حثّ مسؤول كبير في الأمم المتحدة العراق على النظر في الانضمام إلى المعاهدة التي أنشأتها المحكمة الجنائية الدولية، فيما رجح مبعوث المنظّمة إلى بغداد انضمام العراق إليها، ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى المنظّمة رعد بن زيد إلى التنديد بالجرائم الوحشية التي يرتكبها "داعش"، واصفًا أعماله بـ"الانتهاك" للقانون الدولي والمعتقدات والشريعة الإسلامية.
واعتبر رعد أنّ "قلّة المظاهرات المندّدة بجرائم (دعش)، على الرغم من إدانة الدول العربية والإسلامية للتنظيم المتطرف، تعدّ أمرًا مقلقًا جدًا".
وأبرز أنّ "رجال الدين في العالم الإسلامي أكدوا أنَّ الشريعة الإسلامية أنتهكت على يد داعش، فالعبودية والرق وقتل المدنيين والدبلوماسيين والمبعوثين وعمال الإغاثة والصحافيين أمر محظور في الدين الحنيف".
وأشار رعد إلى أنّ "مكتبه يتابع بصورة دائمة الإجراءات التي تتخذتها الحكومة العراقية في حق داعش، ورصد ما لا يقل عن خمسة انتهاكات، يتم وضعها تحت بند (جرائم الإبادة الجماعية) إرتكبها التنظيم المتطرف"، حاثًا العراق على "النظر في الانضمام إلى المعاهدة التي أنشأتها المحكمة الجنائية الدولية".
ورافق تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان توسّع ضربات التحالف الدولي لمعاقل "داعش"، إلا أنّ هذه الضربات لم توقف مسلسل القتل اليومي، فقد أعلن "داعش" عن مقتل الرهينة الأميركي بيتر كسيغ، الأحد الماضي.
وفي سياق متصل، يجري مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، مناقشة كيفية زيادة التعاون للتصدي لتنظيم "داعش"، بعدما اعتمد بالإجماع القرار 1270 تحت الفصل السابع، والمقدم من المملكة المتحدة، والذي يدعو إلى تشكيل فريق مراقبة ورصد لمدى تنفيذ سلة عقوبات واسعة ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، ومدى تعاون الدول الأعضاء في تطبيق هذا القرار.
وأدرج القرار ستة أفراد، تابعين لـ"داعش" و"النصرة"، على قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم "القاعدة"، في محاولة لقطع التمويل عنهم.
ويشجع القرار جميع الدول الأعضاء على أن تقدم إلى اللجنة طلبات لكي تدرج في القائمة أسماء الأفراد والكيانات التي تدعم التنظيمين، وسائر الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، ويشجع كذلك اللجنة على أن تنظر على وجه السرعة في إدراج أسماء جهات إضافية من الأفراد والكيانات التي تدعمهما.
وأكّد مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ميلادينوف أنّ "الجهود التي تبذلها حكومة العبادي والقوات الأمنية العراقية، بالتعاون قوات التحالف الدولي، قد حققت بعض النتائج الإيجابية، والضربات التي شنت على عناصر داعش دمرت الكثير من بناهم التحتية وحددت من قدرتهم على احتلال أراضٍ جديدة".
وأضاف ميلادينوف ـن "التقارير التي وردتنا أكدت أن القدرة المالية لداعش قد تراجعت كثيرًا، ما أجبره على خفض مرتبات عناصره، إضافة إلى تقليل الحصص الغذائية".
وأشار ميلادينوف إلى أنّ "الأهم من ذلك هو استبعاد احتمال تفكك العراق كما كان عليه قبل بضعة أشهر".
وأردف، في شأن احتمالات انضمام العراق للمحكمة الجنائية الدولية أنه "شجعت الحكومة للنظر في الأمر، لم يمانع أي من العراقيين الإنضمام، إلا أنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت لمناقشة تفاصيل الإنضمام".
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى ثمن باهظ دفعه العراق بالفعل منذ مطلع العام الجاري، فقد أعلنت التقارير عن مقتل عشرة آلاف مدني، وجرح أكثر من عشرين ألفًا.
أرسل تعليقك