رئيس الوزراء تمام سلام يؤكد أنَّ الأمن متماسك في لبنان رغم التحديات الصعبة

تناول نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في دبي مساء الثلاثاء، مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، والوفد المرافق له، قضايا التطرُّف وتنامي نشاط بعض الجماعات المتطرِّفة في المنطقة العربية.

وأكد الجانبان ضرورة نشر ثقافة المحبة والتسامح والسلام في أوساط الشباب العربي والمسلم؛ حتى يتسنى الوقوف في وجه هذه الظاهرة الدخيلة على الدين الإسلامي والمجتمع العربي.

واستعرض محمد بن راشد والضيف اللبناني، بحضور نائب حاكم دبي، الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، العلاقات الأخوية بين البلدين ودور الجالية اللبنانية في الدولة في مسيرة البناء والتطوير في شتى الميادين.

وأشاد محمد بن راشد بدور الأشقاء اللبنانيين المقيمين هناك، مثمنًا دور سلام في تنمية علاقات التعاون والتنسيق بين الجانبين، لاسيما في القضايا الإقليمية.

وأعرب سلام عن تقديره البالغ وحكومته لمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الوطنية والإنسانية تجاه لبنان وشعبه، منوهًا بالرعاية الكريمة التي يحاط بها أبناء الجالية اللبنانية في الدولة، ومؤكدًا أنهم يعيشون بعزة وكرامة واستقرار في ظل التناغم الاجتماعي والثقافي الذي يتميز به مجتمع دولة الإمارات دون تمييز بين الأعراق والثقافات في الحقوق والواجبات.

حضر اللقاء، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير شؤون مجلس الوزراء، محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزير دولة رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، عبدالله بن محمد سعيد غباش، والمدير العام لديوان حاكم دبي، محمد إبراهيم الشيباني، والمدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان، ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيلي، كما حضره سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة، حسن يوسف سعد.

وعقد سلام مؤتمرًا صحافيًا في الخامسة والنصف بتوقيت بيروت، في القنصلية اللبنانية في دبي، يتحدث فيه عن نتائج زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث لفت إلى أنَّ "الأمن متماسك في لبنان والوحدة الداخلية موجودة وأثبتت قدرتها على تجاوز المحن، هناك تحديات كبيرة علينا أنَّ نعترف بها لننطلق جديًا في معالجتها والمساعدة على توطيد الاعتدال في ظل ما تشهده الساعة من أوضاع مؤججة وغير مريحة لتصل إلى حد العنف"، معتبرًا أنَّ "التأهب والاستعداد من كل المسؤولين لمواجهة هذا الوضع أمر مطلوب وملح".

وأضاف سلام: "نحن في لبنان نمر في ظروف صعبة وغير مريحة تتطلب منا أنَّ نرص صفوفنا وأنَّ نوجد كلمتنا وأنَّ نرتقي إلى مستوى التحديات الداخلية لنتمكن من العبور بوطننا الحبيب لبنان في ظل التطرُّف المستشري"، مؤكدًا أنه "ما زلنا ملؤنا الثقة باللبنانيين وبالقدرة على تجاوز كل المحن، نحن نتحرك في كل الاتجاهات من أجل معالجة كل الأمور التي تمر علينا اليوم، ولكن الأمن متماسك في لبنان والوحدة الداخلية موجودة وأثبتت قدرتها على تجاوز المحن".

وشدّد سلام على "أننا لن نوفر مناسبة ولن نوفر بلد ولن نوفر فرصة إلا ونستفيد منها خدمة للبنان ولمصالح لبنان".

وأشار سلام إلى "أنه رأى خلال لقائه الجالية اللبنانية أنها تنعم برعاية خاصة من الشعب الإماراتي والقيادة، وهذا ما ساعد الجالية على الاستقرار والإنتاج والإنجاز والعديد منهم يشارك في الكثير من الإنجازات في البلد"، لافتًا إلى أنَّ الإمارات تدرك الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب إجراءات معينة ليس فقط تجاه اللبنانيين بل تجاه الجميع".

واعتبر سلام أنَّ "مشاركة الإمارات في الوضع الناتج عن النزوح السوري في لبنان قائم ولا بد من تعزيز وتيرة هذا الدعم".

وأكد سلام: "أنه لن يقصر في زيارة كل الدول العربية ولكن عندما يكون في دبي يكون في أبو ظبي وعندما يكون في أبو ظبي يكون في دبي ونحن لن نفرق وعلاقتنا مع الإمارات لا تمييز فيها".

وبالنسبة إلى موضوع الأمن في لبنان، أشار سلام إلى أنَّ "العلاقة مع دولة الإمارات قديمة وكانت تقدمت في الماضي بفرص لتدريب أجهزتنا الأمنية ولم تقصر في تزويدنا بالسلاح وما زالت الإمارات لاسيما اليوم وفي ظل ما يمر به الجيش أعتقد أنَّ الامارات لن تتوانى عن مساعدة الجيش".

وعن العسكريين الرهائن، لفت سلام إلى أنَّ "هذا أمر دقيق وحساس جدًا وهو أمر يتطلب الكثير من العناية وبحثنا في هذا الموضوع مع القادة في الإمارات، الأسر والحجز والتعاطي مع الأسرى بمقاربة لا إنسانية لا يقبله أحد".

ومتابعة لزيارته الرسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، زار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والوفد الوزاري المرافق مبنى الجامعة الأميركية في دبي؛ حيث كان في استقباله رئيس الجامعة انتس ديماس، ونائب الرئيس التنفيذي للجامعة وزير التربية، إلياس بوصعب.

وبعد جولة في مختلف كليات الجامعة التقى سلام حشد من الطلاب، وخلال اللقاء رحّب عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، علي جابر، بالرئيس سلام واصفًا إياه بـ"رمز الاعتدال والتسامح" مشيدًا بـ"إدارته الحكيمة للبلاد التي تواجه أكبر أزمة في المنطقة".

أما وزير التربية بوصعب فقد أشاد بأداء الرئيس سلام على رأس حكومة الائتلاف الوطنيّة، كما كانت كلمة لرئيس الجامعة الذي سلّم سلام درع الجامعة.

من جهته، ألقى رئيس الوزراء كلمة نوّه فيها بالمسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة "وقيادتهم الحكيمة والجريئة والمقدامة التي حققت إنجازات عصرية كبيرة".

وأشاد بالتطور الذي بلغته إمارة دبي بقيادة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد متمنيًا لها المزيد من التقدم على درب الحداثة، ومعربًا عن ثقته الكبيرة بالطاقات اللبنانية في الإمارات والدور الذي تلعبه في نهضة هذ الدولة العربية الشقيقة.

وأكد سلام أنَّ لبنان سيبقى وسيبقى اللبنانيون لبنانيين وسيشغلون العالم بقصص نجاحاتهم.

كما زار الرئيس سلام مبنى مجموعة "أم بي سي" في مدينة دبي للإعلام؛ حيث كان في استقباله كبار المسؤولين في المجموعة وفي قناة "العربية" التابعة لها.

كما عقد لقاء حضره عدد من العاملين في المؤسسة، الذين استفسروا من الرئيس سلام عن الأوضاع في لبنان وطرحوا عليه أسئلة عدة حول الواقع السياسي والأمني.