القاهرة - العرب اليوم
كشف الناقد الفني طارق الشناوي عدة أسرار غريبة عن فيلم "سري للغاية" الذي يجسد شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل توليه الرئاسة، والرئيس الأسبق مرسي، أبرزها أن الكثير من الفنانين اعتذروا عن تأديته، وقال في مقال صحافي تحت عنوان "سري للغاية أم مهذب للغاية": "الفيلم يجري تصويره، ولا يزال يحيطه الكثير من الغموض، السيناريو منسوب رسميًا إلى وحيد حامد، رغم إعلانه أنه لم يكتب أصلًا فيلمًا اسمه "سري للغاية"، المعروف أن المخرج محمد سامي له تجارب سابقة في الكتابة، ربما هناك آخرون وضعوا أفكارهم على الورق، فالسيناريو حمل فى البداية اسم "أيام الثورة والغضب" ثم تغير العنوان وبعدها تنصل وحيد".
وإلى نص المقال:
نعلم طبعًا أن هناك فيلمًا تاريخيًا، وآخر اجتماعيًا، وغيرهما رعبًا، ورابعًا خيالًا علميًا.. وهكذا، ولكن هذه أول مرة يتردد فيها توصيف "فيلم مهذب" على شريط سينمائي، هذا هو ما قاله أحمد السقا على صفحته، مشيرًا إلى فيلمه المقبل "سري للغاية"، الذي يؤدي فيه دور الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ ثورة 25 يناير عندما كان يحمل رتبة لواء.
صور الفيلم تسربت للسوشيال ميديا، وتعرض السقا لهجوم وتربص، واعتبره آخرون "مطبلاتي" للنظام، وغيرها من الاتهامات سابقة التجهيز، ربما توقع بعضها، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، يبدو أنه قد استخدمت مفردات أضيفت مؤخرًا لقاموس الشتائم.
الفيلم يجرى تصويره، ولايزال يحيطه الكثير من الغموض، السيناريو منسوب رسميًا إلى وحيد حامد، رغم إعلانه أنه لم يكتب أصلًا فيلمًا اسمه "سري للغاية"، المعروف أن المخرج محمد سامي له تجارب سابقة في الكتابة، ربما هناك آخرون وضعوا أفكارهم على الورق، السيناريو حمل في البداية اسم "أيام الثورة والغضب" ثم تغير العنوان وبعدها تنصل وحيد.
عدد ضخم جدًا من النجوم شاركوا.. مثلًا أحمد رزق "محمد مرسي" ومحمود حميدة "بديع" وخالد الصاوي "خيرت الشاطر" وأحمد شاكر "حسني مبارك" ونبيل الحلفاوي "المشير طنطاوي" وأشرف زكي "عصام العريان" وغيرهم، تردد اسم عادل إمام لأول مرة ضيف شرف، بينما يؤدي محمد رمضان دور ضابط صاعقة، يوجد عدد من الفنانين اعتذروا عن "سري للغاية"، والاعتذار تم أيضًا "سري للغاية"!!.
يجب التفرقة بين أن تؤيد ثورتي 25 و30 وأن تعترض على المشاركة في الفيلم، أو أن تنتقده، لأننا هنا نتحدث عن شريط فني يحمل مقومات قابلة للاختلاف، إلا أن هذا لا يبرر أبدًا أن يتعرض أي إنسان لسيل من الشتائم، لمجرد أنه قرر المشاركة، أحمد زكي مثلًا أعلن أكثر مرة أنه يتمنى تقديم شخصية حسني مبارك والضربة الجوية، ولم ينله وقتها اتهام بالنفاق.
السقا يؤكد أن الشريط السينمائي يقدم شخصية د. مرسي بكل الاحترام كرئيس سابق، وأن الفيلم لم يسخر من الجماعة ولا من أي شخص، نضع ما قاله السقا بين قوسين، لأن الممثل لا يحق له الحديث عن كل الشخصيات ولا عن البعد الفكري للفيلم، هذا فقط دور المخرج محمد سامي الملتزم حاليًا بالصمت وحتى إشعار آخر، إلا أن ما ذكره السقا لو صدق دراميًا، فهو خطير على المستوى السياسي لأنه يوحي وكأننا بصدد فيلم يقف على الحياد بين كل الأطياف، ويترك الباب مواربًا أمام كل الخيارات.
هل التوجه السياسي الذي يحمله "سري للغاية" سيجد ترحيبًا من كل القوى الفاعلة داخل المجتمع المصري؟ بالتأكيد لا، ربما يؤدي إلى تأجج الصراعات.
لا شىء يُغني عن مشاهدة الفيلم، خاصة أن العمل لايزال يتشكل فكريًا، والمونتاج النهائي قد يغير من القراءة السياسية، ربما ما ذكره السقا لا يعبر بالضبط عن الحقيقة، وجاء كرد فعل لمواجهة الهجوم القاسي والألفاظ النابية التي استخدمت للفتك به، وتلك ظاهرة يجب علينا جميعًا التصدي لها، سواء اتفقت أو اختلفت بعد ذلك مع الفيلم أو مع السقا.
"سري للغاية" هل هو مهذب للغاية؟ بمعنى أنه لا يدين أحدًا ولا ينتقد أحدًا ولا يُغضب أحدًا ولا ينحاز لأحد! لو كان ذلك كذلك فما الداعي أصلًا لإنتاجه؟
أرسل تعليقك