القاهرة ـ سعيد الفرماوي
تلقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتناول الاتصال، وفقا للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، حادث إطلاق النار الذي شهدته الحدود المصرية الإسرائيلية يوم السبت 3 يونيو 2023 والذي أدى إلى وفيات في أفراد تأمين الحدود.
وقد أكد الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي أهمية التنسيق بشكل كامل لكشف جميع ملابسات الحادث، واعتزام الجانبين استمرار العمل والتنسيق في سياق العلاقات الثنائية، والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
يوم السبت الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل 3 جنود ومسلح وإصابة جنديين آخرين، في "حادث أمني" وقع قرب الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل 3 جنود من جراء الاشتباكات قرب الحدود المصرية، في منطقة مسؤولية الفرقة 80، بينما كانت القوات تحاول إحباط أنشطة تهريب في المنطقة.
ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة لمكان الحادث، ونقل المصابين إلى مستشفى سوروكا بمروحيات عسكرية، فيما حلق الطيران الإسرائيلي في أجواء المكان.
وكان كشف تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي إن الجندي المصري الذي نفذ عملية قتل الجنود تسلل عبر الحدود من خلال بوابة طوارئ في وقت مبكر من صباح السبت. وقالت صحيفة "ذي تايمز في إسرائيل" إن الجيش الإسرائيلي يستخدم البوابة الصغيرة – المغلقة بأربطة مضغوطة فقط – لعبور الحدود عند الضرورة، خاصة لمطاردة المشتبه بهم في حوادث تهريب المخدرات بالتنسيق مع الجيش المصري.
وتشير الصحيفة، وفقا للتحقيق الأولي، أن الجندي المصري سار حوالي خمسة كيلومترات (3 أميال) من موقع حراسته على الجانب المصري وتسلق منحدرا للوصول إلى بوابة الطوارئ، مما يشير إلى معرفته بالمنطقة والحاجز الأمني، ثم قام بقطع أربطة البوابة بسكين قتال، وفتح المدخل الصغير ليعبر الأراضي الإسرائيلية، ليمشي حوالي 150 مترا إلى مركز الحراسة حيث كان الجنديان إيلوز وبن نون يتواجدان في المكان.
وتضيف الصحيفة، بدأ بن نون وإيلوز مناوبة مدتها 12 ساعة معا في الساعة 9 مساء ليلة الجمعة في الموقع العسكري على الحدود المصرية. وحوالي الساعة 2:30 صباحا، أحبطت القوات محاولة لتهريب المخدرات عبر الحدود، على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) شمال موقع الجنديين، وصادرت مواد مهربة بقيمة تقدر ب 1.5 مليون شيكل (400,000 دولار). وفي الساعة 3 صباحا ، تم الانتهاء من حادثة التهريب.
وفي الساعة 4:15 صباحا، اتجهت القوات إلى مركز الحراسة حيث كان يتواجد الجنديان، والذان أكدا أن الأمور على ما يرام. ويعتقد أن الشرطي المصري تسلل إلى مركز الحراسة وفتح النار في وقت ما بين الساعة 6 و7 صباحا، مما أسفر عن مقتل الجنديين. ولما أن الجنديين لم يردا على الاتصالات عبر الراديو صباح السبت، وقبل وقت قصير من انتهاء مناوبتهم في الساعة 9 صباحا، ذهب ضابط إلى مكان الحادث واكتشف أنهما ميتان بالقرب من الموقع.
وتشير الصحيفة، وفقا للتحقيق الأولي، أن الجنديين لم يطلقا النار من أسلحتهما، مما يشير إلى أنهما فوجئا بالهجوم، مع احتمالية أنهما ناما أو أنهما لم ينتبها للحدود. وبعد أن اكتشف الضابط جثتي الجنديين حوالي الساعة 9 صباحا، أعلن مسؤولون عسكريون عن حادث إرهابي في المنطقة وبدأوا عمليات البحث.
بعد الساعة 11 صباحا بقليل، عثرت طائرة بدون طيار تابعة للجيش على المهاجم المختبئ خلف تشكيل صخري على بعد حوالي 1.5 كيلومتر (ميل واحد) من الحدود. وفتح المهاجم النار على مجموعة من الجنود اقتربوا من المنطقة – على بعد حوالي 200 متر – وتمكن من قتل الجندي الثالث. وبعد عدة دقائق، اقتربت مجموعة أخرى للجندي المصري وأردته قتيلاه. وأصيب أحد ضباط الصف بجروح طفيفة في الاشتباك الثاني الذي وقع قبل الظهر.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الجيش المصري يتعاون بشكل كامل مع التحقيق، مشيرة إلى أن نتائج التحقيق ستقدم في غضون أسبوع. ونشرت الصحيفة صورة منفذ الهجوم كما تسرد تفاصيل حول هويته والدوافع الكامنة وراء تنفيذه.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك