بعد أكثر من شهر منذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء بدأ مسلحو "الحوثيون" برفع نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء خوفًا من هجمات متطرفة محتملة ضدهم بعد تلقيهم معلومات تفيد بدخول أكثر من 90 انتحاري إلى العاصمة حسب مسؤول أمني ومصدر في الجماعة.
وأضاف مصدر في جماعة "الحوثيين" فصل عدم نشر اسمه إلى "العرب اليوم" أن مسلحو "الحوثيين" بدأوا برفع نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء منها شارع الزراعة ومنطقة عصر وشارع خولان ومنطقة دار سلم بعد أن تلقوا معلومات تفيد بتنفيذ هجمات انتحارية يقوم بها تنظيم "القاعدة" ضدهم.
وأفاد المصدر أن توجيهات صاحبها رفع درجة التأهب حول مقر المكتب السياسي للجماعة في صنعاء صدرت برفع نقاط التفتيش والابتعاد عن المناطق التي يتواجد فيها تجمع للمواطنين فيما عزز "الحوثيين" بمزيد من المسلحين والأطقم والعربات المسلحة حول مقر قيادة مكتبهم في شارع المطار في العاصمة صنعاء.
وكشف مسؤول أمني رفيع يعمل في وزارة الداخلية اليمنية عن دخول أكثر من 90 انتحاري إلى العاصمة صنعاء بعد سيطرة "الحوثيين" عليها في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي وهذا ما جعل "الحوثيين" يقومون برفع نقاط التفتيش خوفًا من هجمات محتملة.
وأضاف المسؤول أن وزارة الداخلية وجهت كافة وحداتها الأمنية برفع حالة التأهب القصوى وكذلك أطلعت جماعة "الحوثيين" بأن هناك جماعات متشددة دخلت إلى صنعاء بهدف تنفيذ هجمات انتحارية.
وكان تنظيم "القاعدة" قد أصدر تهديد شديد اللهجة توعد فيه جماعة "الحوثيين" بشن هجمات مسلحة ضدهم في جميع المحافظات جاء التهديد عقب سيطرتهم على صنعاء واستهدفهم عدد من قيادات من الطائفة السنية.
من جهة أخرى اقتحم مسلحون من جماعة "الحوثيين" الأربعاء مقر وزارة الداخلية في شارع المطار شمالي العاصمة صنعاء وأغلقوا مكاتب وطردوا موظفين في الوزارة.
وأوضح مسؤول حكومي يمني أن الحال تكرر مع مكاتب أخرى حيث أحكم "الحوثيون" سيطرتهم عليها ردًا على رفض قيادة الوزارة تدخلهم في الشؤون المالية والإدارية.
واقتحم "الحوثيون" بنفس الطريقة مؤسسات حكومية مدنية وعسكرية وأمنية ونهبوا محتوياتها ولا يزال الكثير منها واقع تحت سيطرتهم بعد أن أصبحوا المتحكمين في كل شيء بما في ذلك حراسة البوابات.
ويضع "الحوثيون" نصب أعينهم الدوائر المالية والإدارية عند سيطرتهم على أي مقر أو مؤسسة ليتحكموا في التوظيف والصرف والنفقات وفق هواهم وتوجيهاتهم.
ويسيطر "الحوثيون" على العاصمة صنعاء منذ يوم 21 أيلول/ سبتمبر الماضي, قبل أن يوسعوا خارطة نفوذهم إلى محافظات أخرى في عملية تهدف لفرض واقع أكبر من قدرة الحكومة الجديدة على تغييره
ويفرض "الحوثيين" إقامة جبرية غير معلنة على وزير الداخلية ووضعه تحت الرقابة الدائمة من قبل دوريات الجماعة المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء، في وقت لم تؤكد فيه الحكومة اليمنية ولا جماعة "الحوثيين" صحة النبأ من عدمه.
وأضاف أحد موظفي الوزارة أن الوزير اللواء عبده حسين الترب يمكث في منزله الكائن في منطقة "بيت بوس" غرب العاصمة صنعاء منذ سيطرة المسلحين على المدينة، تحت مراقبة دائمة من قبل الدوريات التابعة لـ"الحوثيين" والتي يطلق عليها "اللجان الشعبية"، وتحت رضا رسمي من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
ويعد الوزير الترب من الرافضين لدخول "الحوثيين" إلى العاصمة صنعاء، وسبق وقدم استقالته مرتين بعد سقوط عمران ولأسباب من ضمنها تدخل وزير الدفاع في صلاحياته، وتواطئ قيادات عسكرية مع "الحوثيين" حيث أن نائب الوزير اللواء ناصر لخشع هو من يقوم بمهام الوزير في تسيير أعمال الوزارة، واستقبال السفراء، في ظل تواجد كبير للمسلحين داخل صنعاء.
أرسل تعليقك