غزَّة ـ محمد حبيب
إنشغل جيش الإحتلال الإسرائيلي في قضية ضابطه الأسير الذي فقد في عملية إنزال برية للمقاومة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ومقتل عددٍ من جنوده، وفيما اتهمت إسرائيل حماس بخرق الهدنة الإنسانية، أكدت كتائب عز الدين القّسام أن أي قواتٍ إسرائيلية تنتهك الأراضي الفلسطينية ستكون عرضة لنيران مقاتلي الكتائب.
وقالت الكتائب في بيان" ما زال العدو الصهيوني يواصل جرائمه بحق أبناء شعبنا وضرب كل الجهود الرامية لإنهاء عدوانه على قطاع غزة المحاصر، وكان آخر هذه الجرائم القصف العشوائي الذي شنته طائراته ومدفعيته على أهلنا في المنطقة الشرقية لرفح في خرقٍ فاضحٍ للتهدئة المعلنة، واستخفافٍ بالجهود الإقليمية والدولية التي أفضت إلى هذا الاتفاق".وأضافت "وبعد عدوانه السافر هذا، وتنصله من وقف إطلاق النار، بدأ العدو يدّعي كذبًا أن المقاومة هي من خرقت التهدئة، ونحن نؤكد أنه وعلى مدى الأيام العشرين الماضية لم يكن هناك وجود لأي جندي صهيوني في المنطقة الشرقية لرفح، إلا أنه وبعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئةٍ فإن العدو بدأ بالتحرك في تلك المنطقة، وتوغل شرق رفح مسافة 2.5 كلم، وهو ما يوضح بما لا يدعو مجالاً للشك النية المبيتة لدى الاحتلال لخرق التهدئة والتعدي على أرضنا وأبناء شعبنا العزل".وتابعت" أمام هذا التقدم الصهيوني قام مجاهدونا بالاشتباك مع القوات المتوغلة وأوقعوا في صفوفهم عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى".
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن عملية أسر الضابط الإسرائيلي تمت قبل سريان التهدئة.وقال أبو مرزوق في تصريح صحافي إن جنديين إسرائيليين قتلا في أثناء عملية أسر الضابط. وأضاف أن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة رسميًا بأسر ضابط إسرائيلي ومقتل عدد من الجنود، في عملية إنزال للمقاومة الفلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وقال أبو مرزوق، إن الأمم المتحدة أبلغت بدورها مصر بذلك، باعتبارها الوسيط، مشيرًا إلى أن القاهرة لم تراجع حماس في مسألة اختفاء الضابط. وأشارت القناة الثانية أن الضابط المأسور هو أدير جولدرن.
في المقابل أكدت القناة الثانية العبرية أن الاحتلال يدفع تعزيزات كبيرة من قواته، مقرّرًا اجتياحًا شاملًا لرفح. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن النار
فُتحت على قوات الاحتلال صباحًا جنوب غزة. .وأكد أن أجهزة أمن الاحتلال تعمل جميعاً على تحديد مكان الجندي، وتم تسليم الرسالة إلى عائلته.
وفي التفاصيل قالت وسائل إعلام الاحتلال إن مقاومًا فجّر نفسه على مقربة من الجنود شرق رفح للتمويه وقال الناطق إن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن وعلى رأسهم الشاباك يقومون الآن بنشاط واسع للوصول للخاطفين وتحرير الأسير الإسرائيلي.
وأكد المراسل العسكري الإسرائيلي أن الجيش الاسرائيلي يقوم في هذه الاثناء بعملية وصفها بمطاردة المسلحين شرق مدينة رفح، ويحاول التقدم إلى مناطق في مدينة رفح للبحث عن المسلحين ومنع وصولهم إلى مناطق داخل المدينة، ما يفسر حديث القناة العاشرة عن عملية صعبة جدًا نفذتها مجموعات مسّلحة من القسام، والتي تؤشر إلى ما يدور من حديث عن عملية أسر جندي.ونصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية عدة على شارع 232 المحيط بغزة والمناطق هناك عسكرية مغلقة.وتتحدث أنباء عن مقتل عدد من جنود الاحتلال في الاشتباكات مع المقاومة، إلا أن الرقابة العسكرية على الإعلام لا تزال تمنع النشر حتى اللحظة.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن مقاومين "هاجموا قوات الجيش شرق رفح بعد أن خرجوا من فتحة نفق، وتدور اشتباكات عنيفة تطلق أثناءها الطائرات والمدفعية الصواريخ والقذائف والعملية متواصلة ويبدو أن الجيش الاسرائيلي تكبد خسائر جسيمة".وعلى الفور أعلنت إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم، وأعلنت عن محيط منطقة غزة منطقة عسكرية مغلقة وطلبت من سكان المستوطنات والكيبوتسات في تلك المنطقة التحصن في منازلهم وعدم مغادرتها في هذه المرحلة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت شرق رفح بين جيش الإحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، رافقها إطلاق قذائف "هاون" عدة، من طرف المقاومة على المجلس الإقليمي "اشكول"، أعقبها إغلاق معبر "كرم أبو سالم" وأكّدت مصادر إسرائيلية أنّ وقف إطلاق النار الإنساني بات مهدّدًا بالانهيار، جراء فقدان جندي إسرائيلي في قطاع غزة، يعتقد أنّه وقع في الأسر لدى فصائل المقاومة، التي نفذت عملية نوعية قرب المعبر جنوب القطاع.
واتّهمت حكومة الاحتلال، الجمعة، المقاومة بـ"انتهاك فاضح" لوقف إطلاق النار، بعد أقل من أربع ساعات على دخول الهدنة حيز التنفيذ في قطاع غزة.
وادّعى المراسل العسكري للقناة العاشرة آلون بن دفيد أنّ "المسلحين الفلسطينيين هاجموا قوات الجيش الإسرائيلي شرق مدينة رفح، بالقذائف والقنابل اليدوية والأسلحة الآليّة، وهذا ما فجر اشتباكات عنيفة في المنطقة بقصف مدفعي إسرائيلي، بمشاركة الطائرات الحربية والاستطلاع".
وبدأ وقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة بين إسرائيل والمقاومة في قطاع غزة سريانه صباح الجمعة، على أن يتوجه المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون إلى مصر في مسعى للتوصل إلى حل طويل الأجل، لكن بعد نحو ساعتين من بدء الهدنة أكّد شهود عيان، ووزارة الداخلية الفلسطينية، أنَّ الدبابات الإسرائيلية فتحت النيران في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدّى إلى استشهاد 5 مدنيّين وجرح العشرات من المواطنين
وأفادت مصادر طبية عن وصول أكثر من 80 شهيداً وأكثر من 400 جريح في قصف إسرائيلي مكثف من الطائرات والمدفعية والبوارج استهدف مناطق عدة شرق محافظة رفح، جنوب القطاع، واستهدف العدوان أكثر من 60 منزلًا في أكثر من 700 غارة في رفح .
واستشهد 5 مواطنين في استهداف سيارتهم من طائرات الاستطلاع الاسرائيلية قرب الكلية الجامعية جنوب مدينة غزة، ووصل الشهداء وفق مصادر طبية إلى مستشفى الشفاء أشلاء ممزقة .
واستشهد 3 مسعفين في استهدافهم بالمدفعية الإسرائيلية شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة وأفادت المصادر الطبية بوصول جثامين ثلاثة مسعفين إلى مستشفى أبو يوسف النجار "متفحمين" .
وكان 8 مواطنين استشهدوا، وأصيب 30 آخرون، في قصف مدفعي إسرائيلي، بعد ساعتين من بدء سريان التهدئة الإنسانية، صباح الجمعة، واستهدف القصف منطقة البلبيسي، وشارع جورج، في محافظة رفح، جنوب قطاع غزة.
ونفّذت قوات الاحتلال سلسلة من عمليات القصف، أدّت إلى استشهاد ستة عشر فلسطينيًا، حتى ساعات الصباح، قبل بدء التهدئة الإنسانية وأكّد شهود عيان أنّ "القصف استهدف مواطنين كانوا عائدين إلى منازلهم"، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أنَّ "المدفعية الإسرائيلية أطلقت أكثر من 50 من قذائفها نحو تجمع للمواطنين، فضلاً عن إطلاق نار من طرف طائرات الاحتلال".
وأعلنت المصادر الطبية عن إصابة 3 مواطنين في إطلاق نار قناص إسرائيلي في منطقة الشعف، شرق غزة.
وانتشلت طواقم الإسعاف حوالى 10 جثامين للشهداء في مناطق مختلفة في قطاع غزة، بينما أبرز الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة أشرف القدرة "وصول شهيدين إلى مستشفى أبويوسف النجار، بعد انتشالهم من تحت ركام منزلهم، الذي قصف فجر الجمعة، والشهداء هم موسى حمد أبو عمران، وهلال عيد أبو عمران".
وأفاد شهود عيان من شمال القطاع بانتشال أكثر من 6 شهداء حتى اللحظة، عرف من بين الشهداء جثمان الشهيدين إسماعيل زهير محمدين (26عامًا)، والشهيد ماهر جعفر حجاج (54عامًا).وأكّد القدرة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنّ "ستة فلسطينيين استشهدوا، وأصيب 15 آخرين، في القصف المدفعي المستمر على شرق خانيونس، فجر الجمعة، والشهداء هم عبدالله عوض البريم، ومحمد سليمان البريم، وميسون رأفت البريم، ورائد عبداللطيف القرا، وسامي سليمان المدني، وحسام سليمان المدني".
وأوضح القدرة أنَّ "تسعة فلسطينيين من عائلة واحدة استشهدوا، وأصيب عشرة آخرين، في قصف استهدف منزل عائلة الفرا، في خانيونس، والشهداء هم عبدالمالك عبدالسلام الفرا (54 عامًا)، ونجله وأسامة عبد المالك الفرا (34 عامًا)، عماد عبد الحافظ الفرا (28 عامًا)، عواطف عزالدين الفرا (29 عامًا)، محمد محمود الفرا (12 عامًا)، لجين باسم الفرا (4 أعوام)، يارا عبدالسلام الفرا (8 أعوام)، ونادين محمود الفرا"، مشيرًا إلى أنَّه "في وقت لاحق أعلنت مصادر طبية استشهاد عبد الرحمن الفرا (8 أعوام) متأثرًا بجراحه".
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد المواطن المسن سميح كمال أبو الخير (63 عامًا) و5 إصابات في قصف إسرائيلي في مدينة خانيونس.
وأصيب خمسة عشر فلسطينيًا في قصف على حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، فيما استمرت المدفعية الإسرائيلية في قصف شرق حي الشجاعية، ومخيم جباليا، وشرق خانيونس، وسقطت قذائف عدة في شارع النفق وسط مدينة غزة.
ودمّر طيران الاحتلال منزل القيادي في حركة "حماس" في جباليا الشهيد محمود المبحوح، كما أصيب مواطن في قصف منزل لعائلة كتكت في الفالوجة، في جباليا، إضافة إلى إصابة 3 مواطنين بقصف دراجة نارية (توك توك)، في حي الشيخ رضوان، شمال غربي مدينة غزة.
واعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل خمسة جنود من جيشه، مساء الخميس، جراء إطلاق قذيفة "هاون" من قطاع غزة على منطقة تجميع لقوات الجيش، على حدود القطاع.
ووفق ادّعاء إسرائيل، فإنّ "عدد جنود جيش الاحتلال الذين قتلوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة ارتفع إلى 61 قتيلاً، وأصيب 19 جنديًا بجروح خلال تحركات قام بها جيش الاحتلال في الأربع والعشرين ساعة الماضية".
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة، عن اتفاق جميع الأطراف على هدنة إنسانية غير مشروطة في غزة".
وأكدت مصادر مطلعة أنّه "بعد سلسلة محاولات دولية لوقف إطلاق النار، تمّ التوصل إلى اتفاق يقضي بإعلان هدنة إنسانية، تبدأ من الساعة الثامنة صباح الجمعة، وتستمر 3 أيام قابلة للتمديد".
وبيّن وزير الخارجية الأميركي أنَّ "هدنة غزة فرصة للتهدئة ومن الضروري أن تبذل الأطراف أقصى الجهود لإيجاد أرضية مشتركة".
وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق أنَّ "الحركة ستلتزم بهدنة متبادلة مع إسرائيل لمدة ثلاثة أيام، تبدأ الجمعة"، مشيرًا إلى أنَّ "فصائل المقاومة الفلسطينية وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة لمدة 72 ساعة، ما دام الطرف الآخر ملتزمًا بها".
ويأتي هذا فيما أشارت إذاعة الأمم المتحدة إلى تلقي ممثل الأمم المتحدة في القدس، والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، تأكيدات أنَّ جميع الأطراف في الصراع الدائر في غزة قد وافقوا على وقف إطلاق النار الإنساني غير المشروط في القطاع.
وجاء هذا الإعلان في بيان مشترك للأمين العام بان كي مون ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، تلاه أمام الصحافيين في المقر الدائم المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجريك.
وعن تنفيذ حيثيات هذا الإعلان، أوضح دوجريك "سيبدأ وقف إطلاق النار الإنساني هذا في الساعة 8 صباحًا بالتوقيت المحلي من يوم الجمعة الموافق الأول من آب/أغسطس 2014، وسيستمر لمدة 72 ساعة، ما لم يتم تمديده، خلال هذا الوقت تبقى القوات على الأرض في مكانها."
وحثّ كل من الأمين العام ووزير الخارجية الأميركي، في البيان المشترك، جميع الأطراف على ضبط النفس، حتى يبدأ وقف إطلاق النار الإنساني، وعلى التقيد التام بالتزاماتهم خلال وقف إطلاق النار.
ويعتبر وقف إطلاق النار أمرًا بالغ الأهمية،لإعطاء المدنيين استراحة من العنف تشتد الحاجة إليها، وخلال هذه الفترة، يتلقى المدنيون في غزة الإغاثة الإنسانية العاجلة، وفرصة القيام بوظائفهم الحيوية، بما في ذلك دفن الشهداء، ورعاية المصابين، وإعادة تخزين المواد الغذائية، إضافة إلى إصلاحات البنية التحتية للمياه والطاقة الأساسية.
وأعرب الأمين العام والوزير كيري عن شكرهما لأصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين لدعمهم لهذه العملية الحيوية، قائليْن إنهما "يعولان على الجهود الدولية التعاونية المستمرة لمساعدة مصر والأطراف للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في أقرب وقت ممكن".
أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي سقوط 73 صاروخًا، أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة، الخميس، في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وأخرى سقطت في تل الربيع المحتلّة (تل أبيب).
وأضاف جيش الاحتلال، على لسان الناطق العسكري، الجمعة أنَّ "القبة الحديدية المضادة للصواريخ اعترضت، الخميس، 17 صاروخًا أطلقت من غزة".
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنَّ "صاروخًا انفجر، مساء الخميس، بعد سقوطه خارج منطقة النقب، جنوب الأراضي المحتلة"، مبرزًا أنَّ "منظومة القبة الحديدية اعترضت 4 صواريخ فوق مدينة عسقلان، وصاروخين فوق مدينة أسدود".
وكانت ما تسمى بـ"نجمة داود الحمراء"، وهي هيئة إسعاف صهيونية غير حكومية، قد أعلنت أنَّ "3 صهاينة أصيبوا جراء سقوط صاروخ على سيارة في مدينة كريات غات"، فيما أشارت شرطة الاحتلال إلى إصابة شخص رابع إثر سقوط صاروخ على مبنى سكني في المدينة ذاتها.
أرسل تعليقك