مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال
آخر تحديث GMT20:50:53
 عمان اليوم -

مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال

تونس ـ وكالات

بعد مضي عامين على الثورة التونسية، تنتظر العديد من المعالم الحضارية الراقية من مساجد ومدارس إسلامية بمدينة القيروان (وسط) التي كانت تشع نورًا في الماضي استعادة دورها التاريخي الذي طمسه الإهمال والعبث. وبحسب باحثين في علم الآثار فقد تحولت الكثير من هذه المعالم في حقبتي الرئيس السابق زين العابدين بن علي وسلفه الحبيب بورقيبة إلى مكاتب إدارية ومبانٍ مهملة بعد أن كانت شاهدة على الحضارة المعمارية في ذلك الوقت. ومن بين المدارس الإسلامية الأثرية التي تحاول استعادة دورها الثقافي والتاريخي في القيروان المدرسة "الزليجية"، ومدرسة "الوحيشي"، والمدرسة "الخودية"، التي تحولت إلى مقر لوزارة الثقافة بالقيروان، والمبنية على النمط المعماري الإسلامي العريق. والمدرسة مبنية على شكل مربع تتوسطها ساحة وفي جنباتها توجد أقسام الطلبة التي تحولت بدورها إلى مكاتب إدارية. ولا يزال المكان محافظًا على طابعه التقليدي، وتتكون المدرسة من سقيفتين (بناء بارز)، إحداهما تتوسطها قبة هرمية من الخشب، بينما تعضد أبوابها سواري من الرخام. والثانية مستطيلة مسقوفة بالعقود المتقاطعة من الآجر(مادة بناء) وهي محمولة على سواري رخامية ووسادات خشبية وتيجان حفصية (نسبة للدولة الحفصية في تاريخ تونس) وهي أيضا من الرخام. أما صحن المدرسة، التي تميزت بفن النقش على الخشب، فتحاط به أروقة جميلة الشكل، وغرف الطلبة، سواء المعدة للدراسة أو النوم. وظلت المدرسة تؤدي دورها إلى أن بدأت سياسة تجفيف المنابع من جانب النظامين السابقين، وتعرّضت للإهمال واستولى عليها بعض المنحرفين لفترة من الوقت ثم حولتها الدولة إلى إدارة محلية، ومعها المسجد التابع لها، وفقا للباحثين. جامع ابن خيرون، أو المسجد ذو الثلاثة أبواب، هو أحد المساجد النادرة في العالم الإسلامي وأحد الشواهد النموذجية عن الفن المعماري الزخرفي، وينسب بناء المعلم لمحمد بن خيرون عام 866 م ويتميز بواجهة مزخرفة وهي أقدم نموذج معروف اليوم. ويعتبر المسجد الوحيد الذي يدخل المصلون إليه من ثلاثة أبواب لا تفصل بينها سوى سواري من الطوب، وفي أعلى أبوابه آية قرآنية مكتوبة بالكوفية وبزخارف نباتية وزيتية غير مكتملة، حيث تم محو جزء منها لبناء المئذنة بحسب السلطات وسط رفض من الأهالي. وهناك مدرسة تعود للعهد الحفصي، ومن ثم العثماني، في ساحة تسمى الآن ساحة الجرابة (نسبة الى جزيرة جربة) ولا تزال رغم العبث الذي طالها على مدى عقود خلت محافظة على طابعها المعماري الأصيل، ويتم استخدامها حاليا كدائرة بلدية، وكانت المدرسة منارة لتعليم القرآن الكريم، وبها مسجد. وعن مبنى المدرسة، قال الخبير في الآثار، زهير الشهايبي، لمراسل وكالة الأناضول: "في صحن المدرسة، وعاء كان يستخدم لجمع مياه الأمطار، لا سيما عندما كانت الشوارع نظيفة وليست كما كانت إلى عهد قريب". مدرسة "عبيد الغرياني"، تعود للقرن الرابع عشر، وفي مسجد المدرسة التابع لها طاولة تقف بين الباب والمحراب، وهي الآن غرفة اجتماعات لمقر جمعية صيانة مدينة القيروان و الإدارة الجهوية للمعهد الوطني للتراث. وتحيط بالمسجد المعطل والمستخدم في غير ما بني من أجله أروقة وثلاثة ممرات ومحراب يحيط به الرخام بالأسود والأبيض. ويتقدم صحن المدرسة "سقيفة" متعرجة تكسوها قطع الفسيفساء، والنقش على الجص، بينما سقوفها من الخشب المطلي بالزيت، ويلاحظ الزائر حضور كثيف للرخام في جنبات المدرسة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 عمان اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 20:21 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 عمان اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 07:43 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 عمان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 07:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 عمان اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 23:49 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab