بيروت ـ فادي سماحة
واصلت وحدات الجيش اللبناني عملياتها العسكرية ضد المجموعات المتطرفة، في مدينة طرابلس وفرضت حصاراً أمنياً وعسكرياً على منطقة "باب التبانة" بعدما قامت مجموعة من "جبهة النصرة" المتمركزة فيها بفتح النار فجر الأحد، على دورية من الجيش خلافاً لتعهدها أمام "هيئة العلماء المسلمين" الوقوف على الحياد وعدم التدخل في المعارك، فيما تمكنت قوة من الجيش من السيطرة على مواقع تنظيم "داعش" في بلدة بحنين في قضاء المنية ومصادرة 3 سيارات مفخخة جاهزة للتفجير وكميات كبيرة من الأسلحة والعبوات والأحزمة الناسفة في مقره الأساسي. وأنزلت خسائر فادحة في صفوفه قبل أن ينقض مجدداً على دورية للجيش في مكمن نصبته لها مجموعة منه في منطقة دوار المسح التي تبعد كيلومترين من ساحة المعركة في بحنين تسللت إليها من بلدة المحمرة في عكار في محاذاة نهر البارد.
ومع أن الجيش قدم في تصديه للمجموعات المتطرفة المتنقلة ما بين "باب التبانة" والأسواق القديمة في طرابلس وبحنين عشرة شهداء بينهم 3 ضباط و7 عسكريين في مقابل خسائر فادحة أنزلها بالمجموعات المسلحة، فإنه يخوض كبرى المعارك ضد "جبهة النصرة" و "داعش" الذي انسحب عصر السبت من الأسواق وتسلل بعض عناصره إلى "باب التبانة" وهو يحظى بتأييد شعبي وسياسي من فاعليات طرابلس من شأنه أن يقطع الطريق على هذه المجموعات التي كانت تراهن على قدرتها على الإطباق على عاصمة الشمال كما حصل في منطقة الموصل في العراق.
وأكد رئيس الحكومة تمام سلام أمام زواره، الأحد أنه لا تراجع عن ضرب المتطرفين في طرابلس لأنهم ماضون في مخططهم التطرفي. وقال إن لا تسويات معهم حتى عودة السلطة الشرعية وقواها الأمنية إلى المدينة.
وكشف سلام الذي كان يتابع الوضع الميداني، مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والتطورات السياسية مع وزيري العدل أشرف ريفي والشؤون الاجتماعية رشيد درباس وفاعليات طرابلس أن أفراد المجموعات المسلحة في بحنين كانوا يعدون لتفجير جامعة الشرق في البلدة وهي استحدثت أخيراً وكان سيتم افتتاحها قريباً، لافتًا إلى أنه لا خيار أمام الدولة سوى إنهاء ظاهرة المتطرفين خصوصاً أن الجيش ضبط 3 سيارات مفخخة كانت هذه المجموعات تعدها للتفجير في عدد من المناطق اللبنانية.
وأكد مصدر أمني لبناني رفيع المستوى، أن وحدات الجيش فرضت حصاراً على المعابر المؤدية إليها، وضيّقت الخناق على المجموعات المسلحة المتمركزة فيها، لا سيما في مصلى عبدالله بن مسعود الذي أقامه أسامة منصور وشادي المولوي وهما من مؤيدي "النصرة" وتنظيم "القاعدة" ومطلوبان للقضاء اللبناني بموجب مذكرات توقيف غيابية صادرة في حقهما لانتمائهما إلى تنظيم متطرف مسلح.
ولفت إلى أن ما يعيق تقدم وحدات الجيش إلى داخل "باب التبانة" كونها منطقة شعبية مكتظة بالسكان وبالتالي لا يستطيع الجيش الإفراط في استخدام القوة ضد المجموعات المتطرفة في داخلها حرصاً على أمن المدنيين وسلامتهم، فيما أكد وزراء ونواب وفاعليات طرابلس أنهم تلقوا نداءات استغاثة من الأهالي يطلبون فيها منهم التدخل لتأمين فتح ممر إنساني يسمح لهم بالخروج من المنطقة.
وتحدّثت المصادر الأمنية عن وجود مسلحين سوريين في صفوف "النصرة" و "داعش" في وقت أكد شهود عيان أن جثثاً عائدة لعناصر المجموعات المسلحة ما زالت على الأرض في البساتين والغابات الواقعة بين الضنية والمنية. ولفتوا إلى أن هذه المجموعات تحاول أن تعيد تنظيم صفوفها لكنها تفتقد حرية التحرك في المناطق التي تبين أنها ليست حاضنة لها وهذا ما ثبت من خلال عدم تسجيل أي تحرك مؤيد لها في طرابلس.
وتمكن الجيش من السيطرة على "باب التبانة" سيؤدي حتماً، كما تقول قوى طرابلسية، إلى انحسار ظاهرة هذه المجموعات المسلحة. لكن لا بد من إيجاد معبر آمن لإخراج المدنيين من هذه المنطقة المكتظة التي يسكنها حوالي 60 ألف نسمة.
وبينت مصادر أن مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أجرى اتصالات شملت الرئيس سلام والعماد قهوجي ورئيس فرع مخابرات الشمال في الجيش العميد عامر الحسن بعد استقباله مساء الأحد وفداً موسعاً من باب التبانة يطلب منه التدخل للوصول إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار لتأمين ممر إنساني آمن يتيح للمدنيين الخروج إلى المناطق الآمنة.
أرسل تعليقك