بروكسل ـ سمير اليحياوي
كشف مسؤولون أميركيون أنَّ إيران توجّه طائرات مراقبة دون طيار فوق العراق، من مطار بغداد، وتقوم بإمداد القوات العراقية بأطنان من المعدات العسكرية، وغيرها.
ويعتبر البرنامج الإيراني "السريّ" مثالاً نادرًا، حيث يشارك خلاله كل من إيران والولايات المتحدة في هدف قريب المدى، ألا وهو مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف اختصارًا بـ"داعش"، بعد استيلائه على مدن وبلدات غرب وشمال العراق.
ويراقب طرفا "البرنامج السريّ" بحذر أفعال الآخر، على الرغم من الإمدادات العسكرية التي تقدمها كلتا الدولتين، لرئيس وزراء الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، في محاولة منهما لفرض نفوذهما على المنطقة.
ورأى مسؤولون أميركيون بارزون أنّ "الجهود المتوازية بين الطرفين غير متناسقة"، فيما ألقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الضوء على بعض المخاطر المحتملة.
وبيّن كيري أنّه "أصبح من الواضح للجميع في المنطقة أنّ الولايات المتّحدة لا تريد أن يحدث أي شيء قد يؤدي بدوره إلى تفاقم الصراعات الطائفية، التي وصلت بالفعل إلى مرحلة متوترة".
وتنشر الولايات المتّحدة قرابة 300 فرد من القوّات الخاصة في الهراق، بغية مساندة الجيش العراقي في السيطرة على الوضع الأمني المتدهور، فيما تمّ إرسال عشرات الظباط من قوات "القدس" شبه العسكرية الإيرانية، لتقديم المشورة للقادة العراقيين، والمساعدة في حشد 2000 مقاتل شيعي، من جنوب العراق.
واعتبر الزميل الزائر في مركز "بروكينغز الدوحة" في قطر تشارلز لستر أنّه "من المحتمل أن تلعب إيران إلى حد ما دورًا في القيادة الشاملة داخل الجهاز العسكري المركزي العراقي، مع المحافظة على التماسك في بغداد والجنوب الشيعي، وإدارة عملية إعادة تشكيل الميليشيات الشيعية".
وتوجّه رئيس قوّات "القدس" الإيراني اللواء قاسم سليماني مرّتين إلى العراق، لمساعدة المستشارين العسكريين العراقيين في وضع خطة استراتيجية، بينما قامت طائرات النقل الإيرانية بإعداد رحلتين جويتين يوميًا إلى بغداد، على متنهما معدات وإمدادات عسكرية، تزن 70 طناً لكل رحلة.
واعتبر مسؤول أميركي بارز أنَّ "هذه كمية كبيرة "، موضحًا أنّ "ليس بالضرورة أن تكون أسلحة ثقلية، ولكنها أيضًا ليست بالأسلحة والذخيرة الخفيفة".
ولفت مسؤولون أميركيون إلى أنَّ "التورّط الإيرانيّ يأتي جراء التدخل العسكري من الجانب السوري، الذي تمثل في تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي "داعش"، غرب العراق"، مبيّنين أنه "ليس من الواضح ما إذا كانت سورية قد أكدت في قرارة نفسها استهداف داعش، أم أنّ الرئيس بشار الأسد كان يعمل تحت مظلة إيران أو العراق"، معتبرين أنّه "على ما يبدو أن كل من سورية وإيران والولايات المتحدة يحاربون جميعًا عدوًا مشتركًا".
أرسل تعليقك