مسقط - عمان اليوم
توقع سعادة الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي خصب أن تشهد محافظة مسندم نموًا وحراكًا اقتصاديًا خلال السنوات القادمة وستتمتع بازدهار اقتصادي لم تشهده المحافظة من قبل وذلك بعد أن تم الاتفاق مع الشركة الفائزة بإدارة وتشغيل الميناء وإنشاء مناطق اقتصادية سياحية والانتهاء من مشاريع رصف الطريق الرابط بين خصب ليما دبا وأيضًا الكلية الجامعية والانتهاء من بناء المستشفى المرجعي.
وأكد سعادة الدكتور والي خصب أن المحافظة حظيت بالكثير من المنجزات وهي من المحافظات التي حظيت بالاهتمام السامي منذ عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- وحتى تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم. وقال سعادته- في حديث لوكالة الأنباء العمانية- إنه نظرًا لأهمية محافظة مسندم فقد صدر المرسوم السلطاني برفع المستوى الإداري للمحافظة إلى مرتبة وزير ليكون للمحافظة تمثيل في مجلس الوزراء وهذا يعطيها أهمية من خلال نقل احتياجاتها للمجلس بشكل مباشر، كما صدرت التوجيهات السامية الأخيرة لتركز على جهود التنمية التي تتطلبها هذه المحافظة لكي تظل حاضنة للمستثمرين سواء كانوا محليين أو من خارج السلطنة. وأضاف سعادته أن جميع المستثمرين القادمين لزيارة المحافظة يأتون للاطلاع على الفرص الاستثمارية والحصول على الكثير من الامتيازات وبالأخص في الجانب السياحي لذلك صدرت التوجيهات السامية التي قضت بإعفاء المستثمرين من سداد الرسوم والضرائب لمدد محددة للمشاريع السياحية المرتبطة بالفنادق والمرافق السياحية. وأوضح سعادته أنه كان لابُد لمحافظة مسندم أن تتبوّأ مكانتها الرائدة من خلال تطوير ميناء خصب؛ حيث صدرت التوجيهات السامية بتحويلها إلى منطقة لوجستية خاصة تهدف إلى توفير الخدمات والمرافق والتسهيلات لتنشيط حركة الاستيراد والتصدير وفتح خطوط مباشرة للتصدير وإنشاء مناطق اقتصادية سياحية خاصة تكون بمثابة المحرّك للاستثمار السياحي للمحافظة ومنشط للحركة اللوجستية المرتبطة بها وإشهار منطقة محاس كمنطقة اقتصادية بهدف تنظيم ونمو الصناعات الخفيفة والمتوسطة والتخزين بما يدعم حركة ميناء خصب مما سيؤدي إلى تحفيز الاستثمار في الجانب التجاري والصناعات الخفيفة.
وأشار سعادته إلى أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أعلنت في الأيام الماضية عن فتح الباب أمام المستثمرين لتقديم أفكارهم الاستثمارية لإدارة وتشغيل ميناء خصب بديلًا عن شركة مرافئ حيث يرتجى من الشركة التي ستفوز بأن تقوم بتطوير الميناء وجعله مهيئًا لاستقطاب السفن الكبيرة والعملاقة سواء كانت سفنًا سياحية أو تجارية وبالتالي إمكانية عمل مزيد من الأرصفة وكذلك نظام الرافعات والمناولة في الميناء مما سيتيح للكثير من التجار القيام بالتصدير والاستيراد المباشر من وإلى المحافظة. وقال سعادته إن وجود الميناء كمنطقة لوجستية خاصة جنبًا إلى جنب مع إشهار منطقة محاس منطقة اقتصادية سيجعل من محافظة مسندم وبالذات ولاية خصب موقعًا رئيسيًا لاستقطاب الصناعات الخفيفة والتحويلية في المنطقة مؤكدًا أنه بعد اكتمال المشروع من المتوقع أن تشهد الحركة الاقتصادية نموًا مضطردًا يختلف عن بقية الأعوام السابقة. وأوضح سعادته أنه ونظرًا لقلة الكثافة السكانية في محافظة مسندم التي لم تكن تساعد المستثمرين للاستثمار في المحافظة فقد صدرت التوجيهات السامية بإنشاء فرع لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في المحافظة والتي هي قيد الإجراء وستعمل على تنشيط القطاع العقاري والتجاري على حد سواء نظرًا لحاجة الطلبة والطالبات وكذلك الهيئة التدريسية بها وكذلك ستمهد للسياحة المحلية التي ستكون من خلال ترويج الطلبة والطالبات الدارسين في الكلية إضافة إلى المستشفى المرجعي الكبير الذي هو في مراحل متقدمة من الإنشاء.
وقال سعادته إن وجود الكلية الجامعية والمستشفى والميناء والمنطقة الصناعية وأيضًا رصف الطريق المؤدي من خصب- ليما- دبا سيضفي على المحافظة تواصلًا استراتيجيًا بين ولاياتها وهذا سيخفف من التحديات القائمة بينها وسيتيح لها العمل بسلاسة ويسر داخليًا في إطار المحافظة ذاتها، كما أن شق الطريق المؤدي إلى كمزار من مركز ولاية خصب وبالذات من خور نجد إلى كمزار سيسهل على المواطنين حرية التنقل بين القرية ومركز الولاية.
وأشار سعادته إلى أن محافظة مسندم تشتهر بالعديد من الجزر الطبيعية ذات الطبيعة الجاذبة للسياحة كجزيرة أم الطير والتي تُعد من أبرز أماكن تكاثر الطيور حيث تقصدها الطيور المهاجرة لتضع بيضها وتكون بمثابة الاستراحة على هذه الجزيرة تمهيدًا لاستكمال الرحلة، كما توجد بها جزيرة تلغراف وهي من الجزر التاريخية التي تحكي قدم وعراقة هذه المحافظة.
وقال سعادته إن المحافظة تزخر بالأسماك والمأكولات البحرية وهذا يُعد من المميزات التي تتميز بها المحافظة وبالتالي سوف تتذلل جميع التحديات المتعلقة بكيفية تصديره إلى الخارج أو إلى المحافظات القريبة من مسندم كمحافظة شمال الباطنة ومدينة مسقط وغيرها من المحافظات، موضحا أن هناك بوادر لإنشاء مصانع خاصة بالأسماك وهناك بعض المستثمرين الذين تقدموا لذلك. وأكد سعادة الدكتور سعيد الحارثي أن الأوامر السامية دللت على الاهتمام السامي المتواصل لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وما ينشده للمواطن في محافظة مسندم للوصول إلى الرفاه عبر الاستمرار في بناء المنجزات في هذه المحافظة العريقة. وقال سعادته إنه رغم تأثير جائحة كورونا بشكل كبير على القطاع السياحي، إلا أن الجهود لا تزال مبذولة وهناك عدد من المستثمرين الذين يأتون بين الفينة والأخرى إلى خصب لاستكشاف الفرص في المحافظة تمهيدًا للدخول في مشاريع استثمارية سياحية، كما إن هناك استثمارات داخلية من قبل شركة أساس لإنشاء متنزه ويجري التنسيق لإنشاء منشأة فندقية على شاطئ بصه مع مرافقه التي ستقدم خدمة للأهالي، كما ستقوم شركة عمران خلال الأيام القادمة بطرح مناقصة الحبل الانزلاقي الذي سيكون من أعلى الجبل نزولًا إلى البحر وهو من المشاريع المهمة التي تشجع السياحة في المحافظة.
وفيما يتعلق بالمشاريع الترفيهية والتسويقية، أكد سعادته أن هناك تركيزا في المشاريع القادمة على الجوانب الترفيهية في محافظة مسندم حيث يعكف مكتب المحافظ ممثلا ببلدية مسندم خلال المشاريع القادمة أن تكون من ضمن مشاريعها هي إقامة الحدائق وممشى لممارسة الرياضة والمشي أما بالنسبة لمشاريع التسوق فعند قيام الجامعة والانتهاء من بناء المستشفى سوف تنشط القوة الشرائية وبالتالي ستكون هناك بيئة جاذبة للاستثمارات التجارية في المحافظة.
وفيما يتعلق بتطوير ولايات محافظة مسندم، أوضح سعادته أنه سيتم خلال العام الحالي صرف 3.5 مليون ريال للمشاريع التنموية الخاصة بتطوير المحافظة، إضافة إلى المشاريع التي يتبناها القطاع الخاص كمشاريع المسؤولية الاجتماعية.
أرسل تعليقك