تنفذ وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، حاليا العديد من مشاريع السدود بأنواعها الثلاثة (التغذية و الحماية والتخزين السطحي) على مستوى السلطنة، وذلك في إطار الأهمية التي تشكلها السدود في الإسهام بشكل فعّال في استغلال الموارد المائية وتنظيم المجاري المائية الطبيعية والحد من العجز المائي في السلطنة.
وتقوم الوزارة بتنفيذ مشاريع السدود بمختلف أنواعها نظرًا لأهميتها في تغذية الخزان الجوفي، والحد من تداخل مياه البحر بخزانات التغذية الجوفية، إلى جانب دورها في توفير مزيد من المياه الجوفية لاستمرارية المشاريع التنموية المختلفة وتوفير الحماية من مخاطر الفيضانات.
وقال المهندس ناصر بن محمد البطاشي المدير العام لتقييم موارد المياه بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في تصريح خاص لـ ($) متحدثا عن مشاريع السدود التي تعمل عليها الوزارة حالياً ومدى كفاءة السدود في فترات هطول الأمطار وأهم التحديات التي تواجه الوزارة في هذا الصدد والخطط المستقبلية لتطوير السدود : تعمل الوزارة حالياً على تنفيذ مشروع الخدمات الاستشارية الخاصة بدراسات الجدوى وإعداد التصاميم لإنشاء سدود التغذية الجوفية والتخزين السطحي بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية بالإضافة إلى الخدمات الاستشارية لإعداد التصاميم والإشراف على تنفيذ أعمال الحماية من الفيضانات والتحكم بتصريف مياه الأمطار في منطقة الصباخ بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ومشروع الخدمات الاستشارية لمراجعة التصاميم والإشراف على تنفيذ سد الحماية بولاية السيب، كما يتم حالياً التحضير لطرح مناقصة مشروع الخدمات الاستشارية لدراسة الجدوى وإعداد التصاميم التفصيلية لسدود التغذية الجوفية على وادي البطحاء بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية.
وأشار البطاشي إلى المشاريع التي نفذتها الوزارة، ومشاريع أخرى يجري العمل على إكمالها وقال : انتهت الوزارة مؤخراً من تنفيذ سد للتغذية الجوفية والحماية على وادي غمضاء بولاية بخاء بمحافظة مسندم بطول (660) مترا وارتفاع (22) مترا وبسعة تخزينية تقدر بحوالي (1,100) مليون متر مكعب، كما تقوم الوزارة بتنفيذ عدد من سدود الحماية خلال العام الحالي، ويتم العمل حالياً على مواصلة تنفيذ إنشاء سد الحماية في منطقة الجفنين بمحافظة مسقط بطول (6500) متر وبارتفاع (18.5) متر وبسعة تخزينية تبلغ (11,4) مليون متر مكعب حيث وصلت نسبة الإنجاز حوالي (8%)، وجار تنفيذ سد الحماية في منطقة الجفينة بولاية العامرات بمحافظة مسقط والذي يتكون من سد رئيسي بطول (2460) مترا وبارتفاع (30) مترا وبسعة تخزينية تقدر بحوالي (15,7) مليون متر مكعب، بالإضافة إلى سد جانبي بطول (1180) مترا وبارتفاع (24) مترا وعدد (3) من السدود الثانوية حيث وصلت نسبة الإنجاز حوالي (3,76%)، وفي محافظة ظفار بدأ العمل بتاريخ 17/7/2021م في إنشاء سد الحماية على وادي أنعار بولاية صلالة بمحافظة ظفار بطول (1680) مترا وبارتفاع (20) مترا وبسعة تخزينية تقدر بحوالي (16,13) مليون متر مكعب.
وأضاف: يقوم المقاول حالياً بالتحضير والتجهيز للبدء في إنشاء سد الحماية على وادي عدونب بولاية صلالة بمحافظة ظفار بطول (386) مترا وبارتفاع (68) مترا وبسعة تخزينية تقدر بحوالي (83,3) مليون متر مكعب، وفي محافظة شمال الشرقية يقوم المقاول بالتحضير للبدء بمشروع تنفيذ سدين للتغذية الجوفية أحدهما على وادي القفيفة ووادي الوريد بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، حيث تبلغ السعة التخزينية لسد القفيفة حوالي مليون متر مكعب وبطول (122) مترا وأقصى ارتفاع له (24,3) متر، وسد الوريد بسعة تخزينية تقدر بحوالي (0,702) مليون متر مكعب وبطول (255) مترا وأقصى ارتفاع له (18.5) متر، وتقوم الوزارة كذلك بتنفيذ مشاريع سدود التخزين السطحي للقرى الواقعة في المناطق الجبلية بهدف حجز جزء من مياه الأمطار والاستفادة منها في فترات الجفاف وانقطاع نزول الأمطار حيث انتهت الوزارة مؤخرا من تنفيذ سد للتخزين السطحي على وادي الحويل في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة.
وبين البطاشي أنه يوجد حاليا بالسلطنة حوالي (174) ســــدا بأنواعها الثلاثة (التغذية، الحماية والتخزين السطحي) تقارب سعتها التخزينية ( 325,906,414 ) مترا مكعبا وتم الانتهاء من دراسة عدة مواقع سدود وهي جاهزة للتنفيذ كلما توفرت الاعتمادات المالية لذلك، وتتواصل الدراسات لمواقع أخرى في مختلف أرجاء السلطنة.
الشراكة المجتمعية
وقال في معرض حديثه عن دور الشراكة المجتمعية في تنفيذ عدد من مشاريع السدود في السلطنة إلى جانب دور الوزارة في الإشراف على هذه الشراكة: اعتمدت الوزارة آلية للتعامل مع طلبات الأهالي لإنشاء السدود على نفقتهم الخاصة، سواء كان بتمويل كلي أو جزئي، حيث يتمثل دور الوزارة في دراسة الطلبات من جانب الموقع والتصميم وكذلك الإشراف على تنفيذ السدود وفق خطوات معينة ومعتمدة، وبلغ عدد السدود المنفذة بالشراكة المجتمعية (9) سدود وهي سدود (سوسا، الرحبة ودوفيا) في محافظة الداخلية وسدود (الخد، مهضم، ميحة بني كيوم، صعيدا وجذع) في محافظة شمال الباطنة وسد العفلي في محافظة الظاهرة.
مشيراً إلى المشاريع التي يتم العمل عليها بالشراكة مع المجتمع قائلاً: ويجري العمل حالياً في تنفيذ عدد (3) سدود للتغذية الجوفية وهي سد المصلة بولاية نزوى في محافظة الداخلية، وسد وادي العرشي بولاية ينقل بمحافظة الظاهرة، وسد وادي نهيدة بولاية بهلا في محافظة الداخلية.
التحديات
وحول أهم التحديات التي تواجه السدود في السلطنة ودور الوزارة في تجاوز التحديات ومواجهة المشكلات، قال: إن كل الجهود المبذولة في دراسات وتنفيذ السدود لاتكون مجدية إذا لم تتوفر الصيانة اللازمة والمتابعة لتلك السدود، وعليه أولت الوزارة اهتماما خاصا لهذا الموضوع وذلك من خلال توفير الإمكانيات المالية حسب ما تسمح به موازنة الوزارة.
آليات الصيانة
موضحاً أن الآليات التي تتبعها الوزارة في صيانة السدود والمشاريع التي تقوم بها في الصيانة تتمثل في إزالة الترسبات الطينية من بحيرات السدود وتنظيف جسم السد من مخلفات الفيضانات وتشحيم فتحات السد وصيانة الأجهزة التي تم تركيبها على السدود وتسميت التشققات وتركيب مضخات جديدة أو إصلاح التالف منها وغيرها من الآليات .
مشيرا إلى أن الوزارة انتهت مؤخراً من مشروع أعمال إزالة الترسبات الطينية وأعمال الصيانة الأخرى على سد التغذية الجوفية على وادي الفرع بمحافظة جنوب الباطنة، كما تقوم الوزارة حالياً بتنفيذ مشروع أعمال صيانة سد التغذية الجوفية على وادي الصاروج بولاية مدحاء بمحافظة مسندم.
مناقصات
وحول المناقصات التي قامت الوزارة بطرحها لعدد من مشاريع صيانة السدود قال البطاشي: يتم حالياً التحضير لطرح مناقصات لعدد من مشاريع صيانة السدود بمختلف محافظات السلطنة ومنها: الخدمات الاستشارية لأعمال التصميم والإشراف على أعمال صيانة سد الحماية من مخاطر الفيضانات بمدينة صلالة بمحافظة ظفار، ومشروع أعمال صيانة سد التخزين السطحي على وادي عكمون بشهب أصعيب بولاية رخيوت، ومشروع أعمال صيانة سد التغذية الجوفية على وادي صحلنوت بمحافظة ظفار، ومشروع صيانة سد التغذية الجوفية على وادي بني خروص بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة، ومشروع أعمال صيانة سد التخزين السطحي على وادي أذشكس بجبل سمحان بولاية مرباط بمحافظة ظفار، وأعمال الصيانة الخاصة بسد التغذية الجوفية على وادي ثميد بولاية بدبد بمحافظة الداخلية، مشروع صيانة سد التغذية الجوفية على وادي مصح بولاية محضة بمحافظة البريمي، وصيانة سدود التغذية الجوفية على أودية حيوان وأبو قلعة بولاية محضة، ومشروع أعمال صيانة سد التخزين السطحي على وادي الدويرات بجبل ضوي بولاية الرستاق، ومشروع إزالة الترسبات الطينية وأعمال الصيانة الأخرى لسد التغذية الجوفية على وادي المعيدن بولاية نزوى، ومشروع إزالة الترسبات الطينية وأعمال الصيانة الأخرى لسد التغذية الجوفية على سد وادي الكبير بولاية عبري بمحافظة الظاهرة.
تحديات المشاريع الإنمائية
وتحدّث البطاشي عن التحديات التي تواجه تنفيذ المشاريع الإنمائية الخاصة بالسدود قائلاً: يواجه تنفيذ المشاريع الإنمائية الخاصة بالسدود عدد من التحديات منها: تزايد عدد مشاريع السدود بأنواعها المختلفة منذ البدء في تنفيذها وخصوصاً سدود الحماية من الفيضانات مع محدودية الموارد البشرية، ومحدودية الشركات المتخصصة في تنفيذ مشاريع السدود والمعدات المستخدمة فيها في السلطنة، وقيام الكسارات والمحاجر في أعالي الجبال وبطون الأودية مما تساهم في سرعة إطماء بحيرات السدود وبالتالي تقليص سعتها التخزينية والحاجة إلى مبالغ مالية لتنظيفها، والحاجة إلى التنسيق بين المؤسسات الحكومية من حيث منح رخص البناء والمشاريع الأخرى مما يتطلب إلى سن القوانين والتشريعات اللازمة لذلك، وأعمال العبث والتخريب بالسدود وملحقاتها حيث لوحظ في الكثير من السدود أعمال تخريب والتي تتمثل في تعطيل بوابات التصريف بحيث يلاحظ قيام فئات من المجتمع بأعمال فتح وإغلاق فتحات التصريف من تلقاء أنفسهم دون العلم بالقواعد المتبعة ومن دون علم المختصين بذلك والعبث والتخريب بأجهزة قياس مناسيب المياه بالبحيرة وذلك بتكسير الصندوق الذي يحوي الجهاز وإتلاف الجهاز بالإضافة إلى إتلاف مساطر القياس إلى جانب آخر شملت أعمال العبث بأجسام السدود كحرق سلال الجابيونات المملؤة بالأحجار ويؤدي في النهاية ومع مرور الوقت إلى إزالة الأحجار من هذه السلال مما يتطلب مبالغ هائلة لصيانة هذه السدود.
نتائج التشغيل
وفي ختام تصريحه أكد المهندس ناصر بن محمد البطاشي المدير العام لتقييم موارد المياه بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على أن السدود حققت الأهداف المرجوة من إنشائها، وبعض هذه السدود حققت نتائج عظيمة، إذ أنه تم استرداد قيمة السد على شكل مياه في فترات زمنية قصيرة جداً، كما كان لها أيضاً العديد من الجوانب الإيجابية كالتقليل من تداخل مياه البحر المالحة إلى اليابسة، بالإضافة إلى أنها ساعدت في زيادة التغذية الجوفية بشكل كبير. وأدى إنشاء السدود التخزينية لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان المناطق الجبلية وتشجيعهم على الاستقرار في أماكنهم.
قد يهمك ايضاً
وزارة التراث والسياحة العُمانية تخالف منتجع ميلينيوم صلالة
"التراث والسياحة العُماني" تنفذ مشروعًا في موقع السفينة الغارقة "كيفا"
أرسل تعليقك