عاد فيلم "18 يوم" الذي يتناول الثورة المصرية، إلى الواجهة السينمائية المصرية مجددًا، عبر مواقع الإنترنت، عقب نحو 6 سنوات من حظر عرضه بالقاعات واختفاء نسخته الإلكترونية.
ويتناول الفيلم الأيام الأولى من عمر ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، غير أنه تم التعامل معه، إثر الاستقرار النسبي للمؤسسات في مصر، على أنه "أجنبي" وهو ما يعني عدم عرضه بدون تصريح مسبق.
وبدون مقدمات اختفى الفيلم من الشاشات ومن شبكة الانترنت أيضًا، وتردد حينها أنه منع لأسباب تتعلق بالسباب المتواصل للشرطة، وأنّ جهات سيادية (لم يعلن عنها) قررت منعه.
وجاء قرار المنع، آنذاك، رغم تسويقه في مناطق عديدة في العالم منها مهرجان "كان" السينمائي الدولي، وحصوله على جائزة في مهرجان "مالمو" بالسويد وعرضه في مهرجان الإسكندرية في وقت لاحق.
ومؤخرًا، عثر مهتمون على رابط الفيلم على موقع فرنسي يعرض الأفلام عبر الإنترنت، غير أنه لم يكن من الممكن التعامل مع الرابط إلا من داخل فرنسا.
وبالفعل، لجأ المهتمون إلى أحد المقيمين هناك (لم يذكروا اسمه)، وهو الذي اشتراه بـ13 يورو فقط (ما يعادل نحو 15 دولارًا أمريكيًا)، ثم قام بتحميله على موقع مجاني للمشاهدة فانتشر صانعا ضجة هائلة.
وخلال اليومين الماضيين، فوجئ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بنسخة عالية الجودة من الفيلم وكاملة وقابلة للتحميل عبر موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب".
كما فاجأ المخرج المصري يسري نصر الله، صديق أحد المشاركين في صناعة وإخراج الفيلم، خلال الساعات الماضية، متابعيه على موقع "فيسبوك" ونشر رابطًا لمشاهدته، فسأله أحد متابعيه: "هل سُرق الفيلم"؟ فكانت إجابته: "ليس مهمًا.. المهم أن يشاهده الناس".
وتحول الفيلم الذي صُنع عام 2011 إلى ظاهرة غامضة في كل مراحلها، ورغم المحاولات الاستقصائية المتعددة، لم يستدل على الجهة التي منعت عرضه، كما لم تعرف الجهة التي أعادته إلى الحياة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
والفيلم يتناول الـ18 يومًا الأول من عمر ثورة يناير، والممتدة من اشتعال شرارة الثورة يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وتنحي مبارك عن الحكم في 11 فبراير/ شباط من العام ذاته.
ورغم أن الفترة التالية لتنحي مبارك عن الحكم شهدت ميلاد عدة أفلام تناولت الأيام الأولى للثورة، إلا أن فيلم "18 يوم" هو الوحيد الذي منع عرضه تماما، رغم مشاركة نجوم الشباك السينمائي الأول به، وعلى رأسهم أحمد حلمي وزوجته منى زكي.
وفيلم "18 يوم " ليس فيلمًا واحدًا ولكنه مجموعة من الأفلام القصيرة تدور في الأيام الـ 18 التي اعتصم خلالها ثوار مصر في ميدان التحرير (وسط القاهرة) وميادين أخرى، حتى تنحي مبارك عن الحكم.
وشارك في صناعة الفيلم كل من المخرجين أحمد عبد الله ومريم أبو عوف وكاملة أبو ذكري وأحمد علاء ومحمد على وشريف عرفة وشريف البندارى ومروان حامد وخالد مرعى ويسرى نصر الله، والمؤلفين عباس أبو الحسن وبلال فضل وتامر حبيب.
ومن الممثلين، قدم أدوار البطولة كل من أحمد حلمي ومنى زكي وعمرو واكد وآسر ياسين وهند صبري ويسرا وإياد نصار وباسم سمرة وأحمد الفيشاوي وإيمى سمير غانم.
ولم يحصل الفيلم على تصريحات للتصوير بالشوارع، حيث لم تكن الجهة التي تعتمد هذه التصريحات تعمل في تلك الفترة، وهي وزارة الداخلية فضلًا عن الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية.
أرسل تعليقك