدو أنها منفصلة".
وفي مطلع سبتمبر، قرر تحالف "أوبك+"، خفض إنتاج النفط بنحو 100 ألف برميل يوميا، في شهر أكتوبر المقبل، والعودة إلى مستويات إنتاج شهر أغسطس. يذكر أن إنتاج دول مجموعة "أوبك+" لم يصل لأهدافه الخاصة بإنتاج النفط بفارق حوالي 3.6 مليون برميل يوميا، في أغسطس الماضي،
وتوقعت فيتول لتجارة الطاقة أن يقترب برنت من 100 دولار بنهاية العام. وقال كريس بيك، عضو اللجنة التنفيذية لشركة فيتول ورئيس مجلس إدارة «في تي تي آي»، اليوم الأربعاء إنه يتوقع أن يقترب سعر خام برنت من 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام. وأضاف أن القيمة السوقية لخام برنت تتراوح بين 80 و100 دولار للبرميل.
في المقابل توقع «جيه بي مورغان» أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.
وتقول السعودية، إنها تسعى لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط، ويجري تداول خام برنت القياسي العالمي على استقرار اليوم الأربعاء عند 92 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه يوم أمس.
وعلق الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، على مجموعة من الصحافيين كانوا ينتظرونه أمام مقر منظمة أوبك في فيينا عندما سألوه عن توقعاته للاجتماع: قال مازحاً «استمتعوا بالجو المشمس هنا (في فيينا)».
من جانبه، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للصحافيين إن: «القرار سيكون فنياً، وليس سياسياً». وأضاف: «لن نحولها لمنظمة سياسية»، موضحاً أن المخاوف من حدوث ركود عالمي ستكون من بين الموضوعات الرئيسية المطروحة على طاولة النقاش.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك