كتيبة أسود الإسلام تطلق صواريخ على حي الميدان
دمشق ـ جورج الشامي
قصف الجيش السوري الحر "المعارض"، مساء الإثنين، مطار دمشق الدولي واشتبك مع كتيبة الدفاع الجوي، في الوقت الذي سقط فيه 114 قتيلاً معظمهم في العاصمة وريفها ومدينة حمص، جراء المعارك الدائرة بين الجيش الحر وجماعات المقاومة المسلحة من جهة، والجيش الحكومي من جهة أخرى، كما بث الناشطون صورًا
لعملية إطلاق قذائف من قبل أفراد من كتيبة "أسود الإسلام" على مواقع للقوات الحكومية في حي الميدان في دمشق، فيما وجهت دمشق رسالتين متطابقتين إلى الأمم المتحدة، بشأن "الخطوات التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ برنامج الرئيس بشار الأسد الإصلاحي"، فيما أطلق حزب الاتحاد السرياني العالمي ما سمي بـ"المجلس العسكري السرياني السوري" في محافظة الحسكة السورية، لمتابعة "تحرير سورية وإسقاط نظام البعث"، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين أن "بلاده لم تبد إعجابها بالنظام السوري ولم تؤيده، بل إن كل ما تعمل لأجله هو استقرار الوضع في سورية". فيما دعا الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، المعارضة السورية إلى نبذ التشرذم وتوحيد الصفوف على قاعدة الولاء للشعب ونكران الذات والمصالح الضيقة، والتأسيس لحراك سياسي يسرّع في نجاح "الثورة" وتحقيق أهدافها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "معارك عنيفة تجري بين القوات الحكومية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في حي القدم في دمشق، ترافقت مع قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في الحي، الذي دوت فيه أصوات انفجارات، وأن اشتباكات عنيفة أيضًا وقعت في يلدا جنوب العاصمة، وأن 10 مسلحين قُتلوا في الحسكة، في حين استمرت الاشتباكات المتفرقة بين القوات الحكومية وقوى المعارضة في أنحاء عدة من البلاد الإثنين، أسفرت عن مقتل 114شخصًا معظمهم في دمشق وريفها ومدينة حمص بينهم 11 من أفراد الجيش السوري الحر، وفي دير الزور سمع دوي انفجار في حي الحويقة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة قرب فرع الأمن السياسي، وفي زملكا في ريف دمشق قصفت القوات الحكومية المدينة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، كما تجدد القصف العشوائي بقذائف الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، في ريفها قامت الطائرات السورية بقصف مدن وأحياء الغوطة الشرقية والتحليق في سماء القلمون، فيما تمكن الجيش الحر من السيطرة على اللواء 22 بالكامل (فوج الإشارة) الذي يقع بالقرب من مطار دمشق الدولي في منطقة العيبة، وفي الغوطة الشرقية وشن الطيران الحربي من نوع سوخوي عدة غارات جوية على بلدات الغوطة وألقى بصواريخ وبوالين حرارية، في داريا وصلت تعزيزات ضخمة، وشهدت المدينة هجوم هو الأعنف منذ اثنين وسعبين يومًا، كما تجدد القصف العشوائي بقذائف الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، في الوقت الذي بات فيه الجيش الحر على وشك السيطرة بالكامل على بلدة اليعقوبية التي انسحب منها الجيش الحكومي بعد معارك طاحنة بين الطرفين"، فيما أظهرت صور بثها ناشطون اشتباكات بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في ريف جسر الشغور في إدلب، ولم يتسن التأكد من صحة الصور من مصدر مستقل، كما بث الناشطون صورًا لعملية إطلاق قذائف من قبل أفراد من كتيبة "أسود الإسلام"، التابعة للجيش السوري الحر على مواقع للقوات الحكومية في حي الميدان في دمشق.
من جهتها، وجهت وزارة الخارجية السورية، رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، حول "الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لتنفيذ البرنامج السياسي الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد في خطابه في كانون الثاني/يناير الجاري، ولاسيما أنه يستند إلى مبادىء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات المنظمة ذات الصلة وبيان جنيف، كما أنه يقدم أرضية واقعية للحل، ويعكس العناصر الأساسية التي يجب أن يستند إليها أي حل لما يجري في سورية".
وأشارت الخارجية السورية في رسالتها إلى أنّ "وزارة الداخلية السورية، وتنفيذًا للبرنامج السياسي، أصدرت دعوة إلى جميع المواطنين السوريين الذين غادروا سورية بسبب الأحداث، بالعودة إليها وتقديم الجهات المعنية جميع التسهيلات اللازمة لهم، كما أصدرت تعليمات تسمح لجميع القوى السورية المعارضة خارج البلاد التي ترغب بالمشاركة في الحوار الوطني بالدخول إلى سورية، بغض النظر عن الوثائق التي يحملونها، متعهدة بتقديم جميع التسهيلات لهم ومعالجة أوضاعهم"، مضيفة أنّ "وزارة العدل اتخذت اجراءات بشأن قيام المحاكم بالإسراع في البت في الدعاوي المنظورة أمامها بسبب الأحداث الراهنة، والإفراج عمن لم تثبت إدانته كما ستقوم بوضع آليات لتسوية وضع من يلقي السلاح ويقوم بتسليمه للجهات المعنية المختصة وعدم ملاحقته تبعًا لذلك، وأنّ مجلس القضاء الاعلى اتخذ الأحد قرارًا يتضمن وقف العمل بكل الملاحقات القضائية حال وجودها بحق أي من القوى والشخصيات السياسية المعارضة المشاركة في الحوار الوطني".
وفي ما يتعلق بالمجال الإنساني، لفتت الوزارة إلى أنه "تم تكليف اللجنة العليا للإغاثة بتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها لمستحقيها بالتعاون مع الفعاليات الأهلية ومنظمات المجتمع الدولي والمنظمات المعنية الدولية داخل سورية وخارجها"، موضحة أنّ "الدولة السورية أصبحت الآن خلية للعمل على تحقيق البرنامج السياسي على أرض الواقع وسورية تتوقع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة على تفهم هذا البرنامج أولاً والجهود التي تقوم بها الحكومة لتنفيذه والمساعدة على ذلك دونما أحكام مسبقة لما فيه مصلحة الاستقرار بسورية والحفاظ على الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم".
في غضون ذلك، قال مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسّون، في المؤتمر الدولي الـ26 للوحدة الإسلامية في طهران، إن "صواريخ (باتريوت) التي نصبت في تركيا موجّهة ضدّ (حزب الله)، وأن سورية لم تشكل يومًا تهديدًا لتركيا"، معتبرًا أن "الحصار الغربي المفروض على إيران هو بسبب قضية فلسطين وليس البرنامج النووي".
ونقلت قناة "العالم" الفضائية الإيرانية، عن حسّون قوله إن "الرئيس السوري بشار الأسد مستعد اليوم لترك الرئاسة، ولكن القضية ليست قضية الرئاسة"، مشيرًا إلى أن مؤتمر "الوحدة الإسلامية ينعقد في مرحلة نحن فيها بأشد ساحات الخطر، وأننا اليوم على مفترق طريق نفقد فيه بلداننا الإسلامية بلدًا بعد بلد، وقطرًا بعد قطر"، مضيفًا "أرادوا إزالة الحكام فزال الحكام، ولكن بلداننا اليوم تتمزق في ربيعهم، ولو تخلت إيران عن الإسلام وفلسطين لبنوا لها ما تريد من مفاعلات نووية، وأن الحصار على إيران إنما هو لأجل فلسطين وليس بسبب البرنامج النووي".
وأكد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، أن "سورية ذاهبة إلى الخروج من الأزمة، وفقًا لمعطيات داخلية وإقليمية ودولية"، داعيًا مختلف السوريين إلى الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية. ونقلت وكالة "سانا" للأنباء عن حيدر، قوله في لقاء مع الفعاليات الأهلية والرسمية في محافظة درعا: إن تماسك الجيش العربي السوري وقوة الاقتصاد السوري، أفشلا كل الرهانات على الدولة السورية، وإن الأزمة في سورية قاربت على الانتهاء، وأن الشعب السوري وحده معني بإنتاج مشروع سياسي سوري وهو حل لكل السوريين بلا استثناء، أما غير السوريين فليسوا معنيين بحاجات الشعب السوري.
ودعا حيدر حاملي السلاح، قائلا إنه "من الشجاعة أن يلقي المسلحون سلاحهم ويحاوروا الحكومة، وإن أولى خطوات الحوار ستبدأ من خلال إيجاد شبكة الأمان الاجتماعي، وحل ملفات المخطوفين والمهجرين والإغاثة والموقوفين، ووضع آليات عملية وتنفيذية لتسريع المحاكمات وإجراءات التقاضي ومعالجة أوضاع المحالين إلى المحاكم".
فيما قال نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، إن "أي استفزازات أو أنباء متعلقة باستخدام ممكن للأسلحة الكيميائية في سورية، تشير إلى محاولات بعض الأطراف إحباط الحل السياسي للأزمة فيها". ونقل موقع "روسيا اليوم" عن جميل قوله "من المعروف أن تلك القوى التي تمّولها قطر وبخاصة المتشددة، لديها مختبرات ومصانع صغيرة لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وأعتقد أن الذين يريدون استخدام هذه الطريقة من الاستفزاز إنما يؤكدون أن الحل السياسي قادم لا محالة، وهم في محاولتهم البائسة واليائسة لمنع هذا الحل السياسي سيستخدمون كل الوسائل الممكنة ومنها الأسلحة الكيميائية من طرفهم، لمحاولة لصق هذه التهمة بالجيش العربي السوري لإعطاء الحجة للقوى الغربية التي بدأت تتراجع نحو حتمية الحل السياسي من أجل منع هذه العملية.
فيما أطلق حزب الاتحاد السرياني العالمي ما سمي بـ"المجلس العسكري السرياني السوري" في محافظة الحسكة السورية، لمتابعة "تحرير سورية وإسقاط نظام البعث".
ونشر ناشطون شريط فيديو على موقع يوتيوب يظهر شخصا محاطا بمسلحين يتلو بيان إطلاق المجلس ،وحسب البيان المرفق بالشريط، أعلن رئيس حزب الاتحاد السرياني، إبراهيم مراد، "إنشاء هذا المجلس العسكري، دفاعاً عن أرضنا وشعبنا في سورية ضد النظام البعثي المجرم، والذي عانى منه شعبنا السرياني قتلاً وتدميراً وتهجيراً".
وذكر البيان أن عملية إطلاق المجلس تمت بعد اجتماع مجموعة الفصائل السريانية المسلحة في محافظة الحسكة السورية التي يقيم فيها حوالي 25 ألف مسيحي من السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والكلدانيين والأرمن.
وجاء هذا البيان بعد أيام على مطالبة عدد من أساقفة المحافظة الواقعة في شرق سورية تأمين المساعدات الإنسانية لتأمين "بقاء" المسيحيين في مدينة الحسكة التي تشهد نقصا في الكهرباء والمواد الغذائية.
وأكد الحزب السرياني في البيان أنه سيدعم المجلس بكل إمكاناته "سياسيا وعسكريا ولوجستيا، ولن نستكين حتى تحقيق كل الأهداف المرسومة لهذه الثورة المقدسة".
وشدد البيان على أن "جذور شعبنا السرياني" صلبة "في أرض أجدادنا وآبائنا، وقاسية مراحل التاريخ التي عايشناها وتغلبنا على جورها من خلال بقائنا في وطننا".
وأضاف "لأننا أبناء حضارة موغلة في عمق التاريخ الإنساني، فإننا نأبى الظلم على أنفسنا وعلى شركائنا في الوطن"، مشيرا إلى أن المجلس الجديد سيواصل النضال مع "شركائنا في الوطن وفي خندق واحد من أجل تحرير سورية وإسقاط نظام البعث المستبد والانتقال إلى دولة عادلة ديمقراطية تعددية مدنية".
وكان مراد قال قبل أشهر إن "المعارضة المسيحية السورية وبالأخص السريانية تلعب دوراً فاعلاً ضمن الثورة بعكس الصورة التي يسعى النظام إلى إعطائها بأن المسيحيين هم حلفاؤه".
وعلى الصعيد الدولي، نقلت وسائل إعلام روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرس "لم نُبدِ الإعجاب بهذا النظام في يوم من الأيام ولم نسانده أبداً" مضيفا أن "كل أعمالنا كانت موجهة لتطبيق بنود بيان جنيف، ومن بينها الاتفاق على تشكيل هيئة إدارية انتقالية، ما يؤكد أننا نريد استقرار الوضع وتهيئة الظروف لكي يقرر السوريون بأنفسهم مصير قيادتهم وشعبهم وبلادهم".
وأضاف لافروف "هذا هو موقفنا وليس في دعم هذا الشخص أو ذاك في هذه المأساة. آمل في ألاّ يسيء زملاؤنا في البلدان الأخرى تفسير أفعال روسيا بشأن النزاع السوري".
ونفى صحة ما يقال عن "خيبة أمل" روسيا في نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أنه "عندما ساعدنا مؤخراً، المواطنين الروس المقيمين في سورية بناء على طلبهم، ومعظمهم من النساء، في السفر إلى روسيا على متن طائرات وزارة الطوارئ الروسية، سمعت مجدداً تعليقات من الناطقة باسم الخارجية الأميركية التي قالت إنها ترى في هذا الحدث دليلاً على أن روسيا خاب أملها في النظام (الرئيس السوري بشار الأسد) وتوقفت عن مساندته".
وأضاف لافروف أن "مساعدتنا يجب أن تتضمن أيضاً إقناع جميع من اجتمع في جنيف إدراك الواقع المأساوي القائم في سورية ووقف دعم الحرب".
وقال "أتمنى أن تدرك الولايات المتحدة ضرورة القيام بكل شيء لكي يتم تطبيق بيان جنيف.. وعندما يذكر زميلي الأميركي جون كيري ضرورة المساعدة من قبل روسيا، استطيع أن أقول إننا نحاول تقديم المساعدة ونساعد في جهود الاستقرار".
وذكّر لافروف بأن روسيا بالذات "بادرت إلى جانب (المبعوث الأممي والعربي السابق الى سورية ) كوفي أنان لعقد لقاء جنيف يوم 30 حزيران /يونيو. ونحن في إطار المباحثات التي استمرت لمدة 8 ساعات استطعنا التوافق على البيان.. وأهم ما جاء فيه هو إلزام جميع المشاركين في اللقاء بمطالبة جميع الأطراف السورية بوقف نزيف الدم ..و بتعيين مفاوضين للتوصل إلى اتفاق حول قوام الهيئة الانتقالية وصلاحياتها".
وأشار الوزير الروسي إلى أن سبب عدم تطبيق الشروط حتى اللحظة الراهنة يبقى بالنسبة له "لغزاً"، مضيفا "نحن ندعم تطبيق هذه الاتفاقات ونعمل مع الحكومة ومع جميع المجموعات المعارضة على حد سواء، في حين أن أكثرية المشاركين الآخرين في جنيف يعملون فقط مع المعارضة وبشكل أحادي".
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قال في وقت سابق إن الموقف الروسي يظل كما هو بدون تغيير٬ "فنحن نرى لنا مصلحة في ترجمة الأقوال عن أهمية بيان جنيف إلى أفعال في أسرع وقت للمساعدة على وقف المواجهة داخل سورية".
وأضاف أنه "لا يستطيع أحد غير السوريين الاتفاق على نموذج تطور بلادهم في حين ينبغي أن تضاعف كافة الأطراف الخارجية جهودها للمساعدة على تهيئة الظروف لبدء الحوار بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة طبقا لما تم الاتفاق عليه في جنيف".
وكان رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف اعتبر في مقابلة مع شبكة "سي أن أن " الأميركية بثت مقتطفات منها الأحد أن فرص بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة تتراجع أكثر فأكثر، مشيراً إلى أن روسيا "لم تقل أبداً أن هدفها الحفاظ على النظام السياسي (السوري) الحالي، أو التأكيد على بقاء الرئيس الأسد في السلطة".
وجدد في الوقت نفسه القول بأن هذا الأمر ينبغي أن يقرره الشعب السوري وليس روسيا ولا الولايات المتحدة ولا أي بلد آخر.
ومن جانبه، دعا الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، المعارضة السورية إلى نبذ التشرذم وتوحيد الصفوف على قاعدة الولاء للشعب ونكران الذات والمصالح الضيقة، والتأسيس لحراك سياسي يسرّع في نجاح "الثورة" وتحقيق أهدافها.
فيما قال الرئيس التونسي، منصف المرزوقي في كلمة ب خلال افتتاح المؤتمر الدولي السوري، في جنيف، الإثنين، تلاها بالنيابة عنه الناطق الرسمي باسم الرئاسة، عدنان منصّر، إن تونس "دعمت ولا تزال حق الشعب السوري في نظام مدني ديمقراطي يستجيب لتطلعاته، وكل القوى السورية الحية المطالبة بالحرية والكرامة بمواجهة الاستبداد الجاثم على صدور السوريين منذ عقود".
وشدد على أن الحل المطلوب في سورية "لا بد أن يوازن بين استحقاقات الثورة السورية وتطلع ابنهائها من جهة، والحفاظ على وحدة السوريين والتوصل إلى خارطة طريق تأسس لنظام مدني ديمقراطي من جهة أخرى"، مشيراً إلى أن تونس "تدعم جهود المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي ودوره الايجابي لتحديد خطة تحظى باتفاق كل الأطراف على أساس تلبية طموحات الشعب السوري وفق مصالحة الوطنية العليا".
واضاف الرئيس التونسي في كلمته "أن السوريين، وعلى اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم، يحتاجون إلى أفق سياسي أوسع من الذي يمثله اسقاط النظام الحالي ورحيل بشار الأسد، وإلى خارطة طريق وطنية يكون هدفها الأساسي حفظ كيان سورية ووحدة شعبها باطار سياسي تمثله دولة المواطنة والديمقراطية التي تكفل الحريات للجميع".
واعتبر أن خارطة طريق "يمكن أن تكون نقطة إلتقاء بين جميع السوريين تحمي ثورتهم من التدخلات الخارجية، وتدفع بهم جميعاً نحو اعطاء ثورتهم الإتجاه الوطني والديمقراطي الذي قامت عليه منذ البداية".
وقال المرزوقي "هذا هو الأفق الذي نعتقد أنه سيعيد سورية إلى لعب دورها المركزي في نظام عربي جديد يقوم على قيمة المواطنة وحقوق الإنسان، والأفق الذي من شأنه أن يجعل التعدد عنصر ثراء واضافة لا عامل فرقة وخراب".
أرسل تعليقك