ناقدة ليبية تؤكد أهمية الترجمة في النهوض بالمجتمعات
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

ناقدة ليبية تؤكد أهمية الترجمة في النهوض بالمجتمعات

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - ناقدة ليبية تؤكد أهمية الترجمة في النهوض بالمجتمعات

جائزة البوكر للروايجائزة البوكر للرواية العربية 2017،
عمان ـ العرب اليوم

أكدت الأكاديمية والأديبة والناقدة الليبية، الدكتورة فاطمة الحاجي، أهمية دور الترجمة في النهوض بالمجتمعات العربية.

وعزت عضو لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية 2017، في الندوة التي أدارها المترجم والأديب إلياس فركوح، الإثنين في منتدى مؤسسة شومان الثقافي، بعنوان "الترجمة والعلاقة بالآخر.. أثر الترجمة على النص الشعري"، أن ما تشهده الأقطار العربية من تخلف عن ركب الحضارة في المنطقة

العربية، إلىأن الأقطار العربية في أدنى سلم الاهتمام بالترجمة بين دول العالم، وفق احصائيات اليونسكو، مشيرة إلىأن اهتمام العرب بالترجمة في العصور الإسلامية الزاهرة، جعلتهم في ذلك الوقت من أكثر الأمم تقدمًا.

فيما قالت الدكتورة الحاجي، المقيمة في تونس حاليًا، والصادر لها في النقد كتب "القراءة النقدية الجديدة" و"مفهوم الزمن في الرواية الليبية"، وباللغة الإنجليزية "الخطاب الروائي"، إن العرب من أقدم الأمم التي سعت للترجمة منذ ظهور الإسلام، لا سيما مع امتداد الرقعة الجغرافية للدولة الإسلامية، خاصة في العصرين الأموي والعباسي، والذي بلغ أوجه في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وولده المأمون، حيث كانت بغداد من أهم مراكز الترجمة في مختلف العلوم على مستوى العالم، وبوجود "بيت الحكمة"، منارة العلم آنذاك.

كما ترجمت مصادر عديدة من اللغات الفارسية والإغريقية والسريانية إلىاللغة العربية، علاوة على أن صقلية والأندلس، مثلتا أهم مركزين للترجمة عن اللاتينية، مشيرة إلىأنه في المقابل نشطت حركة

الترجمة عن العربية إلىاللغة اللاتينية في مدن ليون وبرشلونة وطليطلة في حقبة الأندلس.

وكانت قد أشارت الحاجي، في مستهل محاضرتها، إلىأن أقدم النصوص المترجمة هو "حجر الرشيد"، إذ أنه وجد مكتوبًا بثلاث لغات، هي الهيروغليفية والقبطية والإغريقية، وأن أقدم التراجم التي عرفها التاريخ هي ترجمة النصوص الدينية لدى السومريين، وأقدم مدرسة للترجمة هي مدرسة الخطيب الروماني شيشرون.

فيما استعرضت الحاجي، إشكالية الترجمة في الوطن العربي، لافتة إلىأن أهمية الترجمة، تكمن في  ربطها بين بني الإنسان في مختلف بقاع الارض، وتحفظ التراث العالمي من الضياع والإندثار، مثلما تمثل نافذة فكرية ومدخل حضاري، يضمن المزيد من التواصل مع الذات ومع الآخر في كل مجالات نشاطه الفكري، لتنتج معرفة جديدة.

وقالت الحاجي، إن الترجمة وتعريب المعارف، هما الدافع الأساسي لتحفيز العقول وتفعيل العلوم والتطلع إلىالآفاق، كما أنها تلعب دور المحرض الثقافي، الذي يدفع المبدع والباحث والعالم إلىعوالم جديدة، يتسنى له فيها الابداع، علاوة على أنها تلعب دورًا مهمًا وحيويًا في رسم العلاقة مع الآخر، والوعي به للتواصل والخروج من المحلية إلىالعالمية، وبناء جسر معرفي ضروري مع ثقافة ذلك الآخر، إضافة إلىأنها عامل فعال في إثراء الهوية الثقافية.

وفي سياق متصل، بينت صاحبة رواية "صراخ الطابق السفلي"، أن من أبلغ تجليات أثر الترجمة

على الأدب العربي في زمننا المعاصر، ظهور أجناس أدبية جديدة لم تكن معروفة في التاريخ العربي القديم، ومنها فنون الرواية والمسرح والشعر الحديث .

كما استحضرت في محاضرتها مثالين، حول تجليات الترجمة في مزج الفكر الإنساني، الأول منهما كتاب جبران خليل جبران "النبي"، الذي ترجم إلى50 لغة في العالم، ومثل العلاقة المتبادلة مع الآخر والذات في تبادل المعرفة ومزجهما لإنتاج أعمال خالدة مثل هذا الكتاب، مبينة أن هذه العلاقة المتبادلة تمثلت بتأثر جبران بكتاب الأديب والفيلسوف الألماني نيتشه "هكذا تكلم زرادشت"، فكان لقاءً منتجًا بين الأنا والآخر، حيث تضمن اللقاء ترجمة نصية وأخرى للأفكار، رغم الاختلاف ما بين الكتابين، لا سيما في الأسلوب، إلا أنه امتلك هذا اللقاء، فيما يسميه النقاد "التعانق النصي".

أما المثال الثاني الذي استحضرته الناقدة الحاجي، تمثل بأثر ترجمة الأسطورة في الأدب وخاصة الشعر، إذ أنها خلقت مجالًا فكريًا مختلفًا في الأدب، تمثل بتجلي الأفق الرمزي والمجازي، مشيرة إلى قصيدة كتبها الشاعر التونسي محمد الجديد، وتمتلك خصائص القصيدة السردية، والتي لا تعتمد على الإيقاع، ويمكن التحليق في فضائها الشعري، ويتقمص الشاعر فيها شخصية الأمير "أكيتون"، وآلهة الصيد "أرتميدا"، من الأسطورة اليونانية ولكن في  أحداث مخالفة للأسطورة، ويرسم ملامح قصة أخرى لزمن آخر، إذ أنه يستحضر تلك الأسطور ويفككها ويعيد تشكيلها برؤيته المختلفة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناقدة ليبية تؤكد أهمية الترجمة في النهوض بالمجتمعات ناقدة ليبية تؤكد أهمية الترجمة في النهوض بالمجتمعات



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab