أكّد منسق التحالف الدولي ضد "داعش" الجنرال جون آلن أنَّ تنظيم "داعش" أحرز تقدمًا كبيرًا في العراق، فيما أعلن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أنّه لا مكان للتنظيم المتطرف في العراق، مشيرًا إلى أنَّ الأسابيع المقبلة ستشهد إلحاق الهزيمة الكبرى بالتنظيم، بينما رأى الأمين العام لمنظمة "بدر"، الجناح العسكري لحزب "الدعوة"، هادي العامري أنَّ مصير المتطرفين سيكون "الموت الحتمي" إذا ما أرادوا الاقتراب من العاصمة العراقيّة بغداد.
وكشف جون آر آلن، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية الأميركية، أنَّ "تنظيم (داعش) أحرز تقدمًا كبيرًا في العراق"، موضحًا أنَّ "الضربات الجوية ضد التنظيم تتم على قاعدة لا غالب ولا مغلوب"، ومشيرًا إلى أنَّ "الدول المشاركة في التحالف اتفقت على أنَّ الجانب العسكري لا يكفي وحده".
وأبرز آلن أنه "التقى مسؤولين حكوميين وأمنيين وشيوخ عشائر، أثناء زيارته العراق، بغية بحث التغيير في القوات الأمنية العراقية، وتشكيل الحرس الوطني العراقي، الذي سيجمع بين متطوعين ومقاتلين عشائريين في هيكل رسمي على صعيد محافظة الأنبار والبلاد".
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، الخميس، أنَّ "هذه التصريحات تعدّ حربًا نفسية، بغية إثارة الذعر فينا"، مؤكدًا "قلقه من الشائعات".
وأشار الحكيم إلى أنَّ "العراقيين استطاعوا بقدراتهم المحدودة طرد (داعش) في أكثر من 6000 كيلو متر من الأراضي التي كان يسيطر عليها"، مبيّنًا أنّه "لا مكان لـ(داعش) في بلادنا، والأسابيع المقبلة ستشهد صولات كبيرة وإلحاق الهزيمة الكبرى به".
وبيّن أنَّ "داعش لن يقترب من العاصمة بغداد"، مجددًا رفضه "لدخول قوات برية إقليمية أو دولية على أرض العراق".
من جانبه، وحذّر الأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري، الخميس، تنظيم "داعش" من محاولة دخول بغداد، مهدّدًا عناصر التنظيم بالموت.
ويقود العامري مقاتلي منظمته في خوض معارك ضد تنظيم "داعش" في محافظتي ديالى، وصلاح الدين، بعد أن أصدرت المرجعية العليا في النجف، المتمثلة بآية الله علي السيستاني، فتوى دعت فيها العراقيين إلى مقاتلة "داعش".
إلى ذلك، أكّد الأمين العام لوزارة الدفاع الكرديّة "البيشمركة" جبار ياور، في حديث على هامش ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في أربيل، في شأن الوضع العسكري في العاصمة العراقية بغداد، أنّه "حسب المعلومات التي حصل عليها من ضباط في الجيش العراقي هناك وجود كبير للجيش العراقي والحشد الشعبي في وسط المدينة، يقدر بأكثر من 5 فرق عسكرية، وتعد مناطق شمال وشمال غربي بغداد وجنوبها الغربي من المناطق الخطرة الآن، وفقًا لتقييم الضباط العراقيين".
وأشار إلى أنَّ "المجاميع المسلحة تبعد عن وسط بغداد من هذه الاتجاهات نحو 20 كيلومترًا، لاسيما من ناحية أبو غريب، وجرف الصخر"، مبرزًا أنَّ "ضباط الجيش العراقي أبلغوه بأنَّ (داعش) ينوي تنفيذ عمليات مسلحة مكثفة في الأيام المقبلة داخل بغداد، لزعزعة الأمن فيها".
ولفت إلى أنَّ "هناك حالة من الخوف والقلق على مطار بغداد الدولي، بعدما اقترب (داعش) منه، ولم يعد يفصله عنه في بعض المناطق سوى 20 كيلومترًا، وهذا ما يعرضه لخطر الاستهداف بالصواريخ التي يمتلكها التنظيم".
وبدوره، اعتبر النائب عن "دولة القانون" جواج البولاني، الخميس، في بيان له، أنَّ "التحالف الدولي أمامه ثلاث خيارات لا رابع لها، أولها الاستمرار بالمنهج القائم في توجيه الضربات الجوية، مع تقديم الدعم للقوات العراقية بالأسلحة والذخائر، وترك الحسم على الأرض لقواتنا"، مشيرًا إلى أنَّ "الخيار الثاني هو تقديم الدعم اللوجستي، واستمرار الضربات الجوية، عبر إرسال الخبراء والمستشارين العسكريين لتدريب قواتنا وتبادل المعلومات الاستخبارية".
وتابع البولاني أنَّ "الخيار الثالث يتضمن إرسال قوات دولية لمسك الأرض والتعاون مع قواتنا الأمنية في تحرير المناطق المغتصبة، أو منع الدواعش من الامتداد"، لافتًا إلى "إننا لا نستطيع تخفيف حجم التطرف أو تهويل قدراتنا العسكرية إعلاميًا لأنَّ الجميع على دراية بها، بالتالي فإن الجميع عليه طرح البدائل، في حال رفضه لباقي المقترحات، وليس مجرد الرفض عبر وسائل الإعلام"، مشدّدًا على "ضرورة وضع خارطة طريق واضحة لتلك البدائل".
يذكر أنَّ رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد، الأربعاء ، أنَّ العاصمة بغداد مؤمنة بالكامل وتم دحر تنظيم "داعش" بعيدًا عن حدودها، وفيما أشار إلى أنَّ هناك تطورات في صلاح الدين لصالح القوات الأمنية، انتقد بعض وسائل الإعلام التي تروج للشائعات التي يطلقها التنظيم المتطرف.
وحذرت المرجعيّة الدينية الشيعيّة العليا في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، من التدخل "السلبي" في شؤون العراق، فيما دعت إلى عدم الاستجابة لذرائع المساس بسيادته.
وأبدى زعيم التيار "الصدري" مقتدى الصدر استعداداه لتسليم المناطق المحررة إلى الجيش العراقي، في 15 يومًا، وفيما دعا الحكومة إلى عدم جعل التدخل الأميركي ثغرة لتفكيك العراق، أكّد عدم التدخل في الأعمال العسكرية عند تواجد قوات التحالف الدولي.
واعتبر مجلس محافظة الأنبار، أخيرًا، أنَّ "من يمنع دخول القوات الأجنبية إلى الأنبار لا يريد إخراج مسلحي (داعش) من المحافظة"، مؤكّدًا أنه "ينتظر موافقة التحالف الدولي والحكومة المركزية على دخول تلك القوات وحل أزمة المحافظة الشرقية".
أرسل تعليقك