موسكو - حسن عمارة
أعلن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، أن قواته باتت قريبة من مشارف موسكو، فقد نفّذ الملياردير الروسي ما أعلن عنه صباحاً، حين أكد نيته إكمال الطريق والوصول إلى العاصمة الروسية في حال لم يأتِ وزير الدفاع سيرغي شويغي ورئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف لمقابلته، وهو ما لم يحدث.
فيما تواصل فاغنر التقدم إلى الطريق المؤدي إلى العاصمة الروسية، معقل سيد الكرملين، فلاديمير بوتين، بحسب ما أفاد اليوم السبت موقع ريبار العسكري.
وقد أعلن قائد بريغوجين أن قواته أصبحت على مشارف العاصمة، رغم تشكيك العديد من المحللين العسكريين.
وأشارت مصادر روسية إلى أن قوات مجموعة فاغنر، مدعومة بـ150 آلية عسكرية، تتقدم في ليبيتسك، على بعد 340 كيلومترا من العاصمة موسكو.
وتقع مدينة ليبيتسك في الجهة الغربية لسهل الدون الشاسع على ضفتي نهر فورونيغ (حوض نهر الدون) وتقع جنوب العاصمة موسكو. ومساحتها أكبر من 320 كيلومترا مربعا، فيما يقدر عدد سكانها بحوالي 510 آلاف نسمة.
وفي وقت سابق السبت، حثت السلطات في منطقة ليبيتسك السكان على البقاء في منازلهم بعد أن تعهدت "فاغنر" بحمل السلاح للإطاحة بالقيادة العسكرية في البلاد.
وجاء في بيان حكومة الإقليم: "لضمان القانون والنظام وسلامة مواطني منطقة ليبيتسك، يطلب المقر التشغيلي في المنطقة من السكان دون الحاجة الملحة عدم مغادرة منازلهم والامتناع عن أي سفر بوسائل النقل الشخصية أو العامة".
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي أعرب فيه حاكم منطقة فورونيج المجاورة، حيث يقود الجيش الروسي عمليات "قتالية"، عن دعمه للرئيس فلاديمير بوتين.
من جهة أخرى، قال مصدر قريب من قادة فاغنر في منطقة دونيتسك إن قوة المجموعة العسكرية الخاصة "تضم أقل من 25 ألف مقاتل إجمالا"، مضيفا أن "هناك أكثر من 5 آلاف في روستوف".
وأثار التمرد المسلح، الذي أعلنه قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين، ضد الدولة الروسية ردود فعل داخلية، تركزت معظمها بالدعوة إلى الالتفاف حول بوتين.
ولم يكتف بريغوجين بالتمرد المسلح، بل ذهب إلى حد تحدي بوتين، ورفض خطابه، فيما قالت قوات فاغنر في بيان منسوب إنه "سيكون لروسيا رئيس جديد".
بالمقابل، أعلنت السلطات الروسية تعزيز الإجراءات الأمنية في عدد من مداخل العاصمة.
ورجّح رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، منع حركة التنقل في بعض الطرقات بالمدينة.
كما طلب من السكان عدم القيام برحلات في أنحاء المدينة قدر الإمكان نظرا لإعلان عملية لمكافحة الإرهاب، قائلا إن الوضع "صعب".
وأضاف سوبيانين في بيان أن يوم الاثنين سيكون عطلة من العمل مع بعض الاستثناءات، وذلك من أجل "تقليل المخاطر".
أتى إعلان بريغوجين في وقت اتسعت فيه دائرة المواجهات مع الجيش الروسي جنوب روسيا، اليوم السبت.
فقد شهد محيط مدينة روستوف القريبة من حدود أوكرانيا، والتي دخلتها بوقت سابق اليوم قوات فاغنر وسيطرت على القيادات العسكرية فيها، تبادلاً لإطلاق النار بين الطرفين.
وأظهرت صور توجه وحدات من قوات "أحمد" الشيشانية باتجاه روستوف لمواجهة قوات فاغنر.
فيما أعلن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين عبور قواته مدينة فورونيج القريبة وتوجهها إلى ليبيتسك، ما ينذر بتوسع دائرة المواجهات.
ما دفع السلطات في منطقة ليبيتسك إلى الطلب من السكان البقاء داخل منازلهم لأسباب أمنية.
في حين أظهرت صور من المكان، مروحية روسية تستهدف مواقع لفاغنر في فورونيج.
يأتي ذلك فيما اندلع حريق ضخم في مصفاة نفط بمدينة فورونيج، حيث أظهرت مقاطع مصورة سحب دخان ترتفع في سماء المدينة.
وفي وقت سابق السبت، أكد بريغوجين أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش في روستوف، التي تشكل مركزا أساسياً للهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها المطار. وقال في مقطع فيديو نشر على تليغرام إن "المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار" فيما كان رجال ببدلات عسكرية يسيرون خلفه.
وعقب تصريحاته، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الوضع في روستوف "صعب بسبب التمرد".
واتهم قائد فاغنر عبر تليغرام، وزارة الدفاع الروسية بمحاولة تدمير مقاتليه وتسعى لهزيمته عسكريا في أوكرانيا.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من تعهد الرئيس الروسي قائد فاغنر والمتمردين على الجيش بالعقاب الصارم.
في حين اعتبر بريغوجين أن بوتين اتخذ الخيار الخاطئ، وتجنب في خطابه ذكر الخونة والمتمردين من قواته، وفق توصيفه.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ردود الفعل الدولية تتوالى على تمرد قوات فاغنر وسط حذّر وترقب لتسارع الأحداث
بوتين يتهم قائد فاغنر بالخيانة وكييف تتوقع بداية حرب أهلية في روسيا
أرسل تعليقك