نجحت الولايات المتحدة الأميركية في تشكيل تحالف دولي، خلال المؤتمر الذي عقدته في جدة من عشر دول عربية بينها السعودية، في وقت رفضت تركيا المشاركة في التحالف، للحفاظ على رعاياها المُحتجزين من قِبل التنظيم في شمال العراق.
فيما اختتم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ، أمس السبت، في القاهرة جولة قادته إلى بغداد وعمان وجدة في السعودية وأنقرة.
وكشفت مصادر سياسية عراقية، اليوم الأحد، عن تقديم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعهدًا بإيقاف عمل 7 ميليشيات " شيعية " تتواجد في العاصمة بغداد.
وذكرت صحيفة المستقبل اللبنانية نقلًا عن تلك المصادر، واطّلعت عليها " العرب اليوم "، أنّ البغدادي تعهد بإيقاف نشاط 7 ميليشيات " شيعية " تعمل في بغداد، بينما أقرّ بعجزه عن إيقاف 2 من الميليشيات الموالية لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي .
وأشارت المصادر أنّ "العبادي تعّهد خلال لقائه الأخير بجون كيري بإيقاف نشاط 7 مليشيات من أصل 9 تنتشر في بغداد وعدد من المدن العراقية.
ولفتت المصادر إلى أنّ مسؤولاً أميركيًا رفيعًا سيزور العراق خلال الأيام المُقبلة للقاء قيادات عراقية سُنيّة قبل بدء تنفيذ ستراتيجية التحالف الدولي، وهو ما أبلغه مساعد نائب وزير الخارجية بريت ماكورك لقادة الكتل السياسية العراقية.
وذكرت المصادر أيضًا أنّ "الزيارة ستتضمن لقاءات مع شخصيات ميدانية كرجال دين وشيوخ عشائر وقادة الحراك السُني الشعبي المعارضة للعملية السياسية بهدف طمأنتهم إلى أنّ العمليات الأميركية والغربية ضد داعش لن تكون على حساب السُنة سياسيًا أو أمنيًا".
وتوجّه كيري بعد انتهاء جولته في الشرق الأوسط الذي ختمها في القاهرة، إلى باريس؛ حيث يشارك الاثنين المُقبل في مؤتمر دولي حول العراق يتمحور حول مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله هذه المجموعة المتطرفة التي استولت على مساحات واسعة في العراق وسورية وتمارس تجاوزات فظيعة.
فيما وصل عدد من المستشارين الأميركيين، الأحد، إلى مدينة الرمادي للاطلاع على الواقع الأمني ومساعدة القوات الأمنية في محاربة "داعش".
وأفاد مصدر عسكري من قيادة عمليات الأنبار إلى " العرب اليوم "، أن "عددًا من المستشارين الأميكيين وصلوا بالفعل إلى مدينة الرمادي للاطّلاع على الواقع الأمني في إطار التعاون بين العراق وأميركا لمواجهة تنظيم " داعش ".
وأضاف أن "المستشارين الأميركيين زاروا مساء السبت، مقرّ قيادة عمليات الأنبار وعقدوا اجتماعًا مع القيادات الأمنية فيها، حيث ناقشوا أماكن تواجد مسلحي تنظيم داعش".
وأوضح أنّ "المستشارين أكدوا للقيادات الأمنية في المحافظة أنهم مطّلعون على الواقع الأمني وأماكن انتشار المتطرفين داخل المحافظة، فضلاً عن إطلاعهم على خطوط إمداد المسلحين من وإلى سورية، من خلال ما يحصلون عليه من صور وتقارير الأقمار الصناعية"
وتكثفت الجهود الدولية للتصدي للتنظيم المتطرف هذا الاسبوع مع قيام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة للعراق الجمعة الماضية، وجولة بدأها كيري الأربعاء في بغداد وقادته إلى عمان وجدة وأنقرة كذلك.
وتقدم فرنسا منذ آب/أغسطس الماضي أسلحة إلى القوات الكردية التي تحارب التنظيم المتشدد في شمال العراق.
كما توجّه هولاند إلى أربيل، كُبرى مدن كردستان؛ حيث التقى نازحين مسيحيين.
وفرّ مئات الآف غالبيتهم من الأقليات في مطلع آب/أغسطس الماضي إلى هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، أمام تقدم المتطرفين السُنة الذين بدأوا هجومهم في التاسع من حزيران/يونيو الماضي وسيطروا على مساحات شاسعة في العراق كما فعلوا في سورية العام 2013.
وبعد أنّ حصل كيري في جدة، الخميس الماضي، على الدعم السياسي والعسكري من عشر دول عربية بينها السعودية، لم ينجح في إقناع تركيا بالمشاركة في التحالف الذي تسعى واشنطن لتشكيله.
وترفض تركيا المُشاركة بشكل فاعل في العمليات المسلّحة؛ اذ تخشى على حياة 46 من رعاياها يحتجزهم التنظيم المتطرف في شمال العراق.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ، الأربعاء الماضي، استراتيجيته لإضعاف "الدولة الإسلامية"والقضاء عليه، وأكد أنه سيتمّ توسيع الضربات الجوية في العراق، مع إمكان شنّ ضربات داخل سورية.
وسيتمّ نشر ما مُجمله 1600 عسكري أميركي في العراق لتقديم الدعم للقوات العراقية بالمُعدات والتدريب والاستخبارات.
كما تعهد أوباما زيادة المساعدة العسكرية للمقاتلين السوريين المعتدلين الذين يحاربون النظام السوري والتنظيمات المتطرفة.
أرسل تعليقك