عناصر من الجيش الحر
دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت المعارضة السورية، الجمعة، إصابة عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق الدولي، على خلفية سقوط طائرة شحن إيرانية محملة بالأسلحة أصابتها نيران الجيش الحر "المعارض"، في حين أكد رئيس الحكومة الموقتة، غسان هيتو، أن "الحر هو الذي سيختار وزير الدفاع في الحكومة الجاري
تشكيلها، لإدارة المناطق المحررة من سيطرة السلطات في دمشق، تزامنًا مع رفض روسيا أي محاولة من جانب المعارضة للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، كما حدث في الجامعة العربية، فيما دَعت المعارضة السورية لتظاهرة الجمعة، أطلقوا عليها إسم "وبشّر الصابرين" في إشارة لما يعانيه الشعب السوري.
وقال ناشطون سوريون، "إن المعارضة تمكنت، الجمعة، من السيطرة على بلدة داعل في محافظة درعا، بعد تدمير حواجز القوات الحكومية الثلاثة عند مداخل البلدة وفي محيطها، وبذلك تكون البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا، خارجة عن سيطرة الحكومة السورية بشكل كامل، وأسفرت الاشتباكات والقصف خلال الـ24 ساعة الماضية عن مقتل 26 مواطنًا، بينهم 9 مدنيين، منهم طفلة وسيدتان، و16 مقاتلاً وإعلامي في كتيبة مقاتلة، كما أصيب العشرات بجراح، بينهم 28 مقاتلاً من المعارضة، وقتل خلال هذه الاشتباكات ما لايقل عن 12 من عناصر القوات الحكومية، ومسلح موالي لها، وإصابة العشرات منهم بجراح".
ودعت المعارضة عبر صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، إلى التظاهر، الجمعة، حيث كتبت "أي شعب قد صبر كصبر شعبنا "؟ "شعب أبيٌّ قَدّم حوالي 100 ألف شهيدٍ، ومئات ألوف الجرحى والنازحين، ثمنًا للحرية التي لا يرضى لها بديلاً, ولايزال صامدًا مصابرًا, مئات الألوف من المعتقلين يقاسون أشدّ أنواع العذاب, ولا يزالوا صابرين, أمهاتٍ تزفّ أبناءها للشهادة فداء الوطن دونما جزع, وآباء يفقدون في لحظاتٍ كل ما تَعبوا لأجله سنوات وسنوات, ولا يزالوا صابرين, وابتساماتهم تقول: سنبقى هنا, فهل بعد هذا من صبر؟، لعمري إنّ الصبر ليطأطئ رأسه أمام صمود شعبنا وثباته, وقريبًا سينال هذا الشعب العظيم عاقبة صبره، نصرًا وحريةً وفرحة, ألم يقل رَبنا جلّ وعلا، وبشّر الصابرين، فبشرى لكم يا أبطال, فليس بعد الصبر إلا الفرج، ستكون جمعتنا بشرى للصابرين وفرحة للثائرين" .
وأعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الثوري في دمشق، النقيب علاء الباشا، إصابة عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق الدولي، على خلفية سقوط طائرة شحن إيرانية كانت محملة بالأسلحة أصابتها نيران الجيش الحر، في حين بث ناشطون شريطًا قالوا إنه يظهر قصف الحر لطائرة شحن إيرانية قبل هبوطها في المطار، مما تسبب في حرائق كبيرة داخل المطار، وتردد أن الطائرة الإيرانية تحمل شحنة أسلحة لدعم القوات السورية، وتسببت في انفجارات عدة في الجهة الجنوبية من مطار دمشق الدولي أثناء محاولتها الهبوط.
وقال ناشطون سوريون، "إن الطائرة انفجرت عند هبوطها على المدرج، مما تسبب باشتعال طائرات ركاب كانت رابضة في المطار، بسبب تطاير الشظايا وانفجار الذخيرة التي كانت تحملها، وبلغت الحرائق داخل المطار وصالات الاستقبال والمغادرة، حيث أخلي المكان من الموظفين العاملين فيه"، فيما أشارت تقارير مخابراتية غربية، إلى أن إيران تنقل نحو 5 أطنان من الأسلحة إلى سورية، في كل رحلة جوية أسبوعيًا، ويجري إخفاء هذه الأسلحة في بطن الجزء المخصص للشحنات في الطائرات، وتحتوي هذه الشحنات التي تنقلها غالبًا شركتا "إيران إير" و"ماهان إير"، على قطع لمعدات مختلفة مثل طائرات من دون طيار، وصواريخ برـ بحر، وصواريخ بالستية، إضافة إلى أجهزة اتصالات، وأسلحة خفيفة، وأخرى إستراتيجية.
وذكرت شبكةُ "سانا الثورة"، أن الحكومة السورية قامت بتحويل هبوط بعض الطائرات المدنية بعد الانفجار إلى مطار "بلاي"، الواقع في منطقة براغ على طريق السويداء، والذي يبعد نحو 15 كيلومترًا عن مطار دمشق الدولي، ويعرف عن مطار "بلاي" أنه مطار احتياط يستخدم في الحالات الطارئة فقط، وخدماته لا ترتقي إلى مستوى خدمات مطار دمشق الدولي الرئيسي، ورغم المعارك الدائرة على طريقه منذ أشهر، فإن السلطات لم تغلق المطار كاملاً، فالخطوط السورية تستخدمه من وقت لآخر، إلا أن جميع المسؤولين السوريين سافروا عبر مطار بيروت في الآونة الأخيرة، بينما نفت وكالةُ الأنباء السورية الرسمية "سانا"، تحويل هبوط الطائرات إلى مطار "بلاي"، وقالت "إن إدارةَ مطار دمشق الدولي أكدت أن العمل مستمر في المطار بشكل عادي ومنتظم، وأن استقبال الطائرات يتواصل بشكل اعتيادي".
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فكتوريا نولاند، أن "واشنطن تدرس إمكان فرض منطقة حظر جوي في سورية، والخيارات كافة من أجل مساندة التسوية السلمية للنزاع في البلاد، ومدى إمكان تنفيذ هذه الإجراءات، وهل سيكون بإمكانها إنقاذ حياة الناس".
وكشف رئيس الحكومة السورية الموقتة، غسان هيتو، عن أن "الجيش السوري الحر هو الذي سيسمي وزير الدفاع في الحكومة الجاري تشكيلها، لإدارة المناطق المحررة من سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد، وأن دور وزارة الدفاع سيكون جمع الكتائب كافة تحت رايتها، وتسليم وتوزيع السلاح حال وصوله إلى الأراضي السورية، وأن الوزارة المرتقبة ستحجم من وصول المقاتلين غير السوريين الساعين إلى الانضمام إلى الكتائب التي تقاتل القوات الحكومية".
ولفت هيتو في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، إلى أنه "سينتهي من برنامج حكومته خلال أسبوعين، ليعرضه في الأسبوع الثالث على الشعب"، من دون أن يوضح آلية ذلك"، موضحًا أنها "ستكون حكومة تكنوقراط تعتمد على الكفاءات، وتتكون من 10 حقائب وزارية خدمية، لم يتم تسمية أيًا منها حتى الآن، في انتظار ترشيحات القوى والشخصيات الوطنية".
ورفضت روسيا بشدة، أي محاولة من جانب المعارضة السورية للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، كما حدث في الجامعة العربية، حيث اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن قرارات الجامعة العربية الأخيرة، "تُشكل رفضًا للتسوية السلمية في سورية"، مضيفًا "إن الجامعة العربية تخلت عن الأمل في نهاية سلمية للأزمة السورية التي بدأت منذ عامين، وقد استقبلنا نتائج قمة الجامعة العربية في الدوحة بأسف، وأقول ذلك بصراحة، ونرى أن جوهر القرارات التي اتخذت هناك، يتمثل في أن الجامعة رفضت التسوية السلمية في سورية، وأن القرار القاضي بأن الائتلاف هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، بالطبع يفشل الجهود كافة التي تم بذلها حتى الآن، بما في ذلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع جنيف في 30 حزيران/يونيو الماضي، ولا أعتقد أن المعارضة السورية ستحصل على مقعد سورية في الأمم المتحدة، لأن غالبية أعضاء المنظمة أعضاء مسؤولون يقدرون هذه المؤسسة، وأعتقد أنهم يفهمون أنه إذا حدث شئ من هذا النوع، فإنه سيضعف حقًا موقف الأمم المتحدة، فلا يمكن أن تعطي مقعدًا ببساطة لجماعات معارضة لم تمر بعملية ملائمة لاكتساب الشرعية، يجب أن تكون هناك سلطات شرعية".
وبشأن قرار الجامعة بالسماح بتزويد المعارضة السورية بالسلاح، قال لافروف "إنه حتى من دون التطرق إلى مدى تناسبه مع القانون الدولي، يمكن الاستنتاج أنه يهدف إلى تشجيع المجابهة، وتشجيع طرفي النزاع على الاستمرار في الحرب حتى النصر النهائي".
وأكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن "موسكو تتعهد بمقاومة مثل هذه الخطوة المتوقعة من قبل المعارضة السورية، وتتنبأ بفشل أي محاولة من جانب الائتلاف الوطني السوري المعارض، للانضمام إلى المنظمة الدولية".
وأفاد عدد من الدبلوماسيين في مجلس الأمن الدولي، أن الائتلاف الوطني السوري، الذي ينشئ مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن، سيسعى إلى الحصول على مقعد سورية في المنظمة الدولية، حيث قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنسو نجيب غضبيان، الذي يترأس مكاتب الائتلاف في الولايات المتحدة، "إن حصول المعارضة على مقعد سورية في الأمم المتحدة منطقي، وأن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ليست حكومة شرعية، فقد الشرعية التي تؤهله لتمثيل سورية في اليوم الذي بدأ فيه حملته المسلحة ضد الشعب السوري، والتي أسفرت عن موت ودمار وكارثة إنسانية تتطلب اهتمامًا فوريًا من المجتمع الدولي"، في الوقت الذي رأى فيه دبلوماسي غربي، طلب عدم ذكر هويته، أن "المعارضة ربما تسعى إلى الحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، حين يلتقي زعماء العالم في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة"، غير أن دبلوماسيًا عربيًا أوضح أن السعي لهذه الخطوة قد تتم في وقت أقرب كثيرًا.
ووصف عضو الائتلاف السوري، وعضو الوفد السوري في القمة العربية، عبدالباسط سيدا، قرار الجامعة بإعطاء الدول اختياريًا، حق تسليح المعارضة السورية، بـ"التاريخي"، وبأنه يلقي الكرة في ملعب كل دولة، مضيفًا "هناك مباحثات بين قادة الإئتلاف والقادة العرب في هذا الملف، وحصلنا على وعود من بعض القادة، وإن دولاً عربية أعربت عن استعدادها لتسليم السفارات السورية إلى الائتلاف، أسوة بما فعلت دولة قطر، وأن ثمة تحركًا إيجابًا من الدول العربية تجاه ملف السفارات"، غير أنه رفض الكشف عن هذه الدول، "حتى تنهي إجراءاتها الرسمية، مشددًا على "أهمية هذه الخطوة، والتي تساهم في عزلة حكومة بشار الأسد دوليًا".
أرسل تعليقك