أصيب الوسط الثقافي اليمني بحزن عميق، جراء تلقيه نبأ وفاة الشاعر والأديب الكبير عثمان سيف قاسم المخلافي، الشهير بـ"عثمان أبو ماهر"، بعد عمر ناهز الـ68 عاماً. وبهذا المصاب الجلل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من التعليقات والمواقف التي عبر أصحابها عن حالة الحزن العميق لرحيل هذه القامة الابداعية الكبيرة.
وزارة الثقافة: فقدنا واحد من أعلام الأدب والثقافة والشعر في اليمن
والشاعر عثمان سيف قاسم المخلافي ولد بتاريخ 23- 10- 1944م، وهو شاعر, قاص, ثائر, إداري, عسكري. درس القرأن الكريم في كُتّاب قريته, ثم رحل إلى مكة المكرمة؛ حيث درس في الرباط اليماني: الفقه, والحديث, والتجويد, وعلومًا أخرى على يد العلامة (علوي المالكي), و(عبدالعزيز الخليفي) إمام الحرم المكي, كما التحق بمدرسة (الفلاح) في مكة المكرمة, وانضم إلى حزب (البعث) في سن مبكر, وراسل برنامج (الجنوب المحتل), الذي كان يقدمه الأستاذ (محمد عبده نعمان) في إذاعة صنعاء, كما راسل الرائد (محمد الرعيني) الذي كان في مدينة الحديدة, وبادله الآراء في قضايا مناهضة حكم الإمامة, ولما عاد إلى اليمن سنة 1382هـ/1962م عن طريق الربع الخالي؛ التقى الأستاذ (محمد عبده نعمان), ثم اتجه إلى مدينة الحديدة؛ حيث التقى الرائد (محمد الرعيني), ووضعت خطة لقتل الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين), وأوكلت المهمة إلى صاحب الترجمة واثنين من زملائه وهم: (علي شويط), و(محمد أحمد المصري). وقبل يومين من تنفيذ الخطة؛ ألقي القبض على (علي شويط), و(محمد المصري)؛ ففر صاحب الترجمة لاجئًا إلى صديقه الشيخ (محمد زين هادي هيج) في وادي (مور) من محافظة الحديدة, ومكث لديه حتى قامت الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الإمامي سنة 1382هـ/1962م؛ فاتجه فور سماعه بنبأ الثورة إلى مدينة الحديدة, والتقى الرائد (محمد الرعيني) الذي أرسله فورًا إلى مدينة صنعاء؛ حيث وصل إليها, وشهد مراسيم تسليم الرئيس (عبدالله السلال) رئاسة مجلس قيادة الثورة, ثم كلف مع اثنين من الضباط: (عبدالكريم الحوري), و(عبدالوهاب الحسيني) بملاحقة الإمام المخلوع (محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين) المعروف بـ(البدر), وشارك في أكثر من موقع في تتبع فلول الملكيين. وفي سنة 1385هـ/1965م التحق بجهاز المخابرات العامة, الذي كان يرأسه العميد (محمد عبدالواسع قاسم نعمان), وفي نفس العام عين مديرًا لمكتب المخابرات العامة في مدينة (الراهدة), ضاحية مدينة تعز, ومسئولاً عن إمدادات الجبهة (القومية), وفي سنة 1386هـ/1966م؛ سافر إلى موسكو؛ حيث التحق دارسًا في أكاديمية المدرعات حتى سنة 1389هـ/1969م, وعقب عودته إلى مدينة صنعاء؛ طلب منه أن يكون نائبًا لرئيس الجهاز المركزي للأمن الوطني فرفض ذلك؛ فاعتقل في سجن (القلعة) بتهمة أنه شيوعي, وفي عام 1392هـ/1972م؛ خرج من سجنه, وأحيل إلى السلك المدني برتبة (مقدّم), وكان مقرَّرًا أن يرقى قبل سفره إلى موسكو إلى رتبة (عميد), وقد عُيّن في نفس هذا العام مديرًا عامًّا لمكتب وزير الخدمة المدنية, ثم أعيد تعيينه في نفس العام مديرًا عامًّا لمكتب وزير الثقافة حتى سنة 1395هـ/1975م, وفي عهد الرئيس (إبراهيم الحمدي) عُيّن مديرًا عامًّا للمصنفات الفنية في وزارة الثقافة, ورئيسًا للجنة النصوص, وفي عهد الرئيس (علي عبدالله صالح) عُيّن سنة 1400هـ/1980م مديرًا عامًّا للإعلام الداخلي والخارجي, ثم عُيّن سنة 1408هـ/1988م ملحقًا إعلاميًّا بدرجة وكيل وزارة في السفارة اليمنية في الرياض, وفي سنة 1412هـ1992م عُيّن مستشارًا لوزارة الإعلام, وأعيد تعيينه في نفس المنصب سنة 1424هـ/2003م بدرجة وزير.
تزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى, وله من الأبناء ثلاثة: (ماهر), و(تهامة), و(رباب).
تأثر كثيرًا بشيخه المتوفى (أحمد الخطيب) عالم الفلك في مدينة زبيد, واهتم كثيرًا بقراءة علم الفلك, كما أنه من المعجبين المداومين على قراءة كتب العلامة الجليل (محمد الغزالي), مؤلف كتب: (قذائف الحق), و(جدد حياتك), و(فن الذكر والدعاء), والأستاذ (خالد محمد خالد) مؤلف كتاب: (رجال حول الرسول).
أرسل تعليقك