أحدث الصراع الدائر في جمهورية ليبيا بين الحكومة والمجموعات المسلحة مخاوف غير معلنة لحكومات دول الجوار، مما قاد تلك الدول إلى التفكير في إيجاد وسيلة ناجحة تجنبها انعكاساتها السالبة.
وتبنت الحكومة السودانية خطة محورية إقليمية "من دول الجوار الليبي" لحل الأزمة هناك توافقت عليها الحكومتان في الخرطوم وطرابلس إبان زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني للخرطوم في الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتهدف المبادرة إلى تكثيف الحوار السياسي بين طرفي النزاع في ليبيا للوصول إلى توافق سياسي ينهي الأزمة ويحقق الأمن والاستقرار في ليبيا وحدودها مع دول الجوار نفسها.
وبحث رئيس الوزراء الليبي الاهتمامات المشتركة بين البلدين، واتفق مع الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة تعزيز التعاون المشترك وتنفيذ الاتفاقات العسكرية.
وأبدى الرئيس السوداني البشير مسبقًا استعداد بلاده للتوسط وتقديم كل ما يلزم لتحقيق المصالحة في ليبيا.مؤكدًا استعداد الخرطوم لتقديم كل ما من شأنه أن يحقق المصالحة الوطنية ودفع مسيرة التنمية في ليبيا.
وحث رئيس الوزراء الليبي على أهمية جمع الفرقاء الليبيين وتوحيد كلمتهم تجاه حل سياسي شامل تتوافق عليه كل الأطراف، ويؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار.
وبدأ وزير الخارجية السوداني علي كرتي الاثنين الماضي زيارة رسمية إلى العاصمة الليبية طرابلس بتكليف من الرئيس البشير لتأكيد دعم السودان للمصالحة وتسوية الخلافات الليبية بالطرق السلمية.
وعقد وزير الخارجية السوداني فور وصوله جلسة مباحثات مع رئيس مجلس النواب الليبي، وركزت المباحثات على دعم السودان للحوار الوطني وتحقيق المصالحة في ليبيا.
وأكد دعم السودان للحوار الوطني من أجل الوصول إلى سلام في ليبيا، مشيرًا إلى أنه لمس خلال لقاءاته بالمسؤولين الليبيين توجهًا نحو الحوار والصلح وتسوية الخلافات بالطرق السلمية.
وأكملت الحكومة لانعقاد اجتماع دول الجوار الليبي في الرابع من الشهر المقبل لوضع مبادرة البشير موضع التنفيذ، وأكد كرتي إن كل الأطراف الليبية وافقت على مبادرة المصالحة التي طرحها الرئيس، مشيرًا إلى أنه لمسَ خلال زيارته ولقاءاته بالأطراف المختلفة في العاصمة طرابلس ومدينة طبرق رغبتها في الحوار.
وذكر أن اجتماع الخرطوم المرتقب سيعرض خلاله السودان ما بذله من جهود لإجلاس الأطراف الليبية إلى طاولة الحوار، مشيرًا إلى أنّ هذه الجهود تُصب في إطار مبادرات دول الجوار الليبي، مشددًا على إنه دعا الأطراف الليبية المختلفة إلى التأكيد على ضرورة وقف الحرب والاتجاه للسلم وحقن الدماء.
وأكد أن الجميع في ليبيا انتهوا إلى أنّ الحوار هو الطريق الصحيح، ولا توجد أية اشتراطات تُوضع في طريقه، واعتبر كلاتي أن الحوار هو الذي يحل الإشكالات التي تبدو في شكل اشتراطات بين الأطراف المختلفة، مبينًا أنّ دول جوار ليبيا اتفقت على أن تعقد جلستها الدورية المقبلة في الخرطوم.
وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير يوسف الكردفاني، أن زيارة كرتي لطرابلس تهدف إلى تهيئة أجواء مناسبة لحوار وطني ليبي والتفاوض بما يدعم الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية سلمية للخلافات في ليبيا.
أرسل تعليقك