يحتفل العالم باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف, في 23 أبريل/ نيسان من كل عام، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى رحيل وليم شكسبير وميغل دي سيرفانتس والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا.
وتتكاتف دور النشر والمكتبات والمعاهد الثقافية وروابط المؤلفين في مختلف أنحاء العالم في هذا اليوم، وفقًا لمنظمة اليونسكو، للترويج للقراءة وصناعة النشر وحماية الملكية الفكرية.
وتعتبر اليونسكو أن 23 أبريل/ نيسان تاريخ رمزي في عالم الأدب العالمي، وتؤكد على أنه تم تخصيصه لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عموماً، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.
ونشرت مؤسسة بريطانية متخصصة في قياس درجة الثقافة العالمية بهذه المناسبة تقريرًا عن معدلات القراءة في العالم.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن المؤسسة أن الهند جاءت في المركز الأول عالميا، من حيث معدلات القراءة، وتلتها تايلاند والصين.
اقرأ أيضا:
حملة ثقافة للحياة تحتفل باليوم العالمي للكتاب في القاهرة
وأشار تقرير المؤسسة إلى أن المواطن الهندي يخصص 10 ساعات و42 دقيقة أسبوعيا من أجل القراءة، بينما التايلاندي 9 ساعات و24 دقيقة، لممارسة نفس الهواية.
بينما يقضي المواطن الصيني 8 ساعات، والمصري 7 ساعات و30 دقيقة أسبوعيا للقراءة، في وقت يخصص المواطن التشيكي 7 ساعات و24 دقيقة.
ولفتت إلى أن المواطن السويدي يمارس القراءة بمعدل 7 ساعات و6 دقائق أسبوعيا، والفرنسي 6 ساعات و54 دقيقة، والمجري 6 ساعات و48 دقيقة، فيما السعودي 6 ساعات و54 دقيقة.
وكشف تقرير صدر عام 2012 عن "اتحاد الناشرين الدوليّين"، قدر حجم ما ينفقه القراء على الكتب بـ 114 بليون يورو، وتهيمن 6 أسواق على هذه الصناعة، باحتكارها 71 في المائة منها، وتتصدرها الولايات المتحدة بحصة 26 في المائة، تليها الصين "12 في المائة"، وألمانيا "8 في المائة"، واليابان "7 في المائة"، وفرنسا "4 في المائة"، وبريطانيا "3 في المائة)، وفقا لموقع حفريات.
وأعدت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرًا عن مؤشر القراءة في العالم العربي، أكد على أن هناك "إقبالاً ملحوظًا من المواطن العربي على القراءة".
وأكد التقرير أن هناك خمس دول عربية احتلت مرتبة متقدمة في القراءة، حيث جاء لبنان في المركز الأول، ثم مصر، ثم المغرب، ثم الإمارات، وأخيرًا الأردن.
ولفت التقرير إلى أن نتائج التقرير جاءت على عكس البيانات والإحصاءات التي نشرت سابقا عن المنطقة العربية.
واستند التقرير الصادر في 2018 على استبيان إلكتروني ضخم شارك فيه ما يزيد عن 148 ألف مواطن من كافة الدول العربية، ومن مختلف الفئات، منهم 60.680 طالبًا وطالبة من مختلف المراحل التعليمية، و87.614 من غير الطلبة المنتمين إلى شرائح اجتماعية ومهنية مختلفة.
وكشف التقرير، أن المعدل العربي لساعات القراءة سنويًا 35.24 ساعة سنويًا، وتراوحت الأرقام بين 7.78 ساعة في الصومال، التي تعد أقل معدل، و63.85 ساعة في مصر كأعلى معدل؛ فيما بلغ المتوسط العربي لعدد الكتب المقروءة سنويًا أكثر من 16 كتابًا في السنة، وسجلت جيبوتي وجزر القمر والصومال أقل معدل في عدد الكتب المقروءة بم ا يساوي 1.76، بينما سجلت لبنان المعدل الأعلى بموجب "28.6".
وجاءت 12 دولة فوق درجة المتوسط العربي من حيث عدد الكتب المقروءة سنويًا، هي على التوالي لبنان والمغرب ومصر والإمارات وتونس والأردن والسعودية وقطر والبحرين وفلسطين والجزائر وعُمان، وهي الدول ذاتها التي تأتي فوق متوسط إجمالي ساعات القراءة سنويًا باستثناء عُمان.
وأكد التقرير أن هذه النتائج ردًا "موضوعيًا" على الأرقام المتداولة حول ما يعتبره البعض "أزمة قراءة" أو "فجوة قراءة"، وما يروج من أن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى الربع صفحة للفرد سنويا، وأن المواطن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنويًا كما ورد في تقارير التنمية الثقافية العربية.
وبحسب التقرير تفوقت القراءة الرقمية على الورقية، إذ بلغ المتوسط العربي لمنسوب القراءة الرقمية 19.45 ساعة سنويًا مقابل 16.03 ساعة للقراءة الورقية، وأرجع التقرير ذلك إلى الاكتساح الكبير لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وظهور بدائل تبدو أكثر جاذبية من الوثائق المطبوعة. وأيضا سرعة انتشار الوثائق والكتب الإلكترونية، وسهولة الحصول عليها وقلة تكاليفها.
واحتلت قراءة الكتب باللغة العربية الترتيب الأعلى، حيث بلغ المتوسط العربي 10.94 كتاب سنويًا، وتراوحت متوسطات الدول بين 1.23 في الصومال و20.4 في لبنان. في حين تراوح منسوب قراءة الكتب بلغة أخرى غير العربية (الفرنسية أو الإنجليزية) بين 0.9 في الصومال و10.22 في المغرب، ولم يتجاوز المتوسط العربي لقراءة الكتب الأجنبية 5.90 في السنة. وقد تفاوت حجم الفوارق بين منسوب القراءة باللغة العربية والقراءة بلغة أجنبية، حيث بلغ الفارق نحو 11 كتابًا في لبنان و 9 في الإمارات و 8 في المغرب وقطر و 7 في تونس؛ بينما لم يتجاوز كتابًا واحدًا في الصومال وجزر القمر، وكتابين في موريتانيا، و 3 كتب في اليمن وليبيا وجيبوتي.
و نشره موقع "Global English Editing" في 2017، تقريرًا جاء فيه الهند في المرتبة الأولى في ساعات القراءة أسبوعياً بمعدل 10.7 ساعة، تليها تايلاند بمعدل 9.4 ساعة، ثم الصين بمعدل 8 ساعات، ثم الفيلبين بمعدل 7.6 ساعات، ثم مصر بمعدل 7.5 ساعات، ثم جاءت روسيا بمعدل 7.1 ساعات، والسويد وفرنسا بمعدل 6.9، ثم هنغاريا والسعودية بمعدل 6.8.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في هذا التقرير في المرتبة الـ23 بمعدل 5.7 ساعات قراءة في الأسبوع، تلتها إيطاليا والمكسيك وبريطانيا والبرازيل واليابان.
وأكد التقرير أن أن الدول ذوات معدلات القراءة الأعلى لا يعني أنها الدول الأكثر ثقافة من حيث قدرتها على الوصول إلى عدد كبير من المكتبات، والصحف، وأجهزة الكومبيوتر.
ويرى أستاذ النقد الأدبي، وعضو المجلس الأعلى للثقافة المصرية صلاح فضل أنه لا توجد آليات تسمح بإصدار بيانات صحيحة عن معدلات انتاج الكتب والإطلاع الفردي.
وأضاف في تصريحات صحافية أن الأرقام التي تصدر عن بعض الهيئات والمؤسسات بخصوص معدلات القراءة في العالم العربي "ليست دقيقة"، لأنه لا توجد آليات تسمح بإصدار بيانات صحيحة.
وقال فضل "إنه عندما كان رئيسا لدار الكتب المصرية، قرر أن يجري إحصاء مماثلاً وجد أنه من الصعب الوصول إلى بيانات دقيقة في مجالات مثل معدلات إنتاج الكتب، ومعدلات الاطلاع الفردي في المكتبات العامة وفي المؤسسات التربوية".
وأكد فضل على أن النسب المتداولة حول معدلات القراءة في العالم العربي "لا يعتد بها كونها محض هراء".
وأقر فضل في الوقت ذاته، بأن "مستوى القراءة في العالم العربي منخفض، ولا يرتقي للطموح، ولكن ليس بالنسب التي تظهرها مؤسسة، كهيئة اليونسكو مثلاً"، وطالب اليونسكو بإنشاء إدارة خاصة للقيام بهذه المهمة ترتكز على أسس علمية ومعلنة.
قد يهمك أيضا:
جامعة الأمير سلطان تحتفي باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
النادي الأدبي في الطائف يحتفي باليوم العالمي للكتاب
أرسل تعليقك