معارضون مسلحون في قرية قرناز قرب حماة
معارضون مسلحون في قرية قرناز قرب حماة
دمشق ـ جورج الشامي
في تطور ميداني لافت ، قصف الجيش السوري الحر ، مساء الإثنين، مطار دمشق الدولي واشتبك مع كتيبة الدفاع الجوي، في الوقت الذي سقط فيه 63 قتيلاً معظمهم في العاصمة وريفها وحلب وإدلب، جراء المعارك الدائرة بين الجيش الحر وجماعات المقاومة المسلحة من جهة، والجيش الحكومي من جهة أخرى، كما بث
الناشطون صورًا لعملية إطلاق قذائف من قبل أفراد من كتيبة "أسود الإسلام" على مواقع للقوات الحكومية في حي الميدان في دمشق، فيما نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن الأسد قوله إن الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض ونتائج مهمة ستظهر قريبا، واصفا إنشاء ما سمي بالجيش الشعبي بانه سيحقق أهداف النظام ويفتح رسميا آفاق الحرب الأهلية على مصراعيها ويزيد من فرص تأييدها، في وقت اكد الرئيس الاميركي باراك أوباما إنه يعمل على تقييم ما إذا كان التدخل العسكري في سورية سيحدث فرقاً في حل الوضع السوري المتأزم منذ 22 شهراً أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور، في مقابل ما قالت المعارضة السورية المجتمعة في باريس الاثنين أنها ملت من الوعود وتريد الدعم الملموس.
فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "معارك عنيفة تجري بين القوات الحكومية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في حي القدم في دمشق، ترافقت مع قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في الحي، الذي دوت فيه أصوات انفجارات، وأن اشتباكات عنيفة أيضًا وقعت في يلدا جنوب العاصمة، وقتل 10 مسلحين في الحسكة، في حين استمرت الاشتباكات المتفرقة بين القوات الحكومية وقوى المعارضة في أنحاء عدة من البلاد الإثنين، أسفرت عن مقتل 63 شخصًا معظمهم في دمشق وريفها ومدينة حمص بينهم 11 من أفراد الجيش الحر، وفي دير الزور سمع دوي انفجار في حي الحويقة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة قرب فرع الأمن السياسي، وفي زملكا في ريف دمشق قصفت القوات الحكومية المدينة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، كما تجدد القصف العشوائي بقذائف الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، في وقت قصفت الطائرات مدن وأحياء الغوطة الشرقية وحلقت في سماء القلمون، فيما تمكن الجيش الحر من السيطرة على اللواء 22 بالكامل (فوج الإشارة) الذي يقع بالقرب من مطار دمشق الدولي في منطقة العيبة، ، وشهدت مدينة داريا هجوما وصف بالأعنف منذ اثنين وسعبين يومًا ، في الوقت الذي بات فيه الجيش الحر على وشك السيطرة بالكامل على بلدة اليعقوبية التي انسحب منها الجيش الحكومي بعد معارك طاحنة بين الطرفين".
سياسيا"، وجهت وزارة الخارجية السورية، رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، حول "الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لتنفيذ البرنامج السياسي الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد في خطابه في كانون الثاني/يناير الجاري، فاشارت الى أنّ الوزارة ، وتنفيذًا للبرنامج السياسي، أصدرت دعوة إلى جميع المواطنين السوريين الذين غادروا سورية بسبب الأحداث، بالعودة إليها وتقديم الجهات المعنية جميع التسهيلات اللازمة لهم، كما أصدرت تعليمات تسمح لجميع القوى السورية المعارضة خارج البلاد التي ترغب بالمشاركة في الحوار الوطني بالدخول إلى سورية، مضيفة أنّ "وزارة العدل اتخذت اجراءات بشأن قيام المحاكم بالإسراع في البت في الدعاوي المنظورة أمامها بسبب الأحداث الراهنة، والإفراج عمن لم تثبت إدانته كما ستقوم بوضع آليات لتسوية وضع من يلقي السلاح ويقوم بتسليمه للجهات المعنية المختصة وعدم ملاحقته تبعًا لذلك، وأنّ مجلس القضاء الاعلى اتخذ الأحد قرارًا يتضمن وقف العمل بكل الملاحقات القضائية حال وجودها بحق أي من القوى والشخصيات السياسية المعارضة المشاركة في الحوار الوطني".
صحيفة الأخبار اللبنانية نقلت عن الأسد قوله أن الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض وان نتائج مهمة ستظهر قريبا، ونقلت الصحيفة عن زوار التقوا الرئيس السوري ان "الولايات المتحدة الأميركية ليست جاهزة للحلّ في الوقت الحاضر"، وأن "روسيا ستبقى داعمة فهي تدافع عن نفسها، لا عن نظام في سورية"، مشدداً على أنه "لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف". وراى الاسد ان "العاصمة دمشق في حال أفضل، والنقاط الإستراتيجية فيها ـــ وبرغم كل المحاولات التي قام بها المسلحون ـــ بقيت آمنة، ولا سيّما طريق المطار"، لافتا الى أنّ خطوة "إغلاق الحدود التركية في وجه تهريب السلاح والمسلحين، يمكن أن تحسم الأمور خلال أسبوعين ".
من جهته أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ان النظام السوري يعطي مثالا جديدا عن سعيه المستمر إلى تأجيج الحرب الأهلية بين السوريين، وإن إنشاء ما سمي الجيش الشعبي من شأنه أن يحقق أهداف النظام ويفتح رسميا آفاق هذه الحرب على مصراعيها طالبا من الدروز العرب عدم المشاركة بالجيش الشعبي والانضمام إلى الثورة فقط.
دولياً قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إنه يعمل على تقييم ما إذا كان التدخل العسكري في سورية سيحدث فرقاً في حل الوضع السوري المتأزم منذ 22 شهراً أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور. وجاءت تصريحات أوباما في مقابلتين صحافيتين الاولى لمجلة "ذا نيو ريبابلك"، والثانية مع تلفزيون "سي بي أس".
وتأتي تصريحات الرئيس الاميركي في الوقت الذي قال فيه زعماء العالم المجتمعون في دافوس بسويسرا، إنهم يتمنون لو كانت الولايات المتحدة أكثر مشاركة في قضايا جغرافية سياسية، مثل الصراعين في سورية ومالي.
وفي باريس، دعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي إلى تقديم دعم "ملموس" له سياسيا وماليا، جاء ذلك خلال اللقاء الدولي للمعارضة في العاصمة الفرنسية في اطار مؤتمر أصدقاء سورية. وقال نائب رئيس الائتلاف رياض سيف في افتتاح الاجتماع الاثنين أن "الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة مشددا على انه لم يعد يريد وعودا لا تحترم.
من جانبه قال مضيف المؤتمر وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس "امام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات الإسلامية مرشحة إلى توسيع سيطرتها على الأرض أن لم نتحرك وينبغي إلا نسمح أن تتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديموقراطية إلى مواجهات بين ميليشيات". وأضاف "على هذا المؤتمر أن يصدر إشارة، ولديه هدف ملموس يقضي بتزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك".
واستضافت كل من باريس وجنيف مؤتمرين لأطياف المعارضة السورية، حيث يعقد المؤتمر الأول في جنيف تحت مسمى "المؤتمر الدولي السوري من أجل سورية ديمقراطية ودولة مدنية"، بمشاركة نحو 35 حزبا وهيئة معارضة، ويستمر لمدة يومين.
أرسل تعليقك