القاهرة – أكرم علي
دانت جامعة الدول العربية الممارسات والإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة لتهويـد مدينة القـدس الشريف بالتزامن مع عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، واصفةً إياها بـ"الخطيرة".
وأوضح بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الأمانة العامة للجامعة، أن تنفيذ هذا المخطط الممنهج يجري تحت ستار العدوان على قطاع غزة الذي استخدمت فيه آلة الحرب الإسرائيلية أقصى درجات الترويع والتدمير عبر العدوان على الممتلكات والبنية التحتية للقطاع وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، في جريمة يندى لها جبين العالم المتحضر الذي تؤكد جميع منظماته وحكوماته ومنظوماتها القانونية على مبدأ حقوق الإنسان وصيانة كرامته وحريته وحقه في العيش بسلام.
وحذر البيان، من مغبة استمرار إسرائيل في غيها، مجددًا تأكيد الجامعة على أن استمرار العدوان على المدينة المقدسة وانتهاك حرماتها، واستمرار العدوان على قطاع غزة سيكون له ثمنه المكلف على الاحتلال وأن استمرار هذا النهج المتغطرس لن يمر بسلام.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت الآن بفرض تقسيم زماني للمسجد الأقصى وحددت ساعات للمسلمين وساعات للمتطرفين اليهود، وتدرس دوائر إسرائيلية رسمية تشريع وفرض هذا التوجه العدواني الخطير ومنها اللجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي التي سبق أن أعلنت عن نيتها طرح ما يسمى بـ (مسودة قرار صلاة اليهود في جبل الهيكل) المزعوم وهي التسمية الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أنه سبق أن حذرت الأمانة العامة من خطورة هذه السياسة مع غيرها من الإجراءات الإسرائيلية مثل حفر الأنفاق في أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك والتي وصلت إلى أساسات المسجد الأقصى ما ينذر بانهياره في أي لحظة إضافة إلى الاستيلاء على مباني مقدسية ملاصقة للمسجد الأقصى المبارك وهي إما أملاك مقدسية أو أوقاف عربية إسلامية بحتة.
وأوضح أن مدينة القدس المحتلة تتعرض لهجوم شرس وواسع وغير مسبوق من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمنظمات الاستيطانية والدينية الإسرائيلية المتطرفة التي تدفع بعثات المتطرفين العنصريين إلى مهاجمة يومية للمسجد الأقصى المبارك بقيادة العديد من الحاخامات ورجال الدين المتطرفين الذين يتولون قيادة الآلاف والمئات من هذه العناصر للقيام باقتحاماتهم العدوانية المشبوهة بحماية مباشرة من قوات جيش وأجهزة الاحتلال في الوقت الذي تمنع فيه المواطنين الفلسطينيين من أداء الصلاة فيه إضافة إلى الاعتداءات المتكررة وحملة الاعتقالات اليومية التي تشنها ضد الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين على وجه الخصوص فضلًا عن المصادمات والمواجهات التي باتت في حالة مستمرة داخل جميع أحياء القدس بلا استثناء.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تسيطر بشكل كامل على مداخل المسجد الأقصى المبارك وحماية مجموعات كبيرة من المستوطنين ورجال الدين المتعصبين علاوة على قيام مجموعات من الجيش الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، والتعرض القاسي للمصلين المسلمين.
ولفت إلى أنه في إطار السياسة الإسرائيلية الرامية لإفراغ المدينة المحتلة من أهلها وتقليص الوجود العربي الفلسطيني إلى أقل نسبة ممكنة، صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حملتها المحمومة التي بدأتها منذ اللحظة الأولى لاحتلال القدس عام 1967 وفقد ما يقارب من 20 ألف مقدسي حق الإقامة عبر سحب هوياتهم التي لن يستطيعوا بفقدانها من الإقامة في مدينتهم، وتكفي الإشارة إلى أنه تم إلغاء حق الإقامة لأكثر من (4577) مقدسي في العام 2012 فقط وهو مؤشر خطير وقابل للزيادة وينذر بكارثة إخلاء المدينة قسرًا من أصحابها الشرعيين، في حين تتوالى إخطارات هدم المنازل المقدسية، وتتصاعد إصدارات حكومة الاحتلال ببناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية في المدينة المقدسية بشكل خطير ينسف مجمل عملية السلام ومحاولات المجتمع الدولي لإحيائها ويهدد مستقبل المنطقة برمتها، وفي مقابل ذلك تحرم المقدسيين من أبسط حقوقهم عبر منع إصدار تراخيص البناء في مدينتهم.
و أوضح أن مشهد قيام نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن بأداء طقوس دينية على قبة الصخرة المشرفة هو خير دليل على مستوى الصلف الذي وصل إليه المسؤولون الإسرائيليون واستهتارهم بمشاعر المسلمين وضربهم بعرض الحائط كل مقررات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة ينطبق عليها ما ينطبق على أي أرض محتلة أخرى.
أرسل تعليقك