أكّد مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة أنّ الأوضاع في ليبيا واضحة المعالم، بما في ذلك المعارك المشتعلة في بنغازي وطرابلس، وكلها أمور تلقي بظلالها على التحرك السياسي، والزيارات التي كان ينوي القيام بها إلى ليبيا، مشيرًا إلى أنّ الوضع يتدهور، مما يتطلب مزيدًا من الجهد العربي ودول الجوار، والجهد الدولي.
وأوضح القدوة، في تصريحات للصحافيين في مقر وزارة الخارجية، الثلاثاء، عقب لقاء وزير الخارجية سامح شكري، أنّ "الحل السياسي في ليبيا ما زال ممكنًا، وأنه في حال الانتظار سيكون من الصعب الوصول إلى حل، ولابد من الاستعجال والشعور بخطورة الوضع".
وأبرز القدوة "لا يبدو أن الملف الليبي موجود ضمن الأولويات الدولية، وهو أمر مقلق، في ضوء التدهور الذي يمكن أن يؤدي إلى واقع يصعب علاجه، مما يدعو إلى ضرورة تحرك عربي أكثر فاعلية"، مضيفًا أنه "من ناحية مصر لها وضع خاص بالنسبة إلى ليبيا، لاسيما من جهة الوضع الجغرافي".
وأشار إلى أنّه "من الواضح أنّ مصر تلعب دورًا كبيرًا، بما في ذلك الدعم الذي تقدمه بصورة مستمرة للشرعية الليبية، مثل البرلمان الليبي والحكومة برئاسة عبد الثني، وهو دور مقدر ومطلوب تعزيزه عربيًا".
وبيّن أنّ "اجتماع شيوخ القبائل في مصر هو عامل مهم والتعامل مع الواقع الليبي، وضروري أن يستمر".
وفي شأن تقرير اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الأخير، عن الوضع في ليبيا، أكّد القدوة أنّ "التقرير مازال موضع الدراسة، ولا يمكن الاستغناء عن دور الأمم المتحدة في الوضع الليبي".
ولفت ناصر القدوة إلى أنّ "أي تحرك لإيجاد حل سياسي مرحب به ومنه تحرك الجزائر، ولكن لم تتحول الأفكار الجزائرية إلى حقائق"، مؤكدًا أنَّ "أيّ تحرك سياسي يستهدف الحوار الوطني مرحب به".
وعن مساندة بعض الدول العربية للجماعات المسلحة، أضاف القدوة "لقد قمت بزيارة بعض الدول العربية، بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ولا أستطيع نفي انغماس بعض الدول العربية، بطرق مختلفة في الشأن الليبي، قد يكون بحسن نية لمساعدة الليبين، ولكن تحول الأمر إلى مساعدة أطراف معينة ضد أطراف أخرى، وأصبح مشكلة، ويحتاج إلى حل، مما يتطلب ضرورة التعامل عربيًا مع هذا الأشكال جماعيًا، والتعامل معه بصراحة كبيرة"، محملا المسؤلية في المقام الأول والأخير على عاتق الليبيّين.
ونفى القدوة خروج السودان من مجموعة دول الجوار، مبيّنًا أنَّ "هذا الكلام غير دقيق، وهناك اجتماع لوزراء دول الجوار قريبًا في العاصمة السودانية الخرطوم".
وفي شأن الاجتماع مع القيادات المسلحة الليبية، أردف القدوة "نحن على استعداد للقاء بكل الأطراف الليبية، واتبعنا سياسة الأبواب المفتوحة، وحاولنا التواصل والاجتماع مع أي طرف في أي مكان، ولا يوجد أي مانع لزيارة طبرق، واجتمعنا معهم وتبادلنا المواقف في شأن الحلول السياسية، ومن المهم اجتماع القبائل وتواصلها باعتبارها حقيقة اجتماعية".
ومن جانبه، عرض الوزير سامح شكري، بصورة مفصلة، أثناء اللقاء، الاتصالات والجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، بالتعاون مع الحكومة الليبية الشرعية، منوهًا بالزيارة الهامة التي قام بها رئيس وزراء ليبيا، أخيرًا للقاهرة، ودعم توجهاتها في بناء مؤسسات الدولة، وبناء قدراتها، تحقيقًاً لتطلعات الشعب الليبي.
وتناول الوزير شكري مضمون ما دار في لقائه الأخير مع مجموعة من شيوخ وعواقل القبائل الليبية، في شأن سبل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وتم الاتفاق أثناء اللقاء على مواصلة الاتصالات والمشاورات القائمة في الشأن الليبي.
أرسل تعليقك