القدس المحتلة ـ وليد أبو سرحان
قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض الاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية في غزة من خلال رفض المبادرة المصرية التي استجابت لبعضها، وذلك في ظل المعارضة الشديدة لها من قبل أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، المعني بالشؤون الأمنية والسياسية، الذين يحاولوا من خلال إظهار معارضتهم لها تحميل رئيس وزرائهم "وزر" أي اتفاق وقف إطلاق نار يتم التوصل إليه.
وأكدت مصادر إسرائيلية، السبت، أن نتنياهو قد قرر نهائياً رفض الوثيقة المصرية التي تم عرضها، الخميس الماضي على طرفي التفاوض من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن قرار نتنياهو جاء بعد جلسات تشاورية عدة كانت أبرزها مع وزير الجيش موشيه يعالون" ورغم هذا القرار فإن نتنياهو ويعالون قد قررا عودة الوفد المفاوض إلى القاهرة وإبلاغ الوسيط المصري برفض الجانب الإسرائيلي للورقة المصرية.
وجاء قرار نتنياهو برفض المبادرة المصرية رغم تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقد، السبت للاستماع إلى رئيس وأعضاء من الوفد المفاوض في القاهرة على التمسك بالمبادرة المصرية ولا غيرها، مؤكدًا أن "مصر ليست وسيطًا وإنما طرف ولن نحيد عن هذا الطرف ولن نقبل أن يحل محل مصر أي طرف آخر".
وأوضح عباس، أن القيادة خلال اجتماعها ستستمع لرئيس الوفد المفاوض في القاهرة وبعض الأعضاء للاستماع لملاحظاتهم وتوصياتهم للجولة الثانية من المحادثات في القاهرة.
وبين أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس"، أنه على إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة.
ولفت حمدان في تصريح على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" إلى، أن "العروض التي قدمت للوفد الفلسطيني في القاهرة لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية، وعلى إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني، أو مواجهة حرب استنزاف طويلة"، فيما أشار الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري في تصريح صحافي "أن مطالب شعبنا الفلسطيني والمتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وإعادة الإعمار وحرية الحركة هي مطالب عادلة وإنسانية، وإن الاستجابة لهذه المطالب من شأنه أن يقربنا من إبرام اتفاق تهدئة ودون ذلك سيجعل الأمر صعباً".
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية على لسان وزير في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، تأكيده أنّ "المفاوضات قد تنفجر، وقد لا يكون اتفاق، وسيعود الجانبان إلى نسخة الهدوء يقابله الهدوء"، مشيرًا إلى أن الوفد الإسرائيلي سيصل الأحد إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن يعود الوفد الفلسطيني الموحد الأحد، إلى القاهرة لبحث وقف شامل لإطلاق النار، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مصرية تواصل الاتصالات مع الوفد المفاوض وإسرائيل للتوصل لهدنة شاملة.
وتابع الوزير، أن قضايا مثل الميناء والمطار والأسرى وكذلك قضية الجنديين الأسيرين قد تم تأجيل بحثها إلى شهر أو شهرين خلال مفاوضات مع الجانبين. ومددت الفصائل والاحتلال، الأربعاء الماضي، هدنة وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام تنتهي، الاثنين المقبل.
أرسل تعليقك