غزة – محمد حبيب
شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مدينة رفح أسفرت عن استشهاد 3 مواطنين بينهم طفلان وإصابة آخرين.وفي اليوم التاسع والعشرين من العدوان المتواصل على غزة ارتفعت حصيلة شهداء اليوم إلى 53 شهيدًا ما بين قصف وانتشال، وانتشلت الطواقم الطبية 32 شهيدًا من تحت الركام من مناطق مختلفة في القطاع، واستشهد 20 آخرون في قصف استهدف مناطق في القطاع ،وارتفعت حصيلة شهداء العدوان المستمر على قطاع غزة إلى 1870 شهيدًا و9470 جريحًا.
وأفاد شهود عيان أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا يعود لعائلة عويضة في حي البرازيل في رفح، أسفرت عن استشهاد محمد أمجد عويضة 12 عامًا وأمل أمجد عويضة 5 أعوام، وإصابة عدد آخر كانوا يلهون فوق سطح منزلهم.
وقصفت الطائرات بغارة جوية منزل عائلة ضهير شرق رفح أسفرت عن استشهاد كرم محروس ظهير 24 عامًا، وهي ممرضة من أفراد الطواقم الطبية في المستشفى الكويتي وأصيب 11 آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم شرق رفح.
وأفاد شهود عيان أن غارة جوية استهدفت مبنى بلدية الشوكة في المنطقة الشرقية أدت إلى اشتعال النيران فيه، واستهدفت الغارة الثانية الشارع العام في منطقة شارع جورج شرق رفح.
إلى ذلك تمكن مواطنون في قطاع غزة من الوصول إلى معبر رفح البري للسفر رغم صعوبة الأوضاع الأمنية، لكنهم لم يجدوا أحدًا ليختم جوازاتهم في الجانب الفلسطيني وما زالوا عالقين في المعبر.
وقالت المصادر الأمنية إن نحو 120 مواطنًا عالقًا لجأوا إلى منطقة البوابة المصرية في معبر رفح في الجانب الفلسطيني للاحتماء بها من القصف الإسرائيلي الذي وصل في محيط المعبر الفلسطيني ومنع وصول إدارة المعبر لختم الجوازات.
أطفال ونساء حوامل ومسنون وشباب على البوابة المصرية بلا مأكل أو مشرب ناشدوا السفير الفلسطيني في مصر بالمساعدة في سفرهم وعدم المبيت في المعبر لسوء الأوضاع الأمنية.
المواطن عاهد نظمي قال" نحن من الساعة السابعة صباحًا جئنا وخاطرنا بأنفسنا من أجل السفر لكن حتى اللحظة لم نغادر بسبب عدم وجود موظفين داخل المعبر الفلسطيني".
ويضيف "جئنا إلى المعبر بناء على تصريحات السفير الفلسطيني في مصر لكن لم نجد موظفين والوضع في المعبر صعب، القصف المدفعي متواصل في محيط المعبر، ونحن معنا أطفال ونساء حوامل ومسنون وشباب ولا يوجد مأكل ولا مشرب معنا".
وناشد السفير الفلسطيني في مصر بالتدخل العاجل إخراج العالقين في الجانب الفلسطيني قبل أن يحل المساء.ووصف نظمي أوضاع العالقين بالصعبة في ظل حالة الخوف التي يشعرون بها نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي.
من جهتها قالت وزارة الداخلية في غزة إن معبر رفح البري بات في حكم المغلق بسبب تعرضه لإطلاق نار متواصل من جيش الاحتلال الإسرائيلي وسقوط القذائف عليه منذ ثلاثة أيام.
وأكد المتحدث باسم الداخلية إياد البزم أن الوزارة تواصلت مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل توفير الحماية لمنطقة معبر رفح حتى يتسنى للطواقم ممارسة عملها واستمرار عمل المعبر وحفاظًا على حياة المسافرين، ولكن دون جدوى.
وجددت الداخلية على لسان المتحدث باسمها مطالبتها للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياته والقيام بدوره وواجباته بتوفير الحماية للمعبر وطريق الوصول إليه بأقصى سرعة، لأن استمرار إغلاقه يزيد من حجم الكارثة في قطاع غزة.
وناشدت الوزارة العالم بالتدخل الفوري لوقف استهداف المعبر، وناشدت أبناء الشعب الفلسطيني بعدم التوجه لمعبر رفح حفاظًا على حياتهم حتى يتم توفير الحماية اللازمة.
وفي وقت سابق خرقت قوّات الاحتلال الإسرائيلي التهدئة الإنسانية التي أعلنت عنها، صباح الاثنين وأكّدت المصادر الطبية الفلسطينية وصول أكثر من 30 إصابة، نصفهم من الأطفال، في حالات خطرة، في استهداف طائرات حربية إسرائيلية لمنزل يعود لعائلة بكري، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.واستشهد صباح الاثنين 13 مواطنًا في سلسلة غارات، فيما رجّحت المصادر احتمال استشهاد عدد من المصابين، جراء خطورة حالاتهم.وجاء القصف بعد دقائق قليلة من إعلان الاحتلال عن بدء سريان ما تزعم به "تهدئة إنسانية" في قطاع غزة لمدة 7 ساعات.
ومن جهته، علّق المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري على التهدئة قائلاً "هي من طرف واحد، وتهدف لصرف الأنظار عن المجازر المرتكبة في حق سكان القطاع، وندعو شعبنا إلى الحذر".وأسفر قصف من طائرة استطلاع في تل السلطان عن استشهاد المواطن أشرف مشعل، فيما دمّرت طائرات الاحتلال مسجد الرباط في حي الزيتون.واستهدفت قوّات الاحتلال أحد عمال البلدية المختص بتوصيل المياه في حي تل السلطان، غرب رفح، ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة، فيما استشهد مواطن وأصيب اثنان في قصف على شقة سكنية في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، عن استشهاد قائدها في شمال القطاع دانيال منصور، في قصف استهدف أحد المنازل في جباليا، بعد وقت قصير من استشهاد اثنين نتيجة قصف لمجموعة مواطنين، وهما ضياء الدين محمد المدهون (23 عامًا)، وأحمد بنات (22 عامًا)، في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.وأوضحت "سرايا القدس" أنَّ "الشهيد القائد دانيال كامل منصور (أبو عبد الله)، استشهد في قصف استهدف منزلاً في جباليا شمال القطاع، واستشهد في عملية الاستهداف الشهيد المجاهد عبد الناصر العجوري".ويعدُّ الشهيد القائد دانيال منصور قائد "سرايا القدس" في لواء شمال غزة، وأحد أعضاء المجلس العسكري للسرايا، وقد رحل بعد مشوارٍ جهادي عظيم ومشرف، وعطاء دؤوب لا ينضب، ورحلة طويلة من الجهاد والمقاومة والتضحيات الجسام في معركة الصراع المتواصلة على أرض فلسطين.
وأكّدت "سرايا القدس" أن دماء الشهيد القائد دانيال منصور، ودماء كل الشهداء العظام، ستبقى لعنةً تطارد المحتل في كل زمان ومكان، وناراً تحرق المغتصبين الأوغاد، ونوراً ينير درب المجاهدين نحو النصر والتمكين.
وفي جباليا، استشهد خمسة مواطنين، هم حمادة خليل القاق، أحمد خالد القاق، سليمان محمد معروف، زاهر الأنقح، وعبدالناصر العجوري، فضلاً عن المواطن عز الدين طعيمة، وعدد من الإصابات، جراء قصف استهدف مجموعة من المواطنين في محيط مسجد حيفا، في تل الزعتر، شمال القطاع، واستشهدت الطفلة رغد مسعود، وأصيب 8 من أفراد عائلتها، في قصف شرق رفح.
وأصيب خمسة مواطنين باستهداف منزل لعائلة معمر في مخيم الشابورة في رفح جنوب قطاع غزة، وسبعة في استهداف لمنزل عائلة صيام، غرب خانيونس، ودمرت طائرات الاحتلال منزل لعائلة صلاح قرب مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا، واستهدفت مسجد الإحسان في مخيم النصيرات، وسط القطاع.
وأعلنت المصادر الطبية استشهاد كل من عبد الحي سلامة القريناوي (45 عامًا)، وعيسى جنيد، في مجمع الشفاء الطبي، متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها في قصف سابق.وأعلن الاحتلال عن هدنة إنسانية في كل قطاع غزة، باستثناء منطقة شرق رفح، تبدأ الساعة العاشرة من صباح الاثنين، لغاية الساعة الخامسة مساء.
وأشار منسق حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وغزة إلى أنَّ "وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل سيبدأ الساعة العاشرة صباحًا لغاية الخامسة مساء، باستثناء منطقة شرق رفح التي يتواجد فيها الجيش"، مؤكّدًا أنّه "إذا حدث إطلاق نار سوف يرد الجيش على مصدر النيران خلال الهدنة".
ودعا مردخاي سكان عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة العودة إلى منازلهم، اعتبارًا من الساعة الثامنة من صباح الاثنين، لافتًا إلى أنَّ "منطقة رفح لن يشملها وقف إطلاق النار، نظرًا لتواجد الجيش هناك".
ويشار إلى أنّ الاحتلال سبق له أن خرق التهدئة الجمعة الماضية، بعدما ارتكب مجازرًا بشعة في حق المواطنين الأبرياء في رفح وخانيونس، ما أسفر عن استشهاد قرابة 200 مواطن، في أقل من يومين.
وزعمت القناة العاشرة الإسرائيلية أنّ "الجيش الإسرائيلي سيدمر النفق الأخير في قطاع غزة خلال الساعات المقبلة"، فيما كتبت "يديعوت" أنّ "إسرائيل انتهت كليًا من عملية تدمير الأنفاق المعروفة لها من معلومات استخبارية وميدانية"، لكن الصحيفة أبرزت "احتمال وجود أنفاق أخرى لا تعرف إسرائيل عنها شيء".
واعتبرت فصائل المقاومة، وعلى لسان حركتي "حماس" و"المجاهدين"، التهدئة الإنسانية المعلنة "خدعة"، وحذّرت من "ارتكاب مجازر في حق المدنيين خلالها".
وأكدت القناة أنَّ "إسرائيل تنتظر ردًا مصريًا بشأن الورقة التي سيتم التفاهم مع الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة عليها، لتدرس إمكان إرسال وفد إسرائيلي إلى مصر، بغية التباحث بشأن وقف إطلاق النار".
وفي غضون ذلك قالت مصادر فلسطينية إن اتصالات مكثفة أجرتها مصر في الساعات الأخيرة للتوصل إلى وقف إطلاق نار لمدة 72 ساعة تبدأ خلالها المحادثات بين الوفد الفلسطيني وإسرائيل بوساطة مصرية في القاهرة .وقالت المصادر إن مصر اتصلت بالجانب الإسرائيلي ودعته لارسال وفد إلى القاهرة للبحث في المطالب الفلسطينية، وأكد المصدر أن ردًا إسرائيليا منتظرا الليلة، وطالبت مصر إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام أثناء المحادثات التي ستجري في القاهرة .وتوقع المصدر أن تعلن إسرائيل موافقتها على إرسال وفد إلى القاهرة غدًا.وتوقع نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة أن يسجل وقف لاطلاق النار في الساعات المقبلة .وطالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهدنة إنسانية لمدة 72 ساعة في غزة .وأعلن الجيش الاسرائيلي مساء اليوم الاثنين انتهءه من عملية تدمير الأنفاق على الحدود مع غزة
وكان وزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون، أكد أن "عملية تدمير الأنفاق في قطاع غزة ستنتهي في الساعات المقبلة".ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن يعالون قوله إن"عملية الجرف الصامد لم تنته بعد، وستنتهي بعد التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار مع الإدراك بأنه لا يمكن الاستمرار في إطلاق النار في اتجاهنا".
وتابع وزير الحرب، أثناء جولة قام بها في مدينة عسقلان، جنوب الكيان، "تعكف الجهات الأمنية المختصة حاليًا على توفير الردود الملائمة على التهديدات الناجمة عن الأنفاق وعن الهجمات الصاروخية الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة".
وفي وقت سابق قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو إن "المعركة في غزة مستمرة وستنتهي فقط بعد استعادة الهدوء والأمان لسكان المستوطنات لفترة طويلة".جاء ذلك في بيان لمكتب نتنياهو، في ختام مناقشات أمنية، أجراها اليوم الاثنين، في مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية لجيش الاحتلال القريبة من قطاع غزة.وبحسب البيان فقد جرت المناقشات بمشاركة يعالون ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش بيني غانتس وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية سامي ترجمان.
ووفق البيان نفسه قال رئيس حكومة الاحتلال إن المعركة في غزة "مستمرة ونحن على وشك إنهاء تدمير الأنفاق ولكن هذه العملية سستنتهي فقط بعد استعادة الهدوء والأمان للمواطنين لفترة طويلة".
أرسل تعليقك