الجوف (صنعاء) - عبد العزيز المعرس
يواصل أتباع الحركة الشيعيَّة "الحوثيّون" تظاهراتهم التصعيديَّة ضد الحكومة وضد قرار رفع أسعار الوقود، لليوم الثالث على التوالي، وذلك في الوقت التي لا تزال المعارك مستمرّة مع قبليِّين في الجوف أقصى شمال اليمن، وسط مغادرة عدد من عائلات صنعاء للمدينة بعد محاصرة الحوثيين لها.
وتظاهر الآلاف من أنصار الحوثيين في صنعاء وجابوا عددًا من الشوارع رافضين قرار رفع أسعار المشتقات النفطية ومطالبين بإقالة حكومة باسندوة ورفض الوصايا الدولية على اليمن حسب الهتافات التي يرددونها خلال تلك التظاهرات.
ويواصل أتباع الحوثيين تظاهراتهم لليوم الثالث على التوالي وسط حالة من الاستنفار الأمني لدى قوات الأمن اليمني بتوجيهات من رئيس البلاد بعد أن بدأ الحوثيون بحفر عدد من المتاريس والخنادق وإقامة نقاط تفتيش على المدخل الغربي للعاصمة صنعاء ونصب عدد من الخيام ونشر المئات من المسلحين على تخوم صنعاء .
ويتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي جماعة الحوثيين بالعمل على تقويض العملية السياسية في البلاد وكذلك قيامهم بأعمال تخلّ بأمن واستقرار بلاده والتنصل من مخرجات الحوار الوطني التي شارك فيه الحوثيون.
من جهة أخرى دعت الخارجية البريطانية وبلدان غربية رعاياها إلى مغادرة اليمن بصورة فورية، كما بدأت مئات العائلات اليمنية مغادرة صنعاء إلى مدن ومحافظات أخرى خشية تحول العاصمة إلى ساحة مواجهات مع تواصل زحف المسلحين الحوثيين الذين طوقوا مداخل صنعاء من جميع الاتجاهات حيث لا يزال المسلحون يتوافدون إلى صنعاء مع اقتراب المهلة الزمنية التي تنتهي يوم الجمعة المقبلة التي حددها زعيم الحوثيين، للقيام بإجراءات مزعجة في إشارة إلى استخدام السلاح، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
ومع دخول العاصمة صنعاء حيز التوتر تشهد محافظة الجوف شمال البلاد معارك دامية بين الحوثيين والإخوان لا تزال مستمرة وبشكل يوميّ مع نزوح جماعي للسكان إلى مناطق مختلفة هربًا من القتال، حيث قتل يوم الأربعاء 4 مسلحين وجرح 5 آخرين خلال إاشتباكات في منطقة الأملاح في مديرية مجزر التابعة لمحافظة الجوف حيث يحاول الحوثيون فرض سيطرتهم على تلك البلدة وسط قتال عنيف بين الطرفين.
وأكد مسؤول محليّ في تصريح لـ "العرب اليوم" أن اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء الصراع تواصل جهودها لإقناع طرفي النزاع بإيقاف الحرب لكن كل المساعي فشلت رغم وجودها في الجوف منذ الأسبوع الماضي حتى اليوم، مشيرًا إلى اللجنة لا تزال تبذل جهودًا كبيرة لإيقاف الحرب المذهبية، على حد قوله.
أرسل تعليقك