محللون سياسيون يشككون في قدرة الأسد على البقاء في السلطة إلى نهاية 2012
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

المخاوف من استخدام "الكيميائي"تدعم فكرة التدخل العسكري في سورية

محللون سياسيون يشككون في قدرة الأسد على البقاء في السلطة إلى نهاية 2012

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - محللون سياسيون يشككون في قدرة الأسد على البقاء في السلطة إلى نهاية 2012

أفراد من المقاومة السورية ينظفون أسلحتهم ويراجعون ذخيرتهم في قاعدة بضاحية في حلب

لندن ـ سليم كرم بات الوضع في سورية "مرعبًا وخطيرًا"، فقد تسببت الحرب التي مر عليها 20 شهرًا في كارثة إنسانية واقتصادية، تمثلت في مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص، والعديد من المصابين، بالإضافة إلى تشرد مئات الآلاف، فيما تشير تقارير إعلامية، إلى "نجاح المقاومة في إحراز تقدم كبير"، فيما يتشكك العديد من المحللين في "قدرة النظام على البقاء إلى نهاية هذا العام"، كما أن كل هذه التطورات، بالإضافة إلى المخاوف الدولية حول الأسلحة الكيمائية السورية تدعم، فكرة التدخل العسكري الغربي، علها تكون تلك هي الفترة الحاسمة لانهيار نظام بشار الأسد، بينما يرى محللون أن هناك حاجة ماسة لتقييم وتقدير المخاطر المحتملة التي يمكن أن تسفر عن السير في هذا الاتجاه، ومراجعة آفاق المستقبل بالنسبة لأي نوع من الحلول الدبلوماسية.
وقد بدأ الصراع في آذار/ مارس 2011، عندما تعامل النظام السوري بـ"منتهى العنف" مع التظاهرات الاحتجاجية المحلية، بعد أن استوعب الدرس من ثورتي تونس ومصر، مدركًا أنه ليس أمامه سوى "قمع الاحتجاجات بلا رحمة، مع قليل من التنازلات"، إلا أنه ومع حلول منتصف عام 2012 بدأت المقاومة تأخذ شكلاً متطورًا. ومع كثافة نشاط المقاومة يتشكك العديد من المحللين في قدرة النظام على البقاء إلى نهاية هذا العام.
وحتى الآن، وبحسب "الغارديان" البريطانية، فإن النظام لا يزال باقيًا، بدعم من بعض القطاعات السكانية، على الرغم من انشقاق عدد من قيادته وأفراده. كما أن الصراع أخذ يتجه على نحو سريع إلى شكل من أشكال الحروب التي تتورط فيها أطراف إقليمية وعالمية في ظل مساع معقدة لإيجاد مخرج دبلوماسي. "وتقوم كل من السعودية وقطر بتقديم الدعم المتزايد إلى المقاومة السورية"، بهدف إسقاط النظام السوري، بينما يحظى النظام السوري بدعم قوي من إيران على مستوى السلاح والتدريب عبر جسر جوي بمساعدة عراقية بفضل حكومة نوري المالكي في بغداد، وهو تصرف يثير فزع الولايات المتحدة، وهي ترى مثلث حربي في المنطقة يجمع بين العراق وسورية وإيران في خندق واحد.
وعلى الساحة الدولية ، تقف واشنطن وحلفاؤها إلى جانب المقاومة السورية، بينما تقف روسيا والصين، إلى حد ما، إلى جانب نظام الأسد، إلا أن ما يزيد المشهد تعقيدًا في سورية هو الوجود المتنامي للجماعات الإسلامية "شبه العسكرية"، والتي جاء العديد منها من خارج البلاد. وقد "أثبت هؤلاء فعالية كبيرة ليس فقط بفضل العزيمة القوية والالتزام الذي يتمتع به أفرادها، وإنما أيضا بسبب الخبرات القتالية التي اكتسبوها في المناطق الحضرية في العراق"، كما استفاد هؤلاء أيضًا، وفق "الغارديان" من حالة تفرق وتشتت فصائل المعارضة السورية، التي اختفت بعض الشيء، بعد اجتماع الدوحة الذي انعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وأسفر عن تشكيل تحالف سوري شامل.
وقد وصلت الحرب في سورية الآن إلى نقطة زادت فيها احتمالات التدخل الغربي المباشر، إلا أنه وحتى الآن تكتفي القوى الغربية بتوصيل مساعداتها إلى بعض فصائل المقاومة دون البعض الآخر، مع منع "الجماعات الإسلامية" من الحصول على أسلحة. وقد يأخذ التدخل الغربي على المدى القصير شكل إمداد المقاومة المقبولة لديهم بأسلحة أكثر تقدمًا، مع فرض منطقة حظر جوي، إلا أن ذلك قد تواجهه المزيد من الصعوبات في ظل وجود 2000 مستشار وخبير روسي في سورية.
وفي هذا السياق، فإن قرار الناتو بإقامة أنظمة صورايخ "باتريوت" بعيدة المدى في تركيا يحمل العديد من الدلالات الهامة، التي من بينها إمكانية استخدامها في فرض منطقة حظر جوي على المناطق الشمالية في سورية. ويرى أنصار التدخل الغربي المباشر أنه سوف "يحوُل دون مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية، كما أن التعجيل بنهاية نظام الأسد سوف يزيل مخاطر النفوذ الإسلامي في مرحلة ما بعد سقوط النظام"، خاصة أن "جبهة النصرة" وحدها تضم عشرة آلاف مقاتل.
وعلى الجانب الآخر، فإن أساليب المقاومة السورية باتت الآن "أكثر قسوة على النظام"، وحرمته من الإرهاب الذي كان يمارسه بحرية في الأشهر الأولى من الحرب، الأمر الذي افقدهم دعم بعض السوريين.
وعلى الرغم من وجاهة أسانيد وحجج مؤيدي التدخل الغربي المباشر، إلا أن هناك 3 مسائل لابد من أخذها في الاعتبار، وتتمثل الأولى في أن "أي تدخل غربي سوف يزيد من دعم إيران إلى سورية بتسهيلات من العراق"، أما الثانية فتتمثل في أن "إسقاط نظام الأسد قد يتحول إلى صراع طويل الأمد، قد يروح ضحيته المزيد من الأرواح البريئة، خاصة أن النظام لا يزال يعتمد في قوته على دعم محلي، كما أن قدراته العسكرية تفوق تلك التي كان يتمتع بها القذافي في ليبيا، والتي استدعت تدخلاً من الناتو استمر 6 شهور".
والمسألة الثالثة تتمثل في أن "أي تدخل غربي جديد في الشرق الأوسط قد يتحول إلى كارثة، حيث يمكن أن تتحول القوات الغربية المحررة في نظر الشارع العربي إلى قوة احتلال، وقوات طاغية، والتاريخ خير شاهد على ذلك بدليل ما حدث مؤخرًا في العراق بعد سقوط صدام حسين".
ومع ذلك فإن "عدم التدخل قد يسمح بمزيد من إراقة الدماء". وترى "الغارديان"، أن "هناك حالة واحدة يمكن أن تؤدي إلى تلافي كل تلك النتائج الكارثية، وهو أن تبذل الإدارة الأميركية جهودًا قوية، تسفر عن تغيير النظام في سورية من خلال التفاوض، وتكثيف النشاط الدبلوماسي، والتوصل إلى صيغة حل وسط حول شكل سورية في مرحلة ما بعد الأسد".
ومثل هذا المسار يتطلب تعاونًا كاملاً من روسيا، لاسيما أن هناك الكثير من الشواهد التي تكشف عن قلق روسيا البالغ على مدى قدرة النظام في سورية على البقاء، وأنه بات على وشك الانهيار، وهو نفس القلق الذي يساور البعض في إيران.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محللون سياسيون يشككون في قدرة الأسد على البقاء في السلطة إلى نهاية 2012 محللون سياسيون يشككون في قدرة الأسد على البقاء في السلطة إلى نهاية 2012



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab