القاهرة ـ محمد علوش
على الرغم من أنها التجربة الأولي لهما في التواجد ضمن سباق شهر رمضان ، إلا أنهما تمكنا من ترك بصمةٍ قوية من خلال مسلسل "فرعون"، الذي حقق نسب مشاهدة عالية على القنوات التي عرض عليها، بالإضافة إلى إشادة النقاد بعملهما الأول.
إنهما السيناريست ياسر عبد المجيد و عمرو الشامي اللذان قدما هذا العام أول مغامرة لهما داخل السباق الرمضاني، مؤكدين أن مسلسل "فرعون" عبارة عن احداث من الخيال، بالرغم من أن هناك بعض الشخصيات ضمن العمل ممكن أن يكون لها اسقاط على نماذج حقيقية موجودة في المجتمع.
وحول ربط عدد كبير من الإعلاميين والجمهور مسلسل "فرعون" ب" صبري نخنوخ"، ردّ ياسر عبد المجيد قائلا : إن" شخصية رجب فرعون نموذج لأشخاص أصبحت لديهم دولة خاصة، ولها دستورها وقوانينها وقواعدها ومبادئها، ولا تعبر عن شخص بعينه، ولكنها نموذج، ولا علاقة بالأمر بنخنوخ، ويمكن لمن يقولون ذلك أن يسألوا نخنوخ نفسه، وهل هذه قصة حياته أم لا!!".
وأشار عبد المجيد الى انه "عندما بدأنا فى كتابة السيناريو الخاص بالعمل لم يكن فى اعتبارنا أبداً شخصية صبرى نخنوخ، بل كان أمامنا نموذجان؛ الأول لتاجر سلاح فى سيناء، والثانى لأحد البلطجية المشهورين بالهرم، ولكن هذا الخلط والالتباس الذى تبادر إلى ذهن البعض جاء بسبب تزامن بدء الإعداد للمسلسل مع القبض على صبري نخنوخ والضجة الإعلامية التى صاحبته، والتى صورت للبعض أن المسلسل مكتوب عن قصة حياته، وهذا غير صحيح بالمرة، وإن كان هناك عدد من التفاصيل المشتركة بين معظم البلطجية، الذين تنامى نفوذهم بفعل دولة الفساد عبر 30 سنة ليصبح لكل منهم دويلة مستقلة داخل الدولة، وعالم خاص به له ملامح مشتركة مع غيره من البلطجية ورعاة الفساد، فكان من الطبيعى أن يتبادر إلى ذهن المشاهدين هذا الربط بينهما".
وأضاف " الفكرة من الأساس كانت تراودني أنا وعمرو الشامي، وعرضناها على المنتجين أحمد سمير وخالد صالح ضمن مجموعة من الأفكار الأخرى، ووقع اختيارهما عليها، وبناء عليه بدأنا بكتابة الحلقات، وإن كنا من الأساس وضعنا فى اعتبارنا أن الفكرة لا تصلح إلا لخالد صالح منذ أن كتبناها".
وأكد عمرو الشامي أن "كتابة المسلسل استغرقت ستة أشهر وعددا كبيراً من جلسات العمل والتعديلات المشتركة مع المخرج محمد علي وخالد صالح والمنتج أحمد سمير"، لافتاً إلى أنه "لم يجر أية تعديلات على السيناريو بعد ثورة 30 يونيو"، قائلاً: «أنا بالتأكيد ضد أن أقحم في العمل أية أحداث ولم يطلب منا ذلك، وفى رأيي أن إضافة أحداث لا علاقة لها بالسياق الأصلي للعمل ستشكل ما يشبه «الزائدة»، ولا يمكن أن يتقبلها المشاهد تحت دعوى مواكبة الأحداث، وإن كان يحدث فى بعض الأحيان ما يشبه التماس مع بعض الأمور فى الواقع الجاري، ولكن هذا لا يعطينا مبرراً للجوء إلى تغيير فى الأحداث أو النهايات تحت أي ظرف".
وعن أسباب إختيار اسم "فرعون" للمسلسل على الرغم من وجود أكثر من أسم نشر عن العمل ومنها "الصندوق الأسود" و"مشوار فرعون" ،قال عمرو: "منذ بداية إتفاقنا مع المنتج أحمد سمير كنا متفقين أن إسم الصندوق الاسود هو إسم مؤقت، فهو اسم للمعالجة فقط، لكننا إتفقنا على فرعون لأنه مغرٍ ومعبّرٌ أكثر عن الرسالة التي نريد إيصالها للجمهور، فالمقصود بفرعون هنا ليس رجب فقط ولكن معظم شخصيات المسلسل، الفرعون بالفعل، ومن يريد أن يكون فرعون ومن يريد أن يكون ولا يمكن أن يكون فرعون، و من جلس على كرسي فرعون ولكنه واسع عليه وهكذا .. بالإضافة إلى أنه طوال أحداث المسلسل فان أي شخص يقترب من هذا العالم يتم تدميره".
وحول ما إذا كانا قد قدما ترشيحات للأدوار التي رسماها ضمن السيناريو، قال ياسر:" بالفعل سألونا عن ترشيحاتنا للأدوار وقلنا رأينا، وبالطبع كان هناك بعض الفنانين مختلفين عمن رشحناهم إلا إنهم كانوا أقرب من شكل الشخصيات التي رسمناها، ولقد فاجأني العديد منهم بتمكنهم من أداء شخصياتهم كما رسمناها، ومنهم أحمد صفوت الذي فاجئني لانه قدم دور إبراهيم كما كتب بل وأحسن لأنه أغرم بالشخصية جدا".
وعن إختلاف شكل الدراما خلال رمضان هذا العام خاصة مع وجود مجموعة من الأعمال القصة المكتوبة هي البطل فأشار ياسر الى ان " هذا مؤشر جيد جدا، وفي العام المقبل سيتعود المشاهد على إختيار الأعمال الأفضل التي تعتمد على تقديم شكل مختلف وجديد للدراما" .
وأضاف عمرو الشامي "ولو تم عرض مسلسلات طول العام بنفس الأسلوب والشكل والجودة بالتدريج سيتعود المشاهد على إختيار الأعمال الراقية الهادفة التي تقديم رسالة ومضمون، وسيعود الجمهور الى متابعة الدراما المصرية بشغف طوال العام مرة أخرى".
ولكون أول عمل لهما أكد كل من عمرو وياسر "إنهما لم يشعرا بالقلق لتنافسهم بين عدد كبير من الأعمال الدرامية في موسم يعد الأقوى في عالم الدراما العربية، وقال ياسر"لقد كان حافزاً لنا، لأنه اول أعمالنا، وكنا نريد معرفة رد فعل الناس لنتعلم".
وأضاف عمرو" لقد ضمنا مجموعة من النجوم ومنهم نجم مثل خالد صالح له قاعدة جماهيرية ضخمة في الشارع، ولكن كان هدفنا الثانى ان نجذب جمهوراً آخر ليرى خالد صالح فى شكل جديد وحدوتة جديدة وهذا ما حدث بشكل كبير، والحمد لله، ومن بين التعليقات التي وصلتنا هي ان ايقاع المسلسل سريع وليس فيه تطويل ومط والاحداث ممتعة، خاصة وأننا نتحدث في المسلسل عن الاوضاع المقلوبة وعن عالم بدون قواعد ولا ثوابت ولا قوانين، وانه لا يوجد خير مطلق ولا يوجد شر مطلق ، وان فرعون ليس من الضروري أن يغرق".
وحول تقديمهم لعالم فرعون وكأنه عالم ساحر ومبهر وعلى الرغم من وجود العديد من الجمل على لسان فرعون بأن الفلوس لا تريح الناس، إلا أن هناك العديد من الأشخاص سيجدون أن الحل الوحيد للخروج من حياتهم بأن يتحولوا إلى فرعون، وان الفرعون سيظل فرعوناً ، فرد ياسر قائلا: " بالطبع فرعون من الممكن أن يظل فرعوناً طبقا لقواعد اللعبة التي فرضناها داخل هذا العالم، ولكن الأهم ان نهايته ليست نهاية فرعون موسى المعروفة".
وأكدا على تقديمهما في هذا العمل "سيمفونية من الشر" حيث أشار كل منهما الى "ان المشاهد التي يظهر فيها الشر بشكل كبير ما تقدمه سحر والتي تقدمها النجمة العربية جومانا مراد، ومجموعة من مشاهد رجب منها مشهد فض الاعتصام حيث ظهر رجب وكأنه مستمتع به لأنه مستمتع بما يقوم به، ومستمتع أيضا بالعالم الذي خلقه هو لنفسه، كما أننا اعتمدنا في الحدوتة والشخصيات ألا يكون لديها مشاعر وان وجدت فتكون مشاعر قاسية او مزيفة، لأنه يتماشي مع عالم "فرعون".
أرسل تعليقك