مدينة كاتانيا ملتقى حضارات المتوسط وتراثه
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

مدينه كاتانيا
إيطاليا- العرب اليوم

ما إن نسمع اسم مدينة كاتانيا حتى يحضر إلى الأذهان البحر المتوسط، فهي تشكل ملتقى حضاراته، ونقطة تبادل ثقافي وتراثي، تجمع في عمرانها وعاداتها وطبيعتها الكثير من الحضارات التي مرت عليها مثل الرومان والإغريق والبيزنطيين والنورمان والمسلمين.

إضافة إلى الفاندال الجرمانيين الذين سيطروا في القرن الخامس على شمال أفريقيا وصقلية وضموها في دولة واحدة أطلقوا عليها اسم فاندلوسيا، الاسم الذي استوحى منه العرب اسم الأندلس لاحقاً.

عندما حزمت حقيبتي للسفر إلى كاتانيا مع مجموعة من الزملاء الصحافيين بدعوة من فلاي دبي، التي افتتحت مؤخراً خطاً بين دبي وهذه المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في صقلية، بعد باليرمو كنت أملك القليل من المعلومات عن هذه البلدة، ولكن ما أن وصلت أرض المطار حتى أدركت أن هذه البلدة تعتبر كنزاً تاريخياً وتراثياً وحضارياً ومعلماً سياحياً يحتضن بين جنباته طبيعة البحر المتوسط من أشجاره وحمضياته وزيتونة وغاباته.

اللون الداكن للمنازل هو ما لاحظه الوفد الصحافي عند دخول المدينة التي بنيت من الحمم البركانية التي اندلعت منذ سنوات عدة. لذلك يمتزج اللون الداكن للمباني بشكل مثالي مع أشعة الشمس.

تقع مدينة كاتانيا عند سفح جبل إتنا على الساحل الشرقي من جزيرة صقلية الإيطالية المقابلة للبحر الأيوني، حيث تضم الغابات والبحيرات المحيطة بـ «إتنا» أنواعاً مختلفة من الأشجار بعضها يحافظ على خضرته كالصنوبريات، وأخرى تطلى بالذهب خلال الخريف لتزيد جمالها جمالاً.

وتحلق في سمائها الطيور المتوسطية والصقور التي تعشق القمم إضافة للنسر الذهبي الذي لا يستقر في المنطقة، وإنما يزورها بين الفينة والأخرى، فضلاً عن الحيوانات البرية كالسناجب والقنافذ والأرانب والثعالب والقطط البرية، وفي محيط البحيرات تكثر طيور مالك الحزين والبط.

مركز زراعي

ازدهرت كاتانيا كمركز زراعي،وظلت كذلك بعد أن أصبحت مستعمرة رومانية، واستعادت أهميتها كقوة تجارية وبحرية تحت حكم النورمان، وعزز الحكام الإسبان ازدهار البلدة، حيث أسسوا جامعة هناك عام 1434، ولكن الكوارث الطبيعية حلت بالمدينة منها الطاعون في 1576، وتدفقات الحمم في 1669 التي دمرت الجزء الغربي من المدينة، والزلزال الكبير الذي وقع عام 1693.

والذي ترك الباقي من المدينة عبارة عن إطلال حتى حدثت إعادة البناء التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وبذلك تركت كاتانيا تراثها الغني من مباني الباروك، والتي تم تصميم الكثير منها من قبل جيوفاني باتيستا فاكاريني.

ويمكن للزوار المهتمين بالمناظر الطبيعية الخلابة الاختيار من بين المحميات الطبيعية في حدائق إتنا الطبيعية ومادوني وحدائق نبرودي، فضلاً عن الجنة البركانية المتواجدة في بانتيليريا، وكذا سحر الواحات في بيرتوسا، ودي نوتاروا حيث البيوت الحجرية القديمة، والتي قلما تجد مثلها في أي مكان آخر.

سياحة ثقافية

ولعشاق السياحة الثقافية، تعد جزيرة صقلية مصدراً للمعرفة والتاريخ والفن والثقافة. حتى أنها كانت موطناً للعديد من أشهر الكتاب مثل سالفاتوري كوازيمودو، جيوفاني فيرغا، كما أنها توفر لهؤلاء الفرصة لرؤية المعابد اليونانية الفريدية في سيلينونتي وسيراكيوز.

وكذلك تلك التي تتواجد في أغريجنتو التي تعتبر أحد مواقع اليونسكو، والتي تضم وادي المعابد أحد أبرز الأمثلة على الفن والهندسة وأحد مناطق الجذب الرئيسية في صقلية، فضلاً عن كونه نصباً تذكارياً وطنياً في إيطاليا.

مطبخ متوسطي

خلافاً للاعتقاد السائد، فإن المطبخ الإيطالي أو الصقلي خصوصاً لا يستند فقط على المعكرونة وصلصة الطماطم، فهذه الأطعمة إنما هي جزء من المكونات الغذائية الشهية داخل المطبخ الصقلي. وعلى الرغم من أن المطبخ الصقلي ذو قاعدة إيطالية، إلا أن تأثيرات المطبخ الإسباني واليوناني والعربي ظاهرة.

وقت الزيارة

تقع كاتانيا على خطوط عرض متوازية مع بعض شواطئ شمال أفريقيا مما أكسبها مناخاً أكثر اعتدالاً من بقية أنحاء أوروبا طوال أشهر العام. ويعني هذا المناخ المعتدل أن موسم السياحة فيها يمتد من شهر فبراير إلى نوفمبر من كل عام. وأحياناً يكون البحر دافئاً بدرجة كافية للاستحمام خلال شهور الشتاء أيضاً

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة كاتانيا ملتقى حضارات المتوسط وتراثه مدينة كاتانيا ملتقى حضارات المتوسط وتراثه



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab