معتقل غوانتنامو
واشنطن ـ يوسف مكي
ادعى محامو الدفاع عن معتقلي غوانتنامو أن المعتقلين في المنشأة ذات الضوابط الأمنية العالية يجوعون أنفسهم حتى الموت، لرفضهم النوم في زنازينهم، وانخرطوا لأسابيع في احتجاجات واسعة النطاق، بعدما قام حراس السجن بتدنيس نسخة من القرآن الكريم خلال تفتيش إحدى الزنازين، وإطلاق الرصاص المطاطي
على أحد المعتقلين عندما هم بتسلق سياج يحيط بأحد الملاعب داخل المنشأة الرهيبة. يزعم محامو المعتقلين الإرهابيين أن الحراس في سجون جزيرة كوبا قاموا بتدنيس القرآن الكريم، مما أثار احتجاجات أدت إلى إضرابهم عن الطعام في شباط/ فبراير، والادعاء بأن الظروف قد تدهورت إلى "أيام أحلك من عهد بوش".
تأتي هذه المشاكل في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون عسكريون أميركيون، الخميس، أن حارسًا تابعًا للقوات الأميركية في المنشأة أطلق أعيرة "غير قاتلة"، عبارة عن رصاصة بلاستيكية، لتفريق السجناء، وقاموا بضرب واحد منهم بعدما حاول تسلق سياج، بينما قام آخرون بإلقاء الحجارة على أحد أبراج الحراسة.
وعلى الرغم من أنه لم ترد أنباء عن إصابة أحد في الحادث، الذي وقع في كانون الثاني/ يناير، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق الرصاص المطاطي منذ 11 عامًا، وهو تاريخ سجناء الإرهاب الذين يتم حبسهم خارج الأراضي الأميركية، في منشآت مثيرة للجدل.
وقال القائد في البحرية روبرت دوراند، وهو كبير المتحدثين باسم الشؤون العامة في غوانتنامو، ردًا على تقارير إطلاق النار، لـ "NBC News"، في رسالة بالبريد الإلكتروني "إن الحادث وقع بعد ظهر يوم 2 كانون الثاني/ يناير".
وأضاف "كان ذلك بعد محاولة أحد المعتقلين تسلق السياج التي تحاوط ملعب لكرة القدم الجديد الخاص بالمنشأة، وتكلفته 744 ألف دولار. وقام حشد صغير من المعتقلين بقذف الحجارة على برج الحراسة. وبعد تجاهل التحذيرات المتكررة، اضطرت قوة الحرس لتشتيت الحشود، وفقًا لإجراءات التشغيل الموحدة".
وأكد دوراند أن الأعيرة التي تم استخدامها "غير قاتلة"، وأصابت أحد المحتجزين".
قدمت إدارة أوباما تعهدًا بأنه سيتم إغلاق معسكر الاعتقال في القاعدة العسكرية الأميركية في أول يوم له في منصبه، في كانون الثاني/ يناير 2009.
ومنذ ذلك الحين تم منعه من قبل الكونغرس من القيام بذلك، وظل 166 سجينًا هناك في مأزق قانوني، على الرغم من حكم الرئيس بإرسال المتهمين بالإرهاب إلى غوانتنامو.
يأتي ذلك فيما وجهت انتقادات للبيت الأبيض لقراره الصادر، الخميس، بالسماح لصهر أسامة بن لادن، سليمان أبو غيث، أن يأتي إلى نيويورك للمثول للمحاكمة في محكمة اتحادية، بدلاً من اعتقاله إلى أجل غير مسمى في غوانتانامو.
وقد بدأ إلقاء الضوء على مزاعم الإضرابات عن الطعام وسوء الأوضاع للسجناء في الأسابيع الأخيرة فقط، بعد كشف المحامين الذين يمثلون المعتقلين للأوضاع.
قال أحد السجناء، وهو بشير المروالة، لمحاميه في رسالة يوم 22 شباط/ فبراير إنهم "في خطر بعد إطلاق جندي النار على أحد السجناء قبل شهر. قبل ذلك، أرسلوا قوات الطوارئ المسلحة بأسلحة M-16 إلى زنزانة أحد الإخوة".
وقالت الرسالة، التي حصلت عليها "NBC News"، "إنه تم تدمير نسخة من القرآن الكريم، خلال تفتيش الحراس للزنازين.
وقال في نهاية الرسالة "لقد طلبنا أن يتم الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام، حتى يعرف الناس ما تقوم به إدارة أوباما مع السجناء الآن. جميع الإخوة الآن في إضراب عن الطعام احتجاجًا على سوء المعاملة وتدنيس القرآن".
وتم تسليم رسالة مشتركة بعث بها عشرات المحامين الذين يمثلون متهمين في غوانتنامو لقائد قوة المهام المشتركة في القاعدة الأدميرال جون دبليو سميث، في وقت سابق هذا الأسبوع، ويقولون إن بعض السجناء يعانون من "سعال الدم"، و "فقدان الوعي".
وقال روبرت دوراند "إن هذه المزاعم المثيرة تضم حاليًا ستة معتقلين مضربين عن الطعام، وتم تغذية خمسة من خلال المحاليل بالقوة، ولن يموت أحد".
وأكد دوراند أنه "خلال السنوات الـ 11 الماضية، هذا العدد يتسق مع الإضرابات السابقة عن الطعام".
وقال بارديس كبريائي وهو محام لغالب البيهاني، إن موكله اليمني المشتبه فيه بالإرهاب كان واحدًا من السجناء المضربين عن الطعام.
وقال لـ "NBC News"، "لقد فقد 23 رطلاً من وزنه، وهو مصاب بالسكري، وقال له الطاقم الطبي إن حياته في خطر".
وتعليقًا على الإضراب الجاري حاليًا في معسكر 6 في غوانتانامو، قال دوراند "إن كل شيء تحت السيطرة".
وكتب دوراند في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ"NBC News"، "بصفة عامة، ما نشهده هو جهد منسق من قبل المعتقلين ومحاميهم لخلق صورة زائفة عن ظروف المعتقل"، كما أنه من غير الصحيح وصف الأوضاع في المخيم "بالمتدهورة".
أرسل تعليقك