باريس - كونا
يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة رسمية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل الأحد تستمر ثلاثة ايام هي الاولى من نوعها منذ انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية.
ويسعى الرئيس هولاند خلال زيارته التي يبدأها في اسرائيل الى تأكيد دعم فرنسا لعملية المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين لايجاد سلام دائم قائم على الاعتراف المتبادل بالدولتين لاسيما وان باريس استضافت اواخر اكتوبر الماضي الجولة الرابعة من اجتماعات لجنة المتابعة الخاصة بعملية السلام بين الجانبين.
وسيعقد الرئيس الفرنسي يوم الاحد المقبل جلسة مباحثات مع نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المتوقع ان يؤكد فيها موقف بلاده الرافض لمسألة الاستيطان الذى من شأنه أن يعرقل عملية السلام في الشرق الأوسط ودعوته لوقف النشاط الاستيطاني المخالف للقانون الدولي كشرط ضروري للتوصل الى اتفاق سياسي.
وتأتي زيارة هولاند في وقت بالغ الاهمية فى سياق استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر برعاية أمريكية وسط رغبة فرنسية واوروبية بتأدية دور بناء في تشجيع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني نحو التوصل الى اتفاق سلام بينهما.
وستتطرق مباحثات الرئيس الفرنسي في اسرائيل ايضا الى مسار المفاوضات بين الدول الغربية وايران حول برنامجها النووي بعد محادثات جنيف الاخيرة وكذلك تطورات الوضع في سوريا وموضوعات اخرى ذات اهتمام مشترك كما سيلقي خطابا امام الكينيست الاسرائيلي بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي.
وسيتوجه هولاند يوم الاثنين المقبل الى رام الله حيث سيبحث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعم فرنسا والاتحاد الاوروبي المستمر للفلسطينيين وحرص بلاده على العلاقات الوثيقة مع السلطة الفلسطينية التي تعتبرها بمثابة نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وسيجدد هولاند مساندة فرنسا التامة لتنمية الأراضي الفلسطينية حيث ستتخلل اجتماعاته مع الجانب الفلسطيني توقيع عدد من الاتفاقيات لدعم الاقتصاد ومؤسسات السلطة الفلسطينية.
وكانت الحكومتان الفلسطينية والفرنسية قد وقعتا في اغسطس الماضي في رام الله خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اتفاقيتين تقدم بموجبهما باريس دعما ماليا جديدا الى السلطة الفلسطينية تناهز قيمته 24 مليون يورو.
وبلغت اجمالي المساعدات الفرنسية للسلطة الفلسطينية خلال فترة خمس سنوات (2008 -2012) 307 ملايين يورو وهو ما يجعل فرنسا أحد المساهمين الرئيسيين في المساعدات المخصصة للأراضي الفلسطينية.
وتعود اخر زيارة على مستوى رئيس الجمهورية الفرنسية الى الأراضي الفلسطينية الى شهر يونيو من عام 2008 ليصبح هولاند ثالث رئيس فرنسي يقوم بذلك بعد سلفيه فرانسوا ميتران في عام 1982 ونيكولا ساركوزى في عام 2008.
ورفعت فرنسا مستوى التمثيل الفلسطيني في عام 2010 من المفوضية العامة لفلسطين في فرنسا إلى بعثة فلسطين التي يترأسها سفير بصفة رئيس البعثة.
ويرافق الرئيس الفرنسى خلال تلك الجولة وفد وزاري يضم كلا من وزراء الخارجية والاقتصاد والنقل بالإضافة الى عدد من البرلمانيين وأعضاء جمعيات الصداقة بالجمعية العامة ومجلس الشيوخ وممثلين عن كبريات الشركات الفرنسية.
أرسل تعليقك