صنعاء - خالد محيي الدين
نجح مسلحو جماعة "أنصار الله" الحوثية، في السيطرة على محافظة الحديدة غرب اليمن دون مقاومة تذكر، بعد توتر دام بضعة أيام بين أنصار الجماعة والحراك التهامي في الحديدة.
وتأتي سيطرة الجماعة على المحافظة، في الوقت الذي يواجه فيه الحوثي حربا معلنة من طرف تنظيم "القاعدة" في العاصمة صنعاء سقط خلالها عشرات من القتلى والجرحى فيما استمر التصعيد، بعد تحذير شديد اللهجة وجهه لليمنيين بالابتعاد عن أماكن تواجد الحوثيين أو المكوث في أماكنهم كونها مستهدفة.
وبيّن القيادي في المؤتمر الشعبي ياسر اليماني، لـ"العرب اليوم"، أن تنظيم "القاعدة" لن تكون في الحديدة، كونها مشغولة حاليا في التحضير لمعارك دموية في البيضاء وحضرموت ومأرب وستكون مواجهات شرسة وكبيرة، فيما ستكون في صنعاء معركة مفتوحة كما ستكون في المحافظات المذكورة آنفا ويسعى التنظيم من خلال ذلك إلى السيطرة على منابع النفط كما حال (داعش) في العراق".
واعتبر الباحث ثابت الأحمدي، أن أي تواجد للحوثيين يعد عامل جذب لتنظيم "القاعدة"، مشيرًا إلى أنه من الصعوبة القضاء على القاعدة من طرف الحوثيين أو مواجهتها، نظرا لاختلاف التخطيط العسكري في المواجهة بين الطرفين، ولمحدودية الخبرة الأمنية بالنسبة لجماعة الحوثيين تجاه القاعدة، فضلا عن أن القاعدة التي تستهدف الحوثيين هي المسيسة، وأن المواجهة بينهما سياسية في الدرجة الأولى بصرف النظر عن الألغام البشرية المعتوهة التي تفجر نفسها. حسب قوله.
وتوجه الحوثي إلى محافظة الحديدة يهدف من خلاله إلى السيطرة على باب المندب وميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ اليمنية الذي تعتبره الجماعة من أبرز المناطق، فمن خلاله يستطيع تمويل جماعته بما تريد، غير أن البعض يرى الحوثي أقل من أن يكون قادرا على السيطرة على شيء وأن من يقومون بكل هذه التحركات هم أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وقال الناشط السياسي عبد الله سلام، إن الذين سيطروا على الحديدة هم من عناصر الجيش الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، فالأخير يسعى للتمكن من مفاصل البلاد الحيوية باستخدام الحوثيين تمهيداً لعودته إلى السلطة".
وأضاف "من الصعب تخيل أن الحوثيين يسقطون المرافق الحيوية بمفردهم فهناك تعليمات من صالح عبر قادة الجيش الموالين له بتسليم المرافق من بعض الوحدات إلى وحدات أخرى على أن الوحدات التي تستلمها حوثية".
ولفت المحامي عقيل عبد القادر، إلى أن سيطرة "الحوثيين" على الحديدة يعتبر أمرا واقعا لضم ميناء المحافظة إلى إقليم أزال الذي سيتولى الحوثي تشكيل حكومة إقليمية وبرلمان محلي لحكمه.
أرسل تعليقك