آثار الدمار إثر قصف القوات السورية في حمص
دمشق ـ جورج الشامي
سقط 33 قتيلاً الإثنين في سورية معظمهم في العاصمة دمشق وريفها ومدينة حمص، جراء المعارك الدائرة بين الجيش الحر وجماعات المقاومة المسلحة من جهة، والجيش الحكومي من جهة أخرى، فيما تمكن الجيش الحر من السيطرة على اللواء 22 بالكامل "فوج الإشارة" الذي يقع بالقرب من
مطار دمشق الدولي، كما بث الناشطون صورًا لعملية إطلاق قذائف من قبل أفراد من كتيبة "أسود الإسلام" على مواقع للقوات الحكومية في حي الميدان في دمشق، في الوقت الذي وجهت فيه دمشق رسالتين متطابقتين إلى الأمم المتحدة، بشأن "الخطوات التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ برنامج الرئيس بشار الأسد الإصلاحي".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "معارك عنيفة تجري بين القوات الحكومية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في حي القدم في دمشق، ترافقت مع قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في الحي، الذي دوت فيه أصوات انفجارات، وأن اشتباكات عنيفة أيضًا وقعت في يلدا جنوب العاصمة، وأن 10 مسلحين قُتلوا في الحسكة، في حين استمرت الاشتباكات المتفرقة بين القوات الحكومية وقوى المعارضة في أنحاء عدة من البلاد الإثنين، أسفرت عن مقتل 33 شخصًا معظمهم في دمشق وريفها ومدينة حمص بينهم 11 من أفراد الجيش السوري الحر، وفي دير الزور سمع دوي انفجار في حي الحويقة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة قرب فرع الأمن السياسي، وفي زملكا في ريف دمشق قصفت القوات الحكومية المدينة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، كما تجدد القصف العشوائي بقذائف الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، في ريفها قامت الطائرات السورية بقصف مدن وأحياء الغوطة الشرقية والتحليق في سماء القلمون، فيما تمكن الجيش الحر من السيطرة على اللواء 22 بالكامل (فوج الإشارة) الذي يقع بالقرب من مطار دمشق الدولي في منطقة العيبة، وفي الغوطة الشرقية وشن الطيران الحربي من نوع سوخوي عدة غارات جوية على بلدات الغوطة وألقى بصواريخ وبوالين حرارية، في داريا وصلت تعزيزات ضخمة، وشهدت المدينة هجوم هو الأعنف منذ اثنين وسعبين يومًا، كما تجدد القصف العشوائي بقذائف الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، في الوقت الذي بات فيه الجيش الحر على وشك السيطرة بالكامل على بلدة اليعقوبية التي انسحب منها الجيش الحكومي بعد معارك طاحنة بين الطرفين"، فيما أظهرت صور بثها ناشطون اشتباكات بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في ريف جسر الشغور في إدلب، ولم يتسن التأكد من صحة الصور من مصدر مستقل، كما بث الناشطون صورًا لعملية إطلاق قذائف من قبل أفراد من كتيبة "أسود الإسلام"، التابعة للجيش السوري الحر على مواقع للقوات الحكومية في حي الميدان في دمشق.
من جهتها، وجهت وزارة الخارجية السورية، رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، حول "الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لتنفيذ البرنامج السياسي الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد في خطابه في كانون الثاني/يناير الجاري، ولاسيما أنه يستند إلى مبادىء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات المنظمة ذات الصلة وبيان جنيف، كما أنه يقدم أرضية واقعية للحل، ويعكس العناصر الأساسية التي يجب أن يستند إليها أي حل لما يجري في سورية".
وأشارت الخارجية السورية في رسالتها إلى أنّ "وزارة الداخلية السورية، وتنفيذًا للبرنامج السياسي، أصدرت دعوة إلى جميع المواطنين السوريين الذين غادروا سورية بسبب الأحداث، بالعودة إليها وتقديم الجهات المعنية جميع التسهيلات اللازمة لهم، كما أصدرت تعليمات تسمح لجميع القوى السورية المعارضة خارج البلاد التي ترغب بالمشاركة في الحوار الوطني بالدخول إلى سورية، بغض النظر عن الوثائق التي يحملونها، متعهدة بتقديم جميع التسهيلات لهم ومعالجة أوضاعهم"، مضيفة أنّ "وزارة العدل اتخذت اجراءات بشأن قيام المحاكم بالإسراع في البت في الدعاوي المنظورة أمامها بسبب الأحداث الراهنة، والإفراج عمن لم تثبت إدانته كما ستقوم بوضع آليات لتسوية وضع من يلقي السلاح ويقوم بتسليمه للجهات المعنية المختصة وعدم ملاحقته تبعًا لذلك، وأنّ مجلس القضاء الاعلى اتخذ الأحد قرارًا يتضمن وقف العمل بكل الملاحقات القضائية حال وجودها بحق أي من القوى والشخصيات السياسية المعارضة المشاركة في الحوار الوطني".
وفي ما يتعلق بالمجال الإنساني، لفتت الوزارة إلى أنه "تم تكليف اللجنة العليا للإغاثة بتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها لمستحقيها بالتعاون مع الفعاليات الأهلية ومنظمات المجتمع الدولي والمنظمات المعنية الدولية داخل سورية وخارجها"، موضحة أنّ "الدولة السورية أصبحت الآن خلية للعمل على تحقيق البرنامج السياسي على أرض الواقع وسورية تتوقع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة على تفهم هذا البرنامج أولاً والجهود التي تقوم بها الحكومة لتنفيذه والمساعدة على ذلك دونما أحكام مسبقة لما فيه مصلحة الاستقرار بسورية والحفاظ على الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم".
في غضون ذلك، قال مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسّون، في المؤتمر الدولي الـ26 للوحدة الإسلامية في طهران، إن "صواريخ (باتريوت) التي نصبت في تركيا موجّهة ضدّ (حزب الله)، وأن سورية لم تشكل يومًا تهديدًا لتركيا"، معتبرًا أن "الحصار الغربي المفروض على إيران هو بسبب قضية فلسطين وليس البرنامج النووي".
ونقلت قناة "العالم" الفضائية الإيرانية، عن حسّون قوله إن "الرئيس السوري بشار الأسد مستعد اليوم لترك الرئاسة، ولكن القضية ليست قضية الرئاسة"، مشيرًا إلى أن مؤتمر "الوحدة الإسلامية ينعقد في مرحلة نحن فيها بأشد ساحات الخطر، وأننا اليوم على مفترق طريق نفقد فيه بلداننا الإسلامية بلدًا بعد بلد، وقطرًا بعد قطر"، مضيفًا "أرادوا إزالة الحكام فزال الحكام، ولكن بلداننا اليوم تتمزق في ربيعهم، ولو تخلت إيران عن الإسلام وفلسطين لبنوا لها ما تريد من مفاعلات نووية، وأن الحصار على إيران إنما هو لأجل فلسطين وليس بسبب البرنامج النووي".
وأكد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، أن "سورية ذاهبة إلى الخروج من الأزمة، وفقًا لمعطيات داخلية وإقليمية ودولية"، داعيًا مختلف السوريين إلى الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية. ونقلت وكالة "سانا" للأنباء عن حيدر، قوله في لقاء مع الفعاليات الأهلية والرسمية في محافظة درعا: إن تماسك الجيش العربي السوري وقوة الاقتصاد السوري، أفشلا كل الرهانات على الدولة السورية، وإن الأزمة في سورية قاربت على الانتهاء، وأن الشعب السوري وحده معني بإنتاج مشروع سياسي سوري وهو حل لكل السوريين بلا استثناء، أما غير السوريين فليسوا معنيين بحاجات الشعب السوري.
ودعا حيدر حاملي السلاح، قائلا إنه "من الشجاعة أن يلقي المسلحون سلاحهم ويحاوروا الحكومة، وإن أولى خطوات الحوار ستبدأ من خلال إيجاد شبكة الأمان الاجتماعي، وحل ملفات المخطوفين والمهجرين والإغاثة والموقوفين، ووضع آليات عملية وتنفيذية لتسريع المحاكمات وإجراءات التقاضي ومعالجة أوضاع المحالين إلى المحاكم".
فيما قال نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، إن "أي استفزازات أو أنباء متعلقة باستخدام ممكن للأسلحة الكيميائية في سورية، تشير إلى محاولات بعض الأطراف إحباط الحل السياسي للأزمة فيها". ونقل موقع "روسيا اليوم" عن جميل قوله "من المعروف أن تلك القوى التي تمّولها قطر وبخاصة المتشددة، لديها مختبرات ومصانع صغيرة لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وأعتقد أن الذين يريدون استخدام هذه الطريقة من الاستفزاز إنما يؤكدون أن الحل السياسي قادم لا محالة، وهم في محاولتهم البائسة واليائسة لمنع هذا الحل السياسي سيستخدمون كل الوسائل الممكنة ومنها الأسلحة الكيميائية من طرفهم، لمحاولة لصق هذه التهمة بالجيش العربي السوري لإعطاء الحجة للقوى الغربية التي بدأت تتراجع نحو حتمية الحل السياسي من أجل منع هذه العملية".
أرسل تعليقك