كشف المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة، صباح الأربعاء، أنَّ حصيلة شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع بلغت 1885 شهيدًا، من بينهم 430 طفلًا، و243 امرأة، و79 مسنًا، فيما بدأ سكان قطاع غزّة بتفقد منازلهم وأراضيهم أو ما تبقّى منها، بعد إتمام قوات الاحتلال انسحابها من تلك المناطق، وبعد دخول التهدئة الإنسانية حيز التنفيذ، الثلاثاء.
يأتي هذا فيما أعلنت إذاعة الاحتلال، الأربعاء، أنَّ "جيش الاحتلال سيّر طائراته الليلة الماضية فوق شواطئ مدينتي عسقلان وأسدود المحتلتين، استثنائيًا، بعد الاشتباه بتحليق طائرة فلسطينية بدون طيار في أجواء المنطقة".
وشكّلت طائرات بدون طيار "القسامية"، خلال فترة العدوان على قطاع غزة، رعبًا للاحتلال الإسرائيلي، حيث تمكّنت الكتائب من تسيير طائرات حلقت فوق وزارة الحرب الإسرائيلية.
وكانت إحدى الطائرات المسيرة عن بعد، والتي صنعتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد نجحت في دخول الأجواء الإسرائيلية خلال الحرب ثم عادت بسلام.
وأطلق على الطائرات اسم "أبابيل"، وقد صمم بعضها لمهام الاستطلاع، وأخرى هجومية.
وفوجئ الفلسطينيون في القطاع ولاسيما سكان المناطق الحدودية بما شاهدوه من دمار وخراب خلّفه الاحتلال الإسرائيلي، من هدم المنازل والمساجد والمزارع وتدمير الطرق والمنشآت، وخطوط المياه والكهرباء والاتصالات.
وتواصل الطواقم الطبية بمساعدة الدفاع المدني والمواطنين انتشال جثامين الشهداء من تحت الركام في المناطق الشرقية لقطاع غزة، حيث انتشلت الطواقم الطبية جثامين أكثر من 10 شهداء من تحت الركام، معظمهم من مدينة رفح جنوب القطاع، وبعضهم الآخر من خزاعة ودير البلح والنصيرات.
وأضاف القدرة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "عدد الإصابات بعد 30 يومًا من العدوان المتواصل على القطاع، 9567 جريحًا، من بينهم 2878 طفلًا و1854 امرأة و374 مسنًا".
وأشار إلى أنَّ "الطواقم الطبية قدمت 21 شهيدًا و85 جريحًا، أثناء تقديمها واجبها في الميدان أو داخل المستشفيات والمراكز الصحية التي استهدفها الاحتلال".
وانتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني جثامين 11 شهيدًا من تحت الأنقاض، في مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بانتشال جثماني شهيدين، صباح الأربعاء، من أرض زراعية شرق رفح، وانتشال جثماني شهيدين آخرين، في وقت لاحق، من تحت أنقاض منزل في حجر الديك جنوب شرقي غزة.
وتمكّنت الطواقم الطبية من انتشال جثماني شهيدين متحللين من شرق دير البلح وسط القطاع، عرف منهما الشهيد أحمد الكرد، كما انتشلت الطواقم 5 شهداء آخرين من مناطق متفرقة في القطاع.
ودبّت الحياة بحركة المركبات في أزقة القطاع وشوارعه، وبدأ المواطنون ينتشرون على جانب الطرق في انتظار سيارة تقلّهم إلى منازل أقاربهم للإطمنئان على أحوالهم، وللمشاهدة عن قرب إلى حجم الدمار الذي خلّفه الاحتلال "الإسرائيلي" بعد انسحابه من المناطق الشرقية للقطاع.
فاختفاء أزيز الطائرات من سماء غزة وأصوات الإنفجارات والصواريخ، أعطى أمانًا كان مفقودًا طيلة أيام مضت لبائع الخضروات المتجول في شوارع غزة، ليصدح بصوته النديّ بما تحمله عربته الصغيرة.
يشار إلى أن المقاومة في غزة والاحتلال توصلا لاتفاق وقف إطلاق لمدة 72 ساعة يعقبها مفاوضات بين الجانبين لرفع الحصار عن القطاع.
يذكر أن جيش الاحتلال أعلن انسحابه من قطاع غزة قرب الحدود الشرقية للقطاع خشية تجدد القصف والحرب.
وبدت المناطق الحدودية سواء في بيت حانون أو حي الشجاعية أو جحر الديك أو خزاعة أو شرق رفح؛ وكأن زلازلًا كبيرًا ضرب تلك المناطق التي وقعت تحت آلة الحرب الإسرائيلية محولة منازلها ركامًا.
ووقف سكان هذه المناطق على أنقاض منازلهم وعزيمتهم عالية ولسان حالهم يؤكد أن كل هذا الدمار لن يثنيهم عن مواصلة طريقهم في دعم المقاومة حتى تحرير كل الأرض الفلسطينية.
وفي بلدة الزنة شرق خان يونس ترك الاحتلال عربة عسكرية عليها مدفع وانسحب بعد تمكن المقاومة من تدميرها وكان الأطفال يلهون بها.
وعثر على آثار ملابس جنود إسرائيليين وضمادات دماء إسرائيلية .
وناشد جهاز الدفاع المدني أصحاب الآليات الثقيلة (الجرافات) بالمسارعة في رفع أنقاض المنازل التي دمرها الاحتلال للعمل على انتشال الشهداء بالتنسيق معه المدني
يذكر أن وزارة الصحة أعلنت أن حصيلة العدوان لليوم الـ 30 ، بلغت نحو 1870 شهيدًا وأكثر من 9560 جريحًا، مؤكدة أن الحصيلة قابلة للارتفاع نتيجة استمرار الطواقم الطبية في انتشال جثامين الشهداء من تحت الركام.
وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية عائد ياغي إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية بسبب العدوان لا سيما تدمير مرافق الحياة من انقطاع للتيار الكهربائي وانقطاع سبل للوصول إلى خدمات المياه بما فيها مياه الشرب، وخدمات الصحة البيئية بسبب تراكم النفايات في الشوارع، وتدهور الخدمات الصحية نتيجة لإغلاق أكثر من 80 % من مراكز الرعاية الصحية الأولية لعدم قدرة الطواقم الطبية الوصول إلى أماكن عملهم بسبب استمرار القصف في جميع مناطق قطاع غزة.
وحذر ياغي من انتشار الأمراض بين المواطنين في مراكز الإيواء لا سيما أن الفرق الطبية لاحظت انتشارًا واسعًا للأمراض الجلدية بين المواطنين وانتشارًا للنزلات المعوية لدى الأطفال.
وأصدرت سلطة المياه تقريرًا أوليًا حول أوضاع المياه الكارثية في قطاع غزة، أشارت فيه إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى انخفاض شديد في إنتاج المياه إلى ثلث الكمية التي يتم إنتاجها في الظروف الطبيعية وتسرب المياه العادمة إلى البحر والشوارع.
وحصر منذ بداية العدوان وبشكل مبدئي بعض الأضرار المتمثّلة بتدمير كامل لمحطة تحلية مياه الخزان الجوفي في دير البلح وتدمير الخط الناقل الذي يغذي ويزوّد محطة تحلية مياه البحر الرئيسة في دير البلح، وتدمير 4 آبار مياه جوفية تدميرًا كاملًا، و5 خزانات مياه رئيسة في المنطار وبيت لاهيا، بيت حانون، وجباليا وخزاعه ومولدات لـ 5 ابار، خطوط رئيسة ناقلة من 10 ابار، وتدمير خطوط ناقلة رئيسة 12، 10 ، 6 ، 4 انش في كل من النصيرات، بني سهيله، مخيم الشاطئ، بيت حانون، جباليا، دير البلح، رفح، خان يونس ومدينه غزة ومناطق أخرى.
ودمرت جميع الخطوط الناقلة والشبكة الداخلية في حي الشجاعية وبيت حانون، ومعظم الشبكات الداخلية والوصلات المنزلية في جميع القطاع إضافة إلى تدمير محطة معالجة الشيخ عجلين، و5 محطات ضخ مياه عادمة وخط 24 انش الناقل من محطه معالجة الصرف الصحي إلى البحر وخطوط الصرف الصحي 14 و 12 انش التي تنقل المياه من محطات ضخ المياه العادمة إلى محطات المعالجة، إضافة إلى تدمير معظم شبكات الصرف الصحي الداخلية في جميع القطاع ونجم عن ذلك تسرب المياه العادمة إلى الشوارع والبيوت وأكثر من 100 ألف متر مكعب يوميً غير معالج الى البحر.
أيام عصيبة عاشها الغزيون طيلة أيام العدوان، بيوت دُمرت فوق رؤوس ساكنيها، وعشرات آلاف العائلات شردت من منازلها، للنجاة من موت محقق كان ينتظرهم، وقبل ذلك قوافل الشهداء والجرحى الذين عبّدوا بدمائهم الزكية طريق الإنتصار على عدو لا يتقن إلا لغة القتل والدمار، وسحق براءة الأطفال في مهدمها.
وفي وقت سابق ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ، كانت المناطق الغربية لمدينة غزة شهدت قصفًا إسرائيليًا لأراض فارغة، وكانت المقاومة الفلسطينية أطلقت رشقة صواريخ على مدينة القدس، وشاعر هنيغف، وعسقلان، قبل بدء سريان التهدئة بأقل من نصف ساعة، سقط أحدها، بالخطأ، على منزل فلسطينيّ، في بلدة بيت ساحور شرق، بيت لحم.
ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بدخول التهدئة حيز التنفيذ داعيًا إلى احترامها، ومشدّدًا على ضرورة تطبيق المبادرة المصرية، للوصول إلى وقف إطلاق نار بصورة دائمة.
وأشارت المصادر إلى أنَّ "الحديث يدور عن وقف إطلاق نار، وليس تهدئة إنسانيّة، بمعنى وقف كامل للقتال، وحدّدت مصر 72 ساعة للبدء بالتفاوض مع إسرائيل"، متوقعة أن يكون وقف إطلاق النار نهائي ودائم، وغير محدّد بأيّام ثلاثة".
وكانت مصادر طبية، أعلنت عن استشهاد فلسطينيين متأثرين بجروح أصيبا بها في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أنَّ الشاب فايز إسماعيل أبو حماد (34 عامًا)، استشهد متأثرًا بجروحه التي أصيب بها في قصف إسرائيلي سابق على مدينة خان يونس، مؤكّدًا أنَّ الشهيد صلاح أحمد الغوطي (22 عامًا)، استشهد متأثراً بجروحه التي أصيب بها قبل ساعات، جراء قصف إسرائيلي على مدينة رفح.
المتحدث العسكري الإسرائيلي بيتر ليرنر أعلن بدوره أنّ "قوّات جيش الاحتلال ستنسحب بكاملها من قطاع غزة، وتنتشر في الجانب الإسرائيلي من الحدود، فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة صباحًا"، مؤكداً تواصل عملية ترميم وإعادة بناء (السياج الأمني)"..
وأكد ليرنر أنّ "قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي سيعاد نشرها في مواقع دفاعية، خارج قطاع غزة، وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية".
وادّعت مصادر عسكريّة أنّ "عملية هدم الانفاق قد استكملت في ساعات الليل"، مؤكّدة أنّ قوّات الاحتلال لا تزال في حالة من الاستعداد والاستنفار ولن يتم تسريح وحدات الاحتياط إلى أن تستقر الأوضاع، وتتضح الصورة بشأن وقف دائم لإطلاق النار".
وتعكف طواقم من النيابة العسكرية الإسرائيلية على إعداد وتحضير الوثائق القضائيّة الخاصة بعملية "البنيان المرصوص"، استعدادًا للمعركة القضائية المحتملة لمقاضاة إسرائيل بانتهاك القوانين الدوليّة.
وأعلنت مصر عن وقف إطلاق نار يسري مفعوله، صباح الثلاثاء، عند الساعة الثامنة، بعد إعلان وفد الفصائل الفلسطينية وكذلك إسرائيل الموافقة على وقف إطلاق النار.
وجاءت موافقة تل أبيب على الهدنة الموقتة في وقت تواجه الحكومة الإسرائيلية مزيدًا من الضغوط الدولية، جراء استهداف القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة، ما أسفر عن مقتل مدنيين.
وكشفت مصادر مطّلعة في مصر أنّه تمّ تأجيل مطالب إنشاء ميناء بحري، ومطار جوي، وإعادة إنشاء الممر الآمن بين الضفة وغزة، فيما يتم الحديث عن وقف العدوان، والانسحاب من المناطق الحدودية التي احتلتها إسرائيل، والصيد لمسافة 12 ميلًا، وفتح المعابر وفك الحصار.
وأكّدت المصادر أنّ "إسرائيل وافقت بالأساس على العودة إلى اتفاق 2012، وهو ما تم التوافق عليه من مطالب الفصائل الفلسطينية، ما يعني أنّ إسرائيل موافقة على الورقة التي ستقدمها مصر بشأن المطالب الفلسطينية"، مشيرة إلى "إمكان أن يكون هناك مباحثات ومفاوضات بشأن الإجراءات على الأرض لفك الحصار، بعد ربط إسرائيل فك الحصار بنزع سلاح فصائل المقاومة".
وكان عزام الأحمد قد أكّد أنَّ "موضوع نزع سلاح المقاومة لم يطرح على الطاولة، ولم نسمح بطرحه،.وكان هناك حديث ثنائي عن معبر رفح، واتّفق الطرفان على أن يتم فتح معبر رفح فور استلام حكومة التوافق مهامها في غزة".
وأشارت المصادر إلى أنّ "وقف إطلاق النار المعلن لمدة 72 ساعة سيتم تمديده ولن يقتصر على الأيام الثلاثة"، متوقعة أن "يتم البدء بالتفاوض مع إسرائيل، بصورة غير مباشرة مع الوفد الفلسطيني، بدءًا من مساء الثلاثاء".
ورحّبت الخارجية الأميركيّة والأمم المتحدة بموافقة الطرفين على وقف إطلاق النار مطالبة الجانبين بضرورة الحفاظ على الهدوء خلال هذه الفترة.
وفي سياق متّصل، أكّدت مصادر فلسطينية في القاهرة أنَّ "وفدي حماس والجهاد الإسلامي المتواجدين في قطاع غزة، واللذان لم يتمكنا من الوصول إلى القاهرة بسبب التصعيد الإسرائيلي، سيتوجهان إلى مصر الثلاثاء".
وفي سياق آخر، سقط صاروخ بالخطأ على منزل لعائلة عطون في بيت ساحور، وأحدث دمارًا هائلاً، شمل شبكة الكهرباء في المنطقة، ما أدى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المدينة، ولم يبلغ عن إصابات.
وبعد دقائق من سماع دوي الانفجار، الذي هز بيت ساحور، هرعت طواقم الدفاع المدني والإسعاف والشرطة إلى موقع سقوط الصاروخ، وعملت على تأمين الموقع وإخلاءه من المواطنين الذين تجمهروا في المنطقة.
وجاء الصاروخ الذي سقط بالخطأ في بلدة بيت ساحور ضمن رشقة كبيرة من الصواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية قبل دقائق من دخول الهدنة مع إسرائيل حيز التنفيذ.
وتعرضت المدن والبلدات الإسرائيلية من الجنوب حتى منطقة المركز، وصولاً إلى مستوطنة "معالي ادوميم" شرق القدس لقصف صاروخي هو الأعنف منذ بداية الحرب على غزة.
وأشارت بعض المواقع الإعلامية العبريّة إلى أنَّ "القصف شمل مدن اسدود وريشون لتسيون والقدس وكريات ملاخي ويبنى وبئر السبع وعسقلان، إضافة إلى المناطق المحيطة بقطاع غزة، حيث سقطت شظايا صاروخ في شارع رئيسي في مدينة القدس دون وقوع إصابات".
أرسل تعليقك