مسقط - عمان اليوم
رعت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مساء أمس الأربعاء، احتفالية جريدة "الرؤية" بمناسبة يوم المرأة العُمانية 2022، تحت عنوان "ريحانة عطاء"؛ حيث جرى تكريم عدد من النساء العمانيات المتميزات في مختلف المجالات، احتفاءً بهذه المناسبة الغالية.
وأكَّدت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أنَّ يوم المرأة العُمانية، ذكرى عزيزة تستحضرُ في الأذهان تاريخًا حافلًا وفُصولًا من العطاءات والإنجازات النسائية العُمانية التي تُسجَّل بمداد من الذهب، فصفحات تاريخنا العُماني العريق حافلة بالعديد من الأسماء لملهمات ومجيدات صنعن الفارق وأصبحن اليوم قدوات يُحتذى بهن. وثمنت معاليها مبادرة "ريحانة" التي أطلقتها الجريدة بالتعاون مع "أكاديمية إغناء للاستشارات الاقتصادية والتدريب" لتأهيل وصقل مهارات الكوادر النسائية وتمكينها في المجال الاقتصادي والإداري.
وأشادت معاليها بمبادرة الجريدة لتكريم كوكبة من المجيدات من مختلف المحافظات في مجالات وقطاعات عدَّة؛ حيث استطاعتْ المرأة العُمانية أن تَتَشارك فيها مع أخيها الرجل رحلة البذل والعطاء؛ فكان الاحتفاء بهن تقديرًا مستحقًا
وبدأت فقرات الحفل بالسلام السلطاني بعزف حي لعازفة الكمان الأولى طاهرة بنت جمال البلوشية، متبوعًا بكلمة مُسجَّلة للسيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم، والتي تفضلت بها خلال احتفالات يوم المرأة العُمانية 2020.
وقدمت صاحبة السُّمو السيِّدة تغريد بنت تركي آل سعيد كلمة أكدت خلالها على الأدوار المشرّفة للمرأة العمانية.تلى ذلك عرض فيلم "رَيْحَانة عَطاء دائم" والذي رصد فصولًا من تاريخ العطاءات والإنجازات النسائية العُمانية، مُسلّطا الضوء على مسيرة دعمها ومنجزاتها.وألقت المهندسة سهام الحارثية الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة سهام للتطوير والاستثمار، كلمة "نساء عُمان"؛ حيث استعرضت الرعاية السامية التي مكنت المرأة مجتمعيًا وتنمويًا، ومجددة العهد على مواصلة مسيرة إسهاماتها الوطنية وفق الأولويات والأهداف المستقبلية لرؤية "عُمان 2040".
وقالت الحارثية إنَّ المرأة العمانية، التي ساهمت- وما زالت- في كافة مجالات الحياة؛ حيث تمكنت المرأة في ظل تمكين القيادة الرشيدة التي تؤمن بأهمية إشراك المرأة في استشراف وصناعة المستقبل والسير في عملية التنمية المستدامة، من تقديم إضافة نوعية في جميع القطاعات التي عملت وأبدعت فيها. وأضافت أن المرأة العمانية تمكنت من تحقيق نجاحات يفتخر بها الوطن، ويجني المجتمع اليوم ثمارها بإنجازات وصلت بها إلى العالمية، مشيرة إلى أن عُمان استثمرت وتستثمر الكثير لتتصدر فتياتنا أعلى المراتب العلمية. وقالت الحارثية: "نرى المرأة العمانية تنتج وتتخطى الحواجز وتحدث التغيير إلى الأفضل في جميع الأعمال إدارية كانت أم فنية مع التزامها بأولوية تربية أبنائها التربية الصحيحة وغرس القيم والأخلاق في جيل المستقبل".
وسلطت الحارثية الضوء على تجارب متنوعة من نساء عُمان، اتفقن جميعًا على أن تكون المرأة العمانية أنموذجًا يحتذى به في الجد والالتزام والنجاح، لافتة إلى قصص نجاح في الابتكار والتطوير مثل العالمة سمية السيابية التي تنافس في برنامج "نجوم العلوم"، وزهرة العوفية التي برزت في العمل التطوعي، ونظيرة الحارثية التي أثبتت شجاعتها وعزيمتها في تسلق القمم عندما وصلت إلى قمة إفرست وسجلت إنجازًا يُحسب لنساء عُمان. وأكدت الحارثية أن إنجازات المرأة العمانية متعددة ولا يمكن إحصاؤها في هذا السياق، مشيرة إلى أن تمكين المرأة يضمن تمكين المجتمع، من منطلق أن المرأة صمام الأمان لأنها مربية الأجيال وتسهم بدور كبير في رسم مستقبل المجتمعات.
وقدمت شمة بنت أحمد السبيعي القائمة بأعمال سفارة مملكة البحرين في مسقط كلمة ضيف الشرف؛ حيث تطرقت إلى تجربة البحرين في تمكين المرأة. وقالت السبيعي إن تقارير الأمم المتحدة في يوم المرأة العالمي تؤكد نجاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وخصوصًا فيما يخص تمكين المرأة في البحرين، واتخذته نموذجًا؛ حيث كانت مؤشرات تمكين المرأة مرتفعة وتدعو للفخر. وأضافت أنه بحسب تقرير البنك الدولي فقد تمكنت المرأة البحرينية من تحقيق نسبة مشاركة في الاقتصاد البحريني تعادل 45%. وتابعت القول إن المشروع الإصلاحي في البحرين يحقق التنمية المستدامة لأهل البحرين من خلال مجموعة من القوانين كان بعضها مخصصًا لتمكين المرأة بشكل خاص، مؤكدة أن جلالة ملك البحرين خير داعم ومصحح مسار البوصلة تجاه هذا التمكين. وأوضحت أن المرأة البحرينية تعد عنصرًا رئيسيًا في عملية التنمية في مملكة البحرين، وتمتد مساهماتها إلى جميع نواحي الحياة العامة، بما في ذلك السياسة، والتنمية الاجتماعية والأعمال وغيرها.. ولا تزال الجهود متواصلة حتى اليوم لجعلها أكثر شمولًا لتعزز التوزان بين الجنسين. وعدد السبيعي مظاهر تمكين المرأة في البحرين؛ حيث قالت إن مملكة البحرين اتخذت مبادرات مهمة لحماية المرأة وضمان سلامتها ورفاهيتها؛ إذ أطلق المجلس الأعلى للمرأة "الاستراتيجية الوطنية لحماية المرأة من العنف الأسري"، وهو ما يؤكد التزام مملكة البحرين بتحقيق الجزء الثاني من الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة وهو: "القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات في المجالات العامة والخاصة، بما في ذلك الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي وأنواع الاستغلال الأخرى"، وأيضًا التزامها بالقانون رقم (17) لسنة 2015 بشأن الحماية من العنف الأسري. وتحرص الاستراتيجية على تأمين وتعزيز حقوق المرأة البحرينية ومكافحة جميع أشكال العنف ضدها بما في ذلك العنف الأسري.
وشهد الحفل إطلاق مبادرة "رَيْحَانة" التأهيلية لتقديم الاستشارات لعدد من النساء العُمانيات في مجالات مختلفة، بالتعاون بين جريدة "الرؤية" وأكاديمية إغناء للاستشارات الاقتصادية والتدريب؛ عبر مجموعة برامج تدريببية معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على أن يتم إعلان بدء التسجيل يوم 18 أكتوبر.
أعقب ذلك تكريم كوكبة من الماجدات الرائدات في مختلف مجالات العمل؛ وشملت قائمة التكريم:و"ريحانة عطاء" بمثابة تجديد التأكيد على دور المرأة الريادي والقيادي الذي تحفظه ذاكرة الوطن منذ فجر التاريخ، لتحلَّ ذكرى يوم المرأة العُمانية في السابع عشر من أكتوبر كل عام، بمثابة عُرس للوطن، يحتفي خلاله الجميع بالمكانة التي وصلت إليها المرأة العُمانية، بعدما أرست الرعاية السامية دعائم الارتقاء بها، وتقدير دورها الفاعل في بناء وطنها، ودفع عجلة التقدُّم فيه يدًا بيد مع أخيها الرجل.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك