يسعى الاحتلال الإسرائيلي بشقيه السياسي والعسكري للخروج سريعًا من قطاع غزة وعدم إبقاء جيشه هناك تحت ضربات رجال المقاومة الفلسطينية التي كبدته خسائر دفعت أحد ضباطه للتصريح لبعض وسائل الإعلام الإسرائيليّة بأن المقاومة وعلى رأسها حركة "حماس" لن ترفع الراية البيضاء.
وأوصت وزارة الخارجية الإسرائيليّة على وقع الصدمة التي تسببت بها قوة المقاومة لإسرائيل بمستوييها السياسي والعسكري، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمبادرة إلى بلورة قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي يقضي بسحب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية ، الأربعاء، عن موظف رفيع المستوى في وزارة خارجية الاحتلال، تأكيده أنّ الوزارة تعتقد أن خطوة كهذه من شأنها أن تمنح الحد الأدنى من الشرعية الدولية لحركة "حماس"، وتسمح في الوقت نفسه بدفع مصالح إسرائيلية مثل نزع سلاح قطاع غزة وإعادة حضور السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وأوضحت الصحيفة، أن مدير عام وزارة الخارجية نيسيم بن شيطريت، سلم مستشار نتنياهو للأمن القومي يوسي كوهين، الأسبوع الماضي، وثيقة تضمنت "خطة انسحاب سياسي" من الحرب على غزة، بلورها طاقم في وزارة الخارجية الإسرائيلية ضم مندوبين عن دوائر عدة في الخارجية الإسرائيلية، وبينها دائرة التخطيط السياسي ودائرة المنظمات الدولية ومركز الأبحاث السياسية، ويعتبر الأخير أحد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وبين الموظف، أنّ الوثيقة وصلت إلى أيدي نتنياهو واطلع عليها، وتقترح الوثيقة "القيام بمبادرة سياسية من أجل إنهاء الحرب على غزة بصورة مشابهة للطريقة التي انتهت فيها حرب لبنان الثانية، في العام 2006، عندما صدر عن مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701، الذي دعا إلى نزع السلاح في جنوب لبنان وأن الجيش اللبناني هو القوة العسكرية القانونية الوحيدة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني"، واعتبرت إسرائيل أن القرار عزز بشكل كبير قوة مفتشي الأمم المتحدة "يونيفيل".
وتقترح الخارجية الإسرائيلية، طريقين من أجل دفع قرار كهذا في الأمم المتحدة بشأن غزة، الطريقة الأولى تقضي بالتوصل إلى اتفاق مع دول عدة لديها مصالح مشتركة مثل مصر والولايات المتحدة والدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، وإحضار هذا الاتفاق إلى مجلس الأمن الدولي للمصادقة عليه، بصورة مشابهة لبلورة اتفاق نزع سورية من السلاح الكيميائي، وتقضي الطريقة الثانية، إلى بلورة قرار يصدر عن مجلس الأمن من دون اتفاق مسبق وبمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول "صديقة" لإسرائيل.
وأفاد الموظف، بأن الخارجية الإسرائيلية، تعتقد أنه في حال بادرت إسرائيل إلى خطوة كهذه وعملت بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية، فإنه سيكون بإمكانها دفع مجموعة من المصالح السياسية الإسرائيلية إلى إقامة نظام دولي لنزع سلاح فصائل المقاومة في غزة ومراقبة دخول مواد بناء وأموال وأسلحة إلى القطاع، والأمر الثاني هو إعادة حضور السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المعابر الحدودية للقطاع، والأمر الثالث الذي تعتبر وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه سيتم تحقيقه بقرار كهذا هو تعزيز إسرائيل لحلفها مع مصر.
وأشارت الصحيفة إلى، أن قضية دفع قرار في مجلس الأمن الدولي كجزء من إنهاء الحرب على غزة طرحه عدد من الوزراء خلال مداولات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، وبين هؤلاء الوزراء وزير القضاء تسيبي ليفني، ووزير الاتصالات غلعاد أردان، لافتة إلى أن وزير الحرب موشيه يعلون يدرس اقتراح وزارة الخارجية كأحد السبل لإنهاء الحرب.
ووفقا للصحيفة، فإن يعلون يعتبر أنه في حال فشل التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة مصرية، فإنه ينبغي دفع قرارات في مجلس الأمن الدولي بحيث تقودها الولايات المتحدة.
وجاءت التوصية الإسرائيلية بالبحث عن انسحاب لجيش الاحتلال من قطاع غزة على وقع تعالي الأصوات العسكرية الإسرائيلية المطالبة بعدم إبقاء جيش الاحتلال تحت ضربات المقاومة في غزة.
وحذر ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، من استمرار حالة الضبابية والجمود التي يمر بها الجيش حالياً وطالب المستوى السياسي باتخاذ القرار إما بتوسيع العملية العسكرية أو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سريعًا.
وحذر الضابط في تصريحات نقلتها القناة "العاشرة" في التلفزيون الإسرائيلي، من الاستجابة لعواطف الجمهور مؤكدًا "الحديث يدور عن حرب حقيقية وليس تمثيلية أو برنامج ترفيهي"، متابعًا "إننا لن نرى حماس ومن معها يرفعون الرايات البيضاء ولن نخرج بصورة الانتصار".
ووصف الضابط مقاتلي "حماس" بالجريئين والشجعان، موضحًا أنه "لديهم القدرة على الاستمرار في القتال"، مبينًا أنه "لا يمكننا القضاء على جميع الأنفاق والصواريخ، لكننا حققنا انجازات تساعدنا في الوصول لاتفاق وهدوء كما حدث بعد حرب لبنان الثانية وهدنة لفترة طويلة".
كما حذر قائد المنطقة الوسطى السابق في جيش الاحتلال ورئيس حزب "العمل" السابق عيمرام متسناع ، من إعادة احتلال قطاع غزة.
أرسل تعليقك