في أجواء سادها التفاؤل واقترب فيها صوت الشباب لينصت إليه الجميع، شهدت سبلة مطرح اليوم أول لقاء بين الشباب وعدد من المسؤولين بمحافظة مسقط، تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لفتح قنوات اتصـال مع الشباب والاستماع لهم وتعريفهم بالمشاريع التي تنفذها الحكومة بمختلف الولايات والمحافظات.
وعقد اللقاء الذي جمع فئات من شباب ولاية مطرح من الجنسين بحضور معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي- وزير الدولة ومحافظ مسقط ومعالي المهندس عصام بن سعود الزدجالي رئيس بلدية مسقط وسعادة محمد بن سليمان الكندي نائب محافظ مسقط وسعادة السيد أحمد بن هلال البوسعيدي والي مطرح، وجمع غفير من الأهالي.
وتركزت مناقشات الشباب مع المسؤولين على محاور تطوير المشاريع بالولاية و تسخير الإمكانيات لرفع مستوى المعيشة لدى أبناء المجتمع والتسهيل في تخليص وإنجاز المعاملات للمواطن والمستثمر لجذب مزيد من الاستثمارات للولاية والتي بدورها ستساهم في تشغيل الباحثين عن عمل.
وأكد معالي السيد وزير الدولة ومحافظ مسقط على أن جميع المسؤولين حضروا في اللقاء للاستماع لصوت الشباب وأفكارهم وخططهم ومشاريعهم، وما يرونه مناسبا لتنفيذه من برامج وطنية شبابية تسهم في تنمية البلاد وتعزز من أدوار الشباب في عملية التنمية.
مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تشهد عمل كافة الجهات مع بعضها البعض بشكل تكاملي لتلبية احتياجات المواطن وخصوصا الشباب، وإيجاد أفضل السبل لخدمتهم و توفير سبل العيش لهم، موضحا أن سلسلة اللقاءات سوف تمتد وهذه مجرد بداية وستشهد المرحلة المقبلة لقاءات متواصلة.
وقال معاليه: هناك بعض السياسات والاستراتيجيات تحتاج إلى وقت لتتحقق ويلمس المواطن ثمارها، مؤكدا على الدور المهم الذي يلعبه الإعلام في إيصال الرسالة الإعلامية الكاملة والواضحة والشفافة، مشيرا إلى أن بعض المسؤولين أصبحوا يترددون في اللقاء مع وسائل الإعلام نظرا للسلبية الحاصلة في كثير من وسائل التواصل، وحتى لا يقعون في الفهم المغلوط ومن ثم المساس بشخوصهم وليس أعمالهم.
وفي ردة على إحدى النقاط التي أثارها الحضور للتطور الرقمي قال معالي السيد المحافظ: نتفق على ضرورة التحول الرقمي مشيرا إلى أن جميع المؤسسات الحكومية تعمل حاليا على التحول الرقمي في كل المشاريع حيث تنسق جميعها مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لتعمل جميع المؤسسات بنظام واحد حيث يساهم التحول الرقمي إلى سرعة في إنجاز المعاملات.
وأشاد معالي السيد بمداخلة احد الشباب الحضور حول تأسيس (مجلس للشباب) أسوة بمجلسي الدولة والشورى، وقال معاليه: كانت هناك تجربة شبيهة وهذا الفكرة جديرة بالمناقشة والطرح معربا عن أمله في أن ترى النور قريبا.
وأوضح معالي المحافظ أهمية تشكيل الأفكار من الشباب وطرحها بشكل تكاملي لتطبيقها على أرض الواقع والعمل بها والأخذ بمعطياتها، مؤكدا أن الجميع يعمل على تنفيذ المشاريع التي يتم الإعلان عنها وسوف تتم متابعة جميع هذه المشاريع.
وبين معالي السيد المحافظ
وعبر عدد من الشباب عن بعض أفكارهم وآرائهم وقال محمد الوهيبي: من الضروري البحث مشاريع تساهم في إيجاد دخل إضافي للشباب تعينهم على أعباء الحياة، وذكر بعض المشاريع السياحية التي يمكن إقامتها في ولاية مطرح كإنشاء (مارينا) ليتنقل السياح بين المناطق البحرية عبر رحلات قصيرة تنشط الحركة السياحية بمناطق الولاية وتساهم في توفير فرص عمل أو أعمال إضافية لمن يعمل.
فرد معالي المحافظ قائلا: فكرة المارينا يمكن طرحها على شركة عمران كونها المطور للواجهة البحرية.
من جانبه قال معالي المهندس عصام بن سعود الزدجالي رئيس بلدية مسقط: انتهينا من اللائحة الداخلية بعد إجراء العديد من التحسينات عليها، خصوصا تنظيم عمل الباعة المتجولين حيث ركزت اللائحة على إعطاء فرص لمشاريع الشباب وزيادة دخلهم حيث ستكون فرصة للجميع لإقامة مشاريع.
وأوضح أن تطوير الطريق البحري بمطرح وإقامة المارينا فطرة طيبة ولكن نحن نفتح المجال للقطاع الخاص، لإقامة مشاريع خاصة بهم ونقل السياح في رحلات بحرية.
من جانبها قالت ليلى الوهيبية: من الضروري التركيز على التغير المناخي وإيجاد السبل لمواكبة التغير المناخي عبر تبني مشاريع تشجير للأحياء السكنية بولاية مطرح وجعل هذا المشروع إلزامي ليكون ضمن كل المنازل، مشيرة إلى أن الأحياء السكنية بولاية مطرح تفتقر للتشجير.
كما أعربت الوهيبية عن أملها إيجاد هوية خاصة بالأحياء السكنية في ولاية مطرح وإيجاد نمط إسكاني يعكس جمالية (الحارة العمانية).
فرد معالي المهندس رئيس بلدية مسقط وقال: موضوع التغير المناخي يعد من الموضوعات الكبيرة، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مشاريع تشجير وتدابير للحماية من الفيضانات.
وحول النمط العمراني قال الزدجالي: النمط العمراني في السلطنة تعود مسؤوليته على وزارة الإسكان والتخطيط العمراني حيث يوجد (ترميز خاص بالبناء) إضافة إلى (ترميز محلي للبناء) يدخل في التفاصيل الدقيقة للبناء.
وأكد معالي المهندس أن تكلفة البناء حاليا مرتفعة في السلطنة والسبب هو متطلبات المواصفات موضحا أن هذا الجانب بحاجة إلى إعادة نظر، مشيرا إلى وجود تنسيق مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني للنظر في جوانب البناء ومحاولة إدخال التكنولوجيا لتخفيض كلفة البناء.
موضحا أن التشجير يرتبط بوجود مياه وهذا الأمر ننسق فيه مع (حيا للمياه) التي يوجد لديها فائض في المياه المعالجة، حيث يتم الآن دراسة استخدام هذه المياه، موضحا بان البلدية ليست لديها مشكلة في ري المزروعات على الطريق ولكن توجد مشكلة في كيفية سقي المزروعات بهذه المياه داخل الأحياء السكنية.
من جانبه ناقش أحمد البلوشي من الحضور عدد من المحاور منها التحول الرقمي و تسهيل المعاملات وإنجازها وتوفير فرص عمل للشباب وضرورة إنجاز معاملات المواطنين والتسهيل عليهم.
وقال معالي المهندس رئيس بلدية مسقط: لدى البلدية اكثر من 140 خدمة بين البلدية والمحافظة حيث يتم تخليص هذه المعاملات إلكترونيا، مشيرا إلى أن البلدية ستطرح مناقصة للتحول الرقمي قبل نهاية العام.
وأشار معاليه إلى أن البلدية أثبتت ملكيتها لسوق الشجيعية الذي كانت قضيته في أروقة المحاكم منذ 2015، حيث سيتم طرح المواقف للاستثمار.
من جانبها تطرقت سارة الوهيبية إلى وجود ثغرة بين الإعلام بمكتب المحافظ ووسائل الإعلام، مشيرة إلى ضرورة تعزيز الشراكة المجتمعية والتنمية البشرية.
أما الخليل البراشدي ناشد بضرورة عقد مزيد من اللقاءات بين أصحاب المشاريع والمسؤولين ورجال الأعمال وحثهم على ضرورة تبني مشاريع الشباب واستيعابهم والثقة في قدراتهم من أجل تحقيق الغاية الأسمى والنهوض بمستوى معيشة المواطن.
وأضاف البراشدي: إن الباحثين عن عمل هم جزء لا يتجزأ من الشباب العماني مؤكدا أن الشباب يمتلكون طاقات وإبداعات ومواهب يجب استثمارها والثقة بها والعمل على توفير المساحة المناسبة لها لتكون على أرض الواقع، وهذا الأمر لا يقتصر على الحكومة وإنما يجب أن يكون للقطاع الخاص دور في هذا الجانب.
بدوره أكد معالي المهندس عصام بن سعود الزدجالي رئيس بلدية مسقط وجود العديد من المشاريع التي قد يستفيد منها الباحثون عن عمل، مشيرا إلى أن بلدية مسقط تعمل على التسهيل للمشاريع التي قد يعمل فيها الشباب.
وأضاف معاليه: يتعامل سوق الموالح المركزي للخضروات والفواكه مع 87 دولة حول العالم، حيث تنتعش فيه الحركة الاقتصادية، وأعطت بلدية مسقط (البسطات) للشباب وأصحاب المشاريع والمزارعين لكن تبين فيما بعد أن هذه البسطات مؤجرة لوافدين بأسعار كبيرة، مبينا أهمية عدم التعميم في هذا الجانب ولكن هناك حالات أعطيت فرصة للعمل بهذه البسطات واستغلالها ولكنها قامت بتأجيرها لوافدين.
من جانبه استعرض سعادة محمد بن سليمان الكندي نائب محافظ مسقط استراتيجية المحافظة التنموية لتطوير جميع المجالات للعمل التنموي والمجتمعي، حيث بين سعادته أنه ومن خلال الاجتماعات وحلقات العمل لكافة القطاعات والمستويات الوظيفية للموظفين، جرى العمل على مواءمة البرامج والمبادرات مع رؤية عمان 2040.
مؤكدا أن المحافظة حرصت على المواءمة بين البرامج الخاصة بها لعام 2021 ورؤية عمان 2040 في أولوية تنمية المحافظات وأولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية وذلك في محور (اقتصاد بنيته تنافسية ) وفي أولوية (حوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع) وفي محور (دولة أجهزتها مسؤولة)
وكشف سعادته عن مشروع (تلفريك) بولاية مطرح تكون خارطته من الجبل ألى سوق الأسماك وصولا إلى متنزه كلبوه، مؤكدا على انه تمت الموافقة على جميع التصاريح من كافة الجهات لهذا المشروع.
كما كشف سعادته عن العديد من المشاريع التي سوف يتم تنفيذها بمختلف ولايات محافظة مسقط.
ودعا سعادته الشباب على ضرورة التفكير في مقترحات وأفكار وعدم التردد في طرحها على المسؤولين الذين يعملون على بلورة هذه الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع والعمل على تحقيق تطلعات الشباب.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك