اعتبرت حرب غزة إحدى أكثر حروب المدن تدميراً في السجل الحديث، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
فقد تبيّن أن إسرائيل أسقطت بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول، 29 ألف قنبلة وذخيرة وقذيفة على القطاع.
كما تعرض ما يقرب من 70% من منازل غزة البالغ عددها 439,000 منزل ونحو نصف مبانيها لأضرار أو دمرت
بالكامل.
كذلك ألحق القصف أضرارا بالكنائس والمساجد القديمة والمصانع والمباني السكنية ومراكز التسوق والفنادق الفاخرة
والمسارح والمدارس.
أما الكثير من البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية التي جعلت غزة تعمل، فأصبحت غير قابلة
للإصلاح.
ومعظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفى مغلقة، ولا تقبل سوى 8 منها المرضى، أيضاً تم تدمير أشجار
الحمضيات وبساتين الزيتون والدفيئات الزراعية، وتضرر أكثر من ثلثي مدارسها.
وعن النزوح، فقد فرّ نحو 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم، وتوجه معظمهم إلى الجنوب.
في حين قتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة.
رغم كل ذلك، ما زالت إسرائيل تشدد على أن حملة القصف والهجوم البري أوقعت آلاف الضحايا في هدفها المقصود
بتدمير حركة حماس وإنهاء وجودها.
ويشبه الدمار ما خلفه قصف الحلفاء للمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث رأى أستاذ العلوم السياسية في
جامعة شيكاغو ومؤلف كتاب "تاريخ القصف الجوي" روبرت بيب، أن كلمة "غزة" سوف تدخل التاريخ مع مدينة دريسدن
وغيرها من المدن الشهيرة التي تم قصفها، قائلاً: "ما ترونه في غزة هو ضمن أعلى 25% من حملات العقاب الأكثر شدة
في التاريخ".
وأعلن الجيش الإسرائيلي استمرار عملياته شمالاً، بينما تعمل قواته في الوسط والجنوب، حيث دار قتال بمنطقة الشجاعية
وبيت لاهيا التي شهدت دمارا واسع النطاق.
وفي الوسط، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل أكثر من 25 شخصا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي بالطائرات
والمدفعية على منازل بمخيمي النصيرات والمغازي ومنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة وعلى رفح بجنوب القطاع، مساء
السبت.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية القول إن ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا وإصابة آخرين في قصف على منزل بمخيم
النصيرات وسط قطاع غزة، بينما قتل ستة أشخاص وأصيب آخرون في قصف على مخيم المغازي وسط القطاع.
كما أشارت إلى مقتل عشرة على الأقل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لمنزل بمنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، إضافة
لسقوط قتلى ومصابين في قصف إسرائيلي على رفح.
أما جنوباً، فقد استمرت الغارات في رفح شرقاً، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.واستهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية سطح
منزل مقابل صناعة الحكومة بحي تل السلطان برفح.
وقصف الطيران الإسرائيلي منزلا يعود لعائلة أبو جاموس غرب المدينة، إلى جانب استهداف المناطق الجنوبية لمدينة خان
يونس.
في حين عاشت الضفة الغربية هي الأخرى ساعات عصيبة، حيث اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة طولكرم ومخيم نور
شمس، ليل السبت الأحد، وانتشر القناصة الإسرائيليون على أسطح عدد من المنازل.
وأفادت مصادر محلية بدوي إطلاق نار وأصوات انفجارات وتواجد عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية في محيط
مستشفى ثابت ثابت الحكومي ومستشفى الإسراء التخصصي في الحي الغربي للمدينة، وسط تحليق مكثف للطيران
الإسرائيلي.
يشار إلى أنه وقبل ثلاثة أشهر، كانت غزة مكانا نابضا بالحياة، واليوم، أصبحت مشهدا طبيعيا من الخرسانة المتهدمة.
في حين لم يطل أي أمل قريب لحل يوقف إطلاق النار أو حتى هدنة لأيام قليلة.
أما المحتجزون، فقالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس السبت، إن مجلس الحرب منح رئيس جهاز المخابرات (الموساد)
دافيد برنياع ضوءا أخضر لتنفيذ صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس، بموجب المبادرة القطرية الأخيرة.
وكانت حركة حماس قد شنت مع فصائل فلسطينية أخرى هجوماً مباغتاً على مناطق في غلاف غزة، أسفر عم مقتل 1200 إسرائيليا وأسر 240 آخرين.
فردت تل أبيب بحملة عسكرية على القطاع خلّفت حتى اليوم أكثر من 21 ألف ضحية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إسرائيل تدرس اقتراح مصر لإنهاء حرب غزة و"حماس" ترفض التفاوض "تحت النار"
"لجنة حماية الصحفيين تصف حرب غزة بأنها 'الأكثر دموية' بالنسبة لها"
أرسل تعليقك