لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة بحثية حديثة أنَّ شخصًا واحدًا من بين كل 13 شخصًا يستخدمون "فيسبوك"، يبدأ يومه بعد استيقاظه مباشرة باستخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الأمر الذي أثار مخاوف الباحثين بشأن "إدمان فيسبوك" والآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك.
وأكدت الدراسة أنَّ نسبة شخص لكل 13 شخصًا، تعد نسبة كبيرة في العالم لاسيما إذا علمنا أن عدد مستخدمين الموقع بلغ ما يقارب مليار ونصف مستخدم، أي ما يعادل عدد سكون جمهورية الصين الشعبية.
وأشارت إلى أنَّ عامل الإدمان مرتبط بشكل وثيق بأيقونات التنبيه التي تأتي على شكل إشعارات حمراء وأرقام منتشرة انتشارًا واسعًا، ما يجعل المستخدم في حالة تنبيه ومتابعة دائمة لكل حدث يتعلق بحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلاقًا من نتائج الدراسة العلمية، استحدث خبير البرمجيات الأستاذ في قسم الفنون والتصميم في جامعة "إلينوي" بنيامين غروسر، أحد البرامج المساعدة التي تعمل على إزالة جميع العدّادات وعلى رأسها عدد "الإعجاب و"المشاركات" من على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنَّ إزالتهم تحسّن من مزاج المستخدمين، موضحًا "يمكن للمستخدمين تنزيل هذا البرنامج المساعد عن طريق محركات بحث "غوغل، كروم، فايرفوكس، سفاري".
وأضاف غروسر أنَّ "هذا البرنامج يعمل على المسح التلقائي لجميع العدّادات من المواقع مثل "المشاركات" و"التعليقات"، و"الإعجاب" و"الفعاليات" و"إشعارات الصفحات" و"طلبات الصداقة" و"الرسائل" وما يشبهها.
وعلّق على ذلك قائلًا "في العقود القليلة الماضية، كنا نخضغ بشكل ملحوظ لآلية قياس محددة، خاصة بتقييم مرحلة ثابتة من الأداء، وعندما يتعلق الأمر بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تلعب ثقافة التدقيق عند المستخدمين دورًا مهمًا ومختلفا بحسب اختلافهم، فلم يعد الأمر يتركز على مراقبة الذات، حيث تراقب الغالبية الأقلية، بل بالأحرى تعتمد ثقافة التدقيق في يومنا هذا على ما يمكن أن يُطلق عليه "الغالبية تراقب الغالبية" حيث يتواصل الجميع في فضاء واحد".
ويزعم غروسر، أنَّ هذه السياسات تخلق نوعًا جديدًا من طرق المراقبة، حيث أنَّه "في الوقت الذي لا يستطيع فيه مستخدمي "فيسبوك"، معرفة ما إذا كانت حسابات أصدقائهم الشخصية يتم مراقبتها في أي لحظة، فهم يستطيعون بالتأكيد إحصاء عدد المستخدمين الذين يمكن أن يراقبوهم هم أنفسهم في أي وقت كان"
وتابع "إنَّ الحسابات الشخصية لجميع المستخدمين متاحة لجميع أصدقائهم أيضًا، وفي بعض الأحيان لجميع المستخدمين حول العالم، لذلك يحتاج المستخدمون عددًا كبيرًا من المشاركات وطلبات الصداقة حتى ترتفع شعبيتهم على موقع التواصل الاجتماعي".
أرسل تعليقك