عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
سيطر الجيش "السوري الحر" على محافظة الرقة بشكل شبه كامل، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة في حلب ودمشق وحمص، وسقط 100 سوري بينهم ستة أطفال في اشتباكات الاثنين، فيما تحدثت أنباء عن اقتراب "معركة دمشق"، وذكرت تقارير عن سقوط 30 ألف مقاتل ينتمون للنظام منذ انطلاق الثورة السورية
قبل 23 شهراً، في غضون ذلك تعهّدت بريطانيا، بتسليح الثوار إذا تواصلت عمليات القتل .
ففي تطوّر ميداني لافت ، أعلن الجيش الحر سيطرته الكاملة على مدينة الرقة، الواقعة شمال شرق سورية. كما سقط عدد من القتلى في ساحة الرقة، جراء قصف طيران النظام للمدينة عقب تحريرها، فيما بث ناشطون مقاطع فيديو تظهر أهالي المدينة، وهم يحطمون تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وينهالون عليه بالأحذية، وسط صيحات استهجان. وقال اتحاد التنسيقيات السورية إن الثوار سيطروا بشكل شبه كامل على معظم المراكز الأمنية والعسكرية في مدينة الرقة وقصر المحافظ ومبنى فرع البعث، وأكد ناشطون أن الثوار أسروا رئيس فرع أمن الدولة بالرقة العقيد خالد الحلبي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة تدور عند أطراف أحياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية وأطراف حمص القديمة، وأشار المرصد إلى أن "القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني المسلحة الموالية لها بدأت هجوماً أمس على هذه الأحياء"، ما أسفر عن "مقتل وجرح العشرات" من الجيش النظامي وقوات الدفاع التي شكّلها النظام من مدنيين مسلحين لمساعدته في القتال.
كما قال ناشطون سوريون إن الثوار اقتحموا أجزاء من مطار منغ العسكري في حلب من عدة محاور بعد حصار استمر أسابيع عدة ، والاشتباكات تدور داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي وبالقرب من الحدود مع تركيا، وقال ناشطون إن اشتباكات تدور أيضا في محيط مبنى الأمن الجوي بجمعية الزهراء بحلب،
اما في دمشق وريفها، فشهد الطريق بين حي جوبر وساحة العباسيين وعلى أطراف جوبر بدمشق قصف الجيش الحر لمواقع الجيش النظامي، وقال ناشطون إن المعارك في داريا دخلت يومها الـ111 من دون أن يتمكن النظام من اقتحامها، وتعد المدينة مدخلا حيويا للعاصمة من الجهة الجنوبية الممتدة حتى محافظة درعا.
في غضون ذلك قتل 48 جنديا سوريا في كمين غرب العراق الاثنين إثناء إعادة نقلهم إلى بلادهم التي فروا منها خلال اشتباكات مع معارضين، في حادث ينذر بانتقال فعلي للصراع السوري إلى العراق. وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن الجنود السوريين "جرحى وكانت تتم إعادتهم عند معبر الوليد (غرب)، وأضاف "هذا يؤكد مخاوفنا من محاولة البعض نقل الصراع إلى العراق.
في هذه الاثناء انتخبت المعارضة السورية في تركيا، الاثنين، 29 عضوا في مجلس محلي يهدف إلى إدارة المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في محافظة حلب. وقال أمين سر اللجنة الانتخابية محمد صبرا، إن الانتخابات تمت في مدينة غازي عنتاب من دون مشاكل أو مخالفات تذكر. وعن آلية التصويت قال عضو المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج إنها كانت معقدة مع تقسيم محافظة حلب إلى 5 أقاليم.
في سياق آخر أكدت مصادر المعارضة في واشنطن أن قادة الجيش السوري الحرّ بدأوا مرحلة الإعداد لشنّ الهجوم ومحاولة إسقاط النظام السوري واستيلاء الثوار على العاصمة دمشق والسيناريوهات متعددة. في معركة أطلقوا عليها اسم معركة دمشق ربما تبدأ خلال أسابيع وليس أشهرا، وقال خبير على صلة بالجيش الحرّ في واشنطن، إن معركة دمشق ستتسبب بنتائج سلبية ضخمة "إن لم يكن هناك تغيير جذري في تفكير وتصرفات القوى المؤثّرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية". فالنظام خسر 30 ألف جندي وشبيح، لكنه ما زال يملك أكثر من 70 ألف مقاتل بكل عتادهم، وهو قادر على قتل أكثر من 80 ألف سوري آخر قبل أن يصاب بالضعف، ولتحاشي كل هذا يجب أن تحصل المعارضة على مساعدة نوعية وتسليح نوعي.
وتعهّدت بريطانيا، الاثنين، بتسليح الثوار في سوريا اذا تواصلت عمليات القتل، وإذا ما ازدادت الأوضاع سوءاً، على أن الأسلحة التي سترسلها الى الثوار ستكون "غير قاتلة". وجاء الوعد البريطاني على لسان وزير الخارجية وليام هيغ بعد أيام من الوعد الأمريكي بدعم المقاتلين، وبالطريقة نفسها، حيث يجري الحديث عن "أسلحة غير قاتلة"، وهو ما فسّره المراقبون على أنه سيارات مصفحة ومعدات عسكرية غير قتالية، وبعض أجهزة الاتصالات.
في غضون ذلك أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اتصالا هاتفيا الاثنين تطرقا فيه إلى تعاون البلدين من اجل تطبيع الوضع في سوريا على ما أعلن الكرملين والاليزيه.
وأفاد بيان للرئاسة الفرنسية أن هولاند "أعرب عن قلق فرنسا حيال تصاعد أعمال العنف وتفاقم التهديدات المرتبطة بالأزمة السورية" وشدد على ضرورة مساهمة المجتمع الدولي بشكل حاسم لتسريع الانتقال السياسي في سورية.
أرسل تعليقك