الرياض - رياض الأحمد
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الرياض وجهت دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة السعودية، مؤكداً استعداد المملكة للتفاوض مع طهران.
وأوضح أن الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط فتحت مجالا أوسع للدول الكبرى للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً إلى أن التدخل في الشؤون الداخلية يزيد من تفشي ظاهرة الإرهاب التي تعود بالضرر على الجميع، مما يتطلب تعاون الجميع للتصدي له والكف في ذات الوقت عن التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وأضاف الفيصل خلال افتتاحه اليوم الثلاثاء أعمال الدورة الأولى لمنتدى "الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان" الذي تستضيفه السعودية ، لقد "أصبحت المطالبات بتغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية الداخلية من الدول المتقدمة على اعتبار أنهم يمثلون القيم الإنسانية مما يسمح لهم بهذا التدخل، وأصبحت الأزمات عندما تظهر إلى الوجود مجالاً للتسابق على التدخل في الشؤون الداخلية، وما يؤدي إليه من تفكك في المجتمعات وهو من أسباب الإرهاب".
ورحب الفيصل بوزراء خارجية دول آسيا الوسطى وأذربيجان ووزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في السعودية.
ونقل وزير الخارجية للمشاركين تحيات الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، وأملهما في أن يخرج المؤتمر بما يتفق مع آمال وطموحات شعوبنا، وأن يجسد بالفعل جسور التواصل والتعاون الاقتصادي والثقافي.
وقال : "إن من يمعن النظر في طبيعة السياسة الدولية في عصرنا الحالي، أول ما يبصره للأسف هو تحول السياسة الدولية عن التوازن الذي كان يحكم علاقات الدول في إطار منظمات دولية فاعلة، ودول كبرى كانت على الأقل تعمل وفق مبادئ المنظومة الدولية، وكانت هناك محاولات للتصدي للأزمات الدولية على أساس السعي لخلق مصالح مشتركة يرى فيها الجميع مصلحة له، ولم نكن نسمع من الدول الكبرى مقولة أن سياساتها الخارجية مبينة على المصالح الوطنية فقط، وإنما كان ينظر لتنمية المصالح المشتركة بينها وبين الدول الأقل حجماً، فتغير الوضع من الحرص على سيادة الدول واستقلالها والحرص على أمنها إلى نهج يؤكد أن إصلاح الأوضاع الدولية يكمن في تغيير الأوضاع في هذه الدول من الداخل".
وختم الفيصل بالقول: "إن من البديهي القول إن قضايانا التي تهمنا لن تحل إلا بتضامننا والاعتماد على أنفسنا، ولكن ذلك حديث لنا موعد سوياً للخوض فيه في المستقبل القريب إن شاء الله، أما الآن، وفي هذا اللقاء فقد تم التوافق على التركيز على الجوانب الاقتصادية بيننا".
أرسل تعليقك