أحد عناصر الجيش الحر
دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت المعارضة السورية، ارتفاع حصيلة قتلى الخميس إلى 105 أشخاص، معظمهم في دمشق وريفها، في حين انفجرت 3 قنابل صوتية بالقرب من القصر الجمهوري في العاصمة، وبدأت الحكومة السورية في حفر خندق حول مطار دمشق الدولي لمنع زحف الجيش الحر في اتجاهه، وسط دعوات للتظاهر في جمعة
"المجتمع الدولي شريك الأسد في مجازره" .
وحذرت واشنطن، طهران وموسكو من الاستمرار في دعم الرئيس بشار الأسد، وذلك بالتزامن مع تقديم المبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي، خطة من ستة عناصر إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية، في الوقت الذي ينعقد فيه اجتماع بين مسؤولين روس وأميركيين بحضور رئيس الإئتلاف السوري المعارض السبت لبحث الأزمة.
ميدانيًا، وثّقت لجان التنسيق المحلية، 105 قتلى في سورية، الخميس، منهم 58 في دمشق وريفها، بينهم أربعة أطفال وثلاث سيدات، وثلاثة قتلى تحت التعذيب، 13 في إدلب، 12 في حلب، 12 في حمص، 4 في درعا ، 3 في دير الزور، وقتيلين في كل من القنيطرة، حماه، والحسكة، كما سجلت اللجان 337 نقطة قصف في سورية، بينهم 15 نقطة تعرضت للقصف بالطيران الحربي والمروحي، وقصفت الطائرات الحكومية نقطتين بالقنابل العنقودية، وسجل القصف بالبراميل المتفجرة على ثمانية نقاط. أما القصف المدفعي فقد جرى في 145 نقطة كان أعنفها في ريف دمشق، يليه القصف بالهاون في 116 نقطة، والقصف الصاروخي في 57 نقطة، واشتبك الجيش الحر مع القوات الحكومية في 145 نقطة، قام من خلالها بإسقاط طائرتين حربيتين الأولى في حران العواميد تحمل أسلحة وذخيرة، والأخرى فوق مطار السين في الضمير، وقام بضرب احد أهم الحواجز العسكرية في عين ترما في ريف دمشق، وقتل وأسر عدد من الجنود الحكوميين، كما قاموا بقصف إدارة المركبات في حرستا بالدبابات وقذائف الهاون، وقصف بصاروخ استهدف منطقة العجمي، وقصف ثكنة عسكريه في بداية شارع الثلاثين في مخيم اليرموك، وقام بضرب حاجز الفاخوخ بين قريتي حلبون وافرة في القلمون، إما في ادلب فقام الجيش الحر بقصف معسكر الشبيبة الذي يعد مركز لتجمع قوات الجيش السوري بقذائف عدة .
وتناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية خبر وقوع ثلاث انفجارات في دمشق قرب القصر الجمهوري، في حين علم "العرب اليوم" في اتصال هاتفي مع أعضاء "تنسيقية المهاجرين والمالكي" أن "الانفجارات الثلاثة هي قنابل صوتية، حيث قام مجموعة من شبان المهاجرين بوضع ثلاث قنابل صوتية في حي المالكي على بعد أمتار من القصر بجانب بناء خالد قدور، أدت إلى استنفار حرس هذا البناء والحرس الجمهوري بشكل كبير، ورافق العملية رمي مناشير تدعو ما تبقى من عناصر حرس الأسد إلى الانشقاق عنه" .
فيما أشارت شبكة "سانا الثورة" إلى "قيام القوات الحكومية بحفر خندق حول أسوار مطار دمشق الدولي، في محاولة لمنع عناصر الجيش الحر من الوصول إليه"، مضيفة أن الجيش الحر قام بتدمير دبابتين، فيما أعطب ثالثة تابعة للقوات الحكومية في منطقة بورسعيد في حي القدم في دمشق، بعد محاولة فاشلة لاقتحام الحي..
على الصعيد الدبلوماسي، أعلن البيت الأبيض، أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، سيبحث النزاع في سورية، السبت المقبل، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوسيط الدولي لأخضر الإبراهيمي، ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، حيث أوضح توني بلينكن، أحد مستشاري بايدن، أن "الأخير الذي يبدأ جولة أوروبية في ألمانيا الجمعة، تقوده إلى فرنسا وبريطانيا، سيجري مشاورات مع المسؤولين المذكورين على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ، وقبل
أن تنعقد هذه المشاورات سيلتقي بايدن في برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أن يجتمع الاثنان في باريس بالرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، وفي اليوم التالي في لندن برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون"، بحسب المصدر نفسه..
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون قد حذرت ، عشية مغادرتها منصبها، كلاً من إيران وروسيا من الاستمرار من "دعم الرئيس السوري بشار الأسد عسكريًا وماليًا"، مضيفة إن "الإيرانيين قالوا بوضوح منذ بعض الوقت، إن بقاء الأسد في السلطة أولوية بالنسبة إليهم، ونحن نعتقد أنهم تصرفوا على هذا الأساس من خلال إرسال المزيد من الرجال لمساعدة الأسد ولدعم قواته المسلحة، وأعتقد أيضًا أن الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية للأسد.
وأضافت كلينتون في آخر مقابلة لها الخميس، مع حوالي عشرة صحافيين معتمدين في وزارة الخارجية التي ستغادرها الجمعة ليتسلمها جون كيري، "يبدو أن هذا التورط بصدد الازدياد، وهذا ما يثير قلقنا، وأن الإيرانيين يحسنون نوعية الأسلحة التي يرسلونها إلى الأسد"، معربة مجددًا عن أملها بأن "تغير روسيا موقفها، وتكون أكثر انفتاحًا على حل دولي، لأنه لا يمكنهم أن يروا ما يجري وألا يدركوا أن هذا الأمر يمكن أن يكون مضرًا للغاية بمصالح الجميع، بما في ذلك مصلحتهم هم أنفسهم.
وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، إن "ما نريد أن نراه من جانب بلدان أخرى بينها روسيا هو الإقرار بأن على بشار الأسد الرحيل، ووجوب حدوث عملية انتقالية نحو حكومة جديدة في سورية"، فيما تتمسك موسكو بدعم الرئيس الأسد رغم توجيهها بعض الانتقادات إليه أخيرًا، وبخاصة عندما قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف مطلع الأسبوع إن "الأسد ارتكب أخطاءً قاتلة في النزاع مع المعارضة".
في سياق متصل، قدم المبعوث الأممي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، ستة عناصر إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تمنى لها أن تكون متواجدة في قرار يصدر عن المجلس، مؤكدًا أن "النقاط الست لم تتضمن وقف إطلاق النار كنقطة انطلاق، لأن وقف النار ثبت أنه لا يمكن أن يصمد إذا كان هو العنصر الوحيد المطروح، وأنه لا شك إن كان هناك حل فإن الخطوة الأولى تكون بوقف إطلاق النار، وهذا تحصيل حاصل، لكنه يجب أن يكون من ضمن عملية متكاملة، وهذه العملية، تنطلق من مبدأ سلامة الأراضي السورية، وكرامة الشعب السوري، وتشكيل الهيئة الانتقالية بالصلاحيات التنفيذية الكاملة، وإقرار مبدأ المفاوضات بين الأطراف السورية، وإجراء مفاوضات للاتفاق على إطار زمني يؤدي إلى إجراء انتخابات، واعتبار جميع السوريين متساويين أمام القانون"، حسبما ذكرت صحيفة "الحياة."
ورفض الإبراهيمي الخوض في تفاصيل النقاط الست، أثناء الحديث الذي كان الأول له بعد اجتماعه مع سفراء الدول الخمس، بعد تقديمه إحاطته أمام مجلس الأمن، واكتفى بالقول "هذه تفاصيل لا أُحبذ الدخول فيها الآن، والموضوع في يدي مجلس الأمن، وفي ما بعد لكل حادث حديث"، مضيفًا "الآن المفروض أن الحكومة التي ستُشكل ستمارس الصلاحيات الكاملة بكل معنى الكلمة، وهذا التعريف يجب أن يأتي من مجلس الأمن، وإن تشكيل هذه الحكومة ليس أمرًا صعبًا وسيكون بمشاركة من الطرفين وبشخصيات معروفة ومقبولة من الحكومة ومن المعارضة، وإن على الهيئة المفاوضة أن تتشكل من فريق قوي يمثل أطياف المعارضة، وفريق قوي مدني وعسكري يمثل الدولة، وهذه هي الخطوة الأولى، تُشكل الحكومة عن طريق هؤلاء، والسوريون هم من يجب أن يشكلوا حكومتهم.
وشدد الإبراهيمي على "أنه ليس هناك مجال الآن للتعامل مع هذ القضية وبحث إنقاذ سورية إلا من خلال مجلس الأمن، وإن هناك فتحة صغيرة جدًا، أولاً بين الأميركيين والروس في ثلاثة لقاءات، كما بين الدول الخمس وكامل أعضاء مجلس الأمن، وأنه ليس عنده وصفة جاهزة لحل القضية السورية أو أي قضية أخرى، الآن نتحدث مع مجلس الأمن وقلت بصراحة أن الإخوة في سورية عاجزون عن أنهم يتكلموا ويحلوا مشكلتهم بأنفسهم، لو كان هذا ممكنًا لكان هو الخيار الأفضل، لو تستطيع دول المنطقة أن تساعد لكان هذا أيضًا خيارًا جيدًا، وإن الانتقال إلى بحث المسألة السورية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تم بموافقة روسية أميركية، والكرة الآن في ملعبهم.
وفيما إن كان الإبراهيمي يخشى على سورية من الشرذمة والتفتيت، فقال "طبعًا ولكن عندما يتعفن الجرح في بلد ما فإن هناك عواقب لا يمكن التعامي عنها، وإن يُستدرك الوضع فإن عملية تفكيك سورية ستتم قريبًا"، موضحًا بشأن دعوته مجلس الأمن إلى دعم التحقيق الدولي في الجرائم التي تحدث في سورية "قلت إن هناك أعمالاً معينة كالذي جرت في جامعة حلب، ويجب إجراء التحقيق الدولي في هذا الموضوع، ويجب أن يتعاون الطرفان لنعلم الحقيقة".
وفي قضية الحوار بين المعارضة والحكومة السورية، قال الأخضر إن "تصريح رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب حول موافقته للحوار مع دمشق شأن ذو اهتمام، إنه إعلان يحظى باهتمام، دعونا ننظر كيف سترد الحكومة السورية عليه، دعونا نرى كيف ستكون ردة الفعل لدى زملاء الخطيب"، مشيرًا إلى أن الخطيب وضع شرطًا أسياسيًا للحوار مع دمشق يتمثل بإطلاق سراح 160 ألف معتقل سياسي، مشددًا على أهمية إجراء حوار بين السلطات السورية والمعارضة للتوصل إلى اتفاق سياسي، قائلاً "إن جهودنا لإطلاق الحوار لم تنجح، لكن العمليات العسكرية أيضًا لم تفض إلى وقف النزاع، فالنزاع يتفاقم والدمار الذي يلحق بالشعب والبلاد يتضاعف، وإن أحدًا لم يقل إنه سيكون أمرًا سهلاً، ولكن الحوار أفضل من قتل كل طرف للآخر".
من جهته، أكد الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، أن "أي حوار حول النزاع السوري لن يكون إلا بعد رحيل الرئيس بشار الأسد"، وذلك غداة جدل أثاره إعلان رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، الأربعاء، عن استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام خارج البلاد بشرط إطلاق عشرات الآلاف من المعتقلين من السجون السورية، وأعلن موافقته على التفاوض مع ممثلين عن الحكومة السورية، وبعد عاصفة من الانتقادات تلقاها من جانب شركائه في الائتلاف، قال الخطيب الخميس إن "أي تفاوض لن يكون إلا على أساس رحيل الرئيس السوري بشار الأسد".
وفي ما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي تجاه سورية، قال إدواردو ديل بوي المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخميس، إن "قوة حفظ السلام الدولية في منطقة منزوعة السلاح بين سورية وإسرائيل، لم تتمكن من التحقق من شكوى دمشق من أن طائرات إسرائيلية حلقت فوق الجولان"، مشيرًا إلى أن "بعثة حفظ السلام لم ترصد أي طائرات فوق المنطقة الفاصلة، وبالتالي لم تتمكن من تأكيد الحادث، وأن الأحوال الجوية كانت سيئة".
وكان البيت الأبيض قد حذر سورية من أي محاولة لنقل أسلحة إلى "حزب الله" اللبناني، وذلك إثر معلومات عن غارة إسرائيلية على الأراضي السورية، فيما قالت دمشق إنها "تحتفظ بحق الرد على هذه الغارة"، وقال مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما، بن رودس، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "على سورية ألا تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر نقل أسلحة إلى "حزب الله".
ومن جهته أعلن التلفزيون السوري أن "دمشق لها حق الدفاع عن سيادتها بعد الغارة الإسرائيلية"، فيما استدعت الخارجية السورية، الخميس، قائد قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري اللواء إقبال سنغا، وأبلغته "احتجاجها الرسمي على الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 وللالتزامات التي يرتبها ذلك الاتفاق"، في حين أعربت روسيا الخميس عن "قلقها الشديد" إزاء التقارير التي تحدثت عن الغارة، مؤكدة أنها ستدين الهجوم في حال ثبتت صحة المعلومات".
أرسل تعليقك