بغداد - عمان اليوم
تترك التغيرات المناخية العالمية وموجة الجفاف التي ضربت العراق منذ 3 سنوات ومرشحة للبقاء في سنتها الرابعة، آثارها السلبية على مجمل مناطق البلاد، لكنها تتحول إلى ما يشبه الكارثة بالنسبة لمناطق الأهوار والمسطحات المائية المنخفضة الكبيرة التي تقع على أطراف محافظات، ذي قار وميسان والبصرة الجنوبية، وتبلغ مساحتها نحو 50 ألف كيلومتر مربع ، ذلك أن مواسم الجفاف المتكررة والسياسات المائية المتعسفة التي تنتهجها تركيا وإيران ضد العراق أسهمت بجفاف أدى إلى تراجع واسع بمساحات الأهوار التي تشتد حاجتها إلى التغذية المائية بشكل متواصل وعلى امتداد فصول السنة وخاصة في فصل الصيف شديد الحرارة.
وما يزيد من قتامة المشهد، بالنسبة لمستقبل البلاد بشكل عام ومناطق الأهوار بشكل خاص التأكيدات الدولية والمحلية حول أن «العراق يعد من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية» مثلما ورد في تقرير سابق للأمـم المتحدة، صنف العراق كواحد من أكثر خمسة بلدان في العالم تأثراً بالتغيرات المناخية. وأمس، حذّر وزير البيئة جاسم الفلاحي، من أن «الجفاف الخطر المقبل على العراق، والخزين المائي في العراق في أسوأ حالاته، ومنذ 70 عاماً لم نشهد مثل هذا الانخفاض في معدلات الخزين الاستراتيجي للبلاد».
وقبل يومين، قال مدير دائرة الزراعة في محافظة ذي قار (جنوب البلاد) صالح هادي : إن «ما يقارب 1200 عائلة من مربي الجواميس والمزارعين من مناطق الأهوار ومناطق أخرى في المحافظة نزحت من مناطقها بسبب شح المياه والجفاف، بحثاً عن مصادر عمل وعيش». وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أدرجت في يوليو (تموز) 2016 الأهوار على لائحة التراث العالمي بوصفها محميّة طبيعية دولية، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على المنطقة ولم يساهم في إنقاذها من موجات الجفاف التي تتهددها.
وحيال الكارثة المحدقة بمناطق الأهوار والمرشحة للتفاقم، أطلق ناشطون منذ أشهر، حملة «أنقذوا الأهوار» في محاولة إلى لفت انتباه المؤسسات والهيئات المحلية والدولية إلى ما يحدث هناك والسعي لإعادة المياه إليها. وفي إطار هذه المساعي، نفذ الفنان باسم المهدي، أول من أمس، لوحة فنية عملاقة تمتد لمساحة 2000 متر مربع كتب عليها «أنقذوا الأهوار». وقال باسم المهدي في بيان: إنه «تم إنشاء أكبر لوحة بالخط الكوفي على أرض مدينة الجبايش (محافظة ميسان) تحمل عبارة أنقذوا الأهوار». وأضاف، أن «قياس اللوحة بلغ 40×50 متر بمساحة 2000 متر مربع من مادة القصب حصير أو كما تسمى عند سكان الأهوار (البارية) على أرض أهوار مدينة الجبايش التي أجهز عليها الجفاف».
وأوضح أن «العمل تم بدافع ودعم شخصي دون مساعدة أي جهة مستقلة أو حكومية، والتخطيط على اللوحة استغرق نحو شهر، وجرى تنفيذها في يوم كامل». وفي تصريحات لوكالة الأنباء العراقية الرسمية: «ارتأينا أن تكون اللوحة بهذا الحجم الكبير جداً وبحجم المعاناة التي رأيناها بهذا المكان من ألم وهجرة ونفوق الحيوانات وجفاف الأهوار من الماء، لقد واجهنا صدمة كبيرة وحاولنا أن نعمل شيئاً كبيراً جداً بحجم معاناتهم». وتابع أن «اللوحة لا يمكن رؤيتها بالواقع من الأرض ويجب رؤيتها من الأعلى (الجو) عبر الأقمار الصناعية أو من خلال محرك غوغل لتصوير هذه المعاناة وإيصال المأساة التي تحدث بسبب جفاف الأهوار».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك